ويا ترى ماذا سيقول أولئك الذين سمحوا أن تضرب فصائل الجهاد في عقر دار المناطق السنية، ليشعروا بعد ذلك بخزي الدنيا، وهوان العيش، وذل المهانة بعدما اُكلوا يوم سمحوا، بل وساعدوا في أن يؤكل الثور الأبيض في ذلك اليوم الأسود، فعاشوا تحت بطش صحوات العار والخزي والنفاق، وسياط المليشيات، وغدر فرق الموت، وقوات الذئب والعقرب والأفعى والضبع والثعلب، بعد رفعة الرأس التي كانوا يعيشونها بوجود المجاهدين بينهم لحمايتهم، ورد الشر عنهم، والذب عن دينهم!؟
وماذا سيقول يا ترى أولئك المطبلون، والمزمرون، وصناع برنامج الموت الذي تنتجه دوائر السي آي إيه والموساد والذي يعقد مساء كل جمعة قران علماء السوء، من أصحاب الإسلام السياسي المعتدل كما يوصمون أنفسهم، على الداعرة ريما صالحة على طريقة زواج المسيار الذي أفتى به مركز المسبار في آخر صرعاته التحليلية، بعدما قدم آخر عروض الأزياء لمطبلين على هيئة محللين، وما هم إلا محلفين، ختموا دراستهم في دهاليز وأقبية المخابرات الصليبية! ماذا سيقولون، وبأي خانة سيصنفون عهر المالكي، وعهر أمهم الزانية، العاهرة، أميركا، أم تراهم سيصمّوا آذانهم ويلجموا ألسنتهم عن كل فضيحة لأسيادهم ومموليهم!؟
للرئيس الراحل صدام حسين قول شهير كان جميع العراقيين يتداولونه يقول فيه: ( لو خانتني عيني لفقأتها)! فكيف اليوم بمن يخون بلداً بأكمله، ويخون بني جلدته، ويخون دينه ويلتحق بخندق العار، حتى لو كان بحجة البحث عن العمل، أو (من أجل العيشة) كما يتذرع بذلك الكثير من الملتحقين بسلك العمالة والخيانة، أو بذريعة محاولة أيجاد توازن في القوى الحكومية، وكأن التوازن لا يكون إلا بالانخراط في قوات العمالة التي يرأسها فيلق القدس الإيراني وليس من خلال الالتحاق بفيالق الجهاد والمقاومة على اختلاف فصائلها وجماعاتها الجهادية!!
وثائق ويكيليكس، رغم تخصصها في فضائح الهالكي وقواته الحكومية العميلة والطائفية بعيداً عن الأميركان، إلا أن فيها دعوة لقتل من سار في درب الخيانة وسلك طريقي القوات الحكومية والصحوات والمليشيات، وفيها دعوة لتصفية الحسابات اليوم، بعدما توضح كل شيء، وفيها كذلك دعوة لمقاطعة الحكومة العميلة، التي عرف القاصي والداني أنها لا تأتي بانتخابات ولا بصناديق اقتراع، بل بموافقة أميركية، ومباركة ودعم إيراني فارسي صهيوني!
وهي دعوة أيضاً لرفع الفالة والمكوار من جديد، أن لم تتوفر البندقية والرصاصة، ودعوة لرمي الكلاب والخونة بالحجارة، حتى يصبح مثقال الحجارة بدينار، وهي دعوة لوضع حديث الرسول صلى الله عليه وسلم ( من رأى منكم منكراً فليغيره بيديه…) موضع التنفيذ، ومحاولة تغيير المنكر باليد قبل اللسان والقلب، وهي دعوة لمراجعة النفس وقراءة الواقع الذي يقول أن الأوطان لا تتحرر إلا بالقوة والسلاح حينما تُحتل بالآلة والرصاص، وهي دعوة لنبذ أولئك المحسوبين على مدن الجهاد والمقاومة ممن يدّعون أنهم ذهبوا للمطالبة بحقوق مدنهم ومحافظاتهم، أولئك المتاجرين بجراح أبناء مدن وسط وشمال وشرق وغرب العراق، بل وتصفيتهم أن كان بالمستطاع، فمثلهم لا يستحق إلا النحر على عتبات قصورهم التي بنوها بأموال المتاجرة بدماء المسلمين!
وليعلم أبناء الرافدين أن الأيام الصعبة هي القادمة، وعليهم أن يتحزموا لها بحزام أسد، أو سبع، كما يقول المثل العراقي، في مواجهة الضبع الفارسي وبقايا الغول الأميركي الممثل بأكثر من مائتي ألف جندي ومرتزق بحسب الإحصاءات الرسمية، فما بالكم بالواقع!؟
وليعلم من سولت له نفسه التجاوز على أبناء الإسلام كائناً ما تكون هويته، ومعهم من كان شيمته الغدر، أولئك الخونة الذين وجهوا سهامهم إلى أهل الثغور، ليعلموا أن وقت الحساب آتٍ، ولن يحول بينهم وبين الموت، الذي سيتجرّعون كأسه على يد أسود التوحيد، سوى الموت نفسه! وليسارعوا لقتل أنفسهم، كما اليهود، قبل أن تحزّ رقابهم وتنحرها حراب المجاهدين!
حسين المعاضيدي