مفكرة الإسلام: أعلنت الشرطة الباكستانية أن عددا من المسلحين هاجموا اليوم بالصواريخ في مدينة بيشاور قافلة من الشاحنات التي تنقل إمدادات لقوات الناتو المنتشرة في أفغانستان المجاورة.
وقال المسؤول في الشرطة زاهر خان: إن الهجوم الذي وقع في وقت مبكر من صباح اليوم أدى إلى تدمير 12 شاحنة محملة بالحاويات.
يشار إلى أن الناتو يتلقى 75% من إمداداته بالشاحنات التي تمر من المنطقة القبلية في باكستان في طريقها إلى أفغانستان. وتتعرض هذه القوافل باستمرار لهجمات المسلحين المقربين من حركة طالبان.
تأتي هذه التطورات بعد يوم من مقتل 37 شخصا على الأقل وجرح أكثر من مائة في تفجير داخل مسجد في منطقة خيبر القبلية شمالي غربي باكستان. ولم تتبن أي جهة الهجوم, وفقا للجزيرة نت.
اتهامات للاستخبارات الباكستانية
وكان مسؤولان عسكريان أمريكيان رفيعا المستوى قد قالا: إن لديهما مؤشرات على أن بعض العناصر القيادية في وكالة الاستخبارات الباكستانية تقدم الدعم لمقاتلي طالبان والقاعدة.
وذكر رئيس هيئة الأركان الأمريكية المشتركة الأميرال مايك مولن وقائد القيادة المركزية الأمريكية الجنرال ديفد بتراوس أنه يجب على الوكالة إنهاء مثل هذه الأنشطة.
وأشار مولن في مقابلة مع محطة سي إن إن التلفزيونية الأمريكية إلى وجود علاقة بين هذه العناصر ومن وصفهم “بالمتشددين” على حدود باكستان الغربية مع أفغانستان وحدودها الشرقية مع الهند، ودعا إلى تغيير هذا الأسلوب على خطي الحدود.
وسئل عما إذا كان ما زالت توجد عناصر داخل وكالة المخابرات العسكرية الباكستانية تتعاطف مع القاعدة وطالبان أو تدعمها فقال مولن: “توجد بالتأكيد مؤشرات على أن هذه هي الحقيقة”, على حد قوله.
وأضاف أن “هذه الصلات كانت قوية جدا وبعضها دون شك باق حتى يومنا هذا على ما أعتقد”. وزاد أنه “من الصعب توضيح إلى أي مستوى ما زالت هذه العلاقات قائمة”.
وجاءت تصريحات الضابطين الرفيعين بالتزامن تقريبا مع كشف إدارة الرئيس باراك أوباما عن ملامح إستراتيجيتها الجديدة بشأن باكستان وأفغانستان.
…………………
خبير يشكك في إمكانية نجاح إستراتيجية أوباما حيال أفغانستان وباكستان
مفكرة الإسلام: شكك مختص في الشؤون السياسية في إمكانية نجاح إستراتيجية الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، الجديدة حيال أفغانستان وباكستان.
وقال الخبير السياسي في شؤون آسيا والباحث في ملف تنظيم القاعدة، بيتر بيرغن، إن سياسة أوباما حيال المنطقة “محكومة بالفشل” إذا استمر الشلل السياسي في باكستان وواصل الجيش إدارة الشأن الأمني والتعامل مع منطقة القبائل بشكل عسكري، دون إبلاء أهمية لمطالب سكانها المعيشية.
وشدد على أن الحل العسكري لم يجد نفعا، حيث قاتل الجيش الباكستاني الحركات المسلحة في إحدى مناطق القبائل عام 2005، لكن المعارك انتهت بسيطرة “طالبان باكستان” على كامل المناطق القبلية، ومد نفوذها على كامل الأراضي المتاخمة لأفغانستان، وصولاً إلى بيشاور.
ورأى أن دون إصرار وخطة باكستانية واضحة لمواجهة القاعدة في البلاد، فإن إستراتيجية الولايات المتحدة حيال أفغانستان وباكستان ستكون “محكومة بالفشل”.
أوباما يكشف عن إستراتيجية جديدة
وكان أوباما قد كشف الجمعة عن إستراتيجية جديدة لمواجهة “قادة ومسلحي تنظيم “القاعدة” وحركة “طالبان” في أفغانستان.
ووصف الرئيس الأمريكي في كلمة من البيت الأبيض، تنظيم القاعدة بأنه “مرض سرطاني” يهدد المجتمع الباكستاني من الداخل، ويجب على إسلام أباد أن تكون “شريكاً قوياً” لملاحقة تنظيم القاعدة وإلحاق الهزيمة بها.
كما طلب أوباما من الكونجرس سرعة الموافقة على مشروعي قرارين بتوفير مخصصات مالية إلى كل من أفغانستان وباكستان، موضحاً أنه طلب توفير خمسة مليارات دولار على مدى خمس سنوات، لتعزيز البنية الأساسية في أفغانستان، مشيراً إلى أنه سيطلب أيضاً من المانحين زيادة مساعداتهم إلى كابول.
كما أوضح الرئيس الأمريكي أنه طلب أيضاً من الكونجرس الموافقة على مشروع قرار بزيادة المساعدات الأمريكية إلى باكستان، بمعدل ثلاثة أضعاف، لتصبح 1.5 مليار دولار سنوياً على مدى خمس سنوات، قائلاً إن هذه المساعدات لدعم الديمقراطية في إسلام أباد.
وأمر أوباما بإرسال 17 ألف جندي أمريكي إضافي إلى أفغانستان، كما أشار إلى أنه بصدد إرسال أربعة آلاف جندي آخرين، لتولي مهام تدريب قوات الأمن الأفغانية، وزيادة قدراتهم لملاحقة المسلحين في مناطق الحدود، مشيراً في الوقت نفسه إلى أنه سيطلب من قادة دول حلف شمال الأطلسي “الناتو”، زيادة حجم قواتهم في أفغانستان.