(شبكة الرحمة الإسلامية) – يقع مسجد الإيمان الذي قيل إن تفجيراً جرى فيه أمس الأول، وأودى بحياة الشيخ محمد سعيد رمضان البوطي وبعض حضور درسه الديني.. يقع في منطقة المزرعة في قلب العاصمة دمشق، بالقرب من فرع دمشق لحزب البعث، ويعتني بهذا المسجد ويمول ترميمه بشكل دائم عدد كبير من أبرز تجار دمشق, كما يؤوي هذا المسجد مجموعة لا بأس بها من الأطفال والنساء الفارين من صواريخ وقذائف الأسد. وبحكم موقعه الاستيراتيجي وسط العاصمة فإنه يستقطب أعداداً كبيرة جداً من المصلين من جميع الطبقات الاجتماعية، مما دفع القائمين عليه إلى الإكثار من دروس الدين والوعظ التي كانت تنقل عبر التلفزيون الرسمي خصوصاً في الفترة السابقة، وتنقل أيضاً على قناة نور الشام الدينية “الأسدية”. ويشهد مسجد الإيمان درسين أسبوعياً للشيخ محمد سعيد رمضان البوطي الذي قتل إثر تفجير انتحاري بحسب رواية الإعلام السوري.
يقول أبو معاذ: “سابقا كان هذا الجامع يشهد عددا كبيرا من الحضور، لكن بعد اندلاع ثورة الحرية والكرامة وبعد أن عرف الشعب السوري موقف الشيخ الراحل من الثورة والثوار, بدأت الأعداد تخف تدريجيا حتى أصبحت قليلة تقتصر على بقايا أهل السنة من المواليين للنظام الأسدي فقط والذين كان يمثلهم الشيخ البوطي بطبيعة الحال”.
* حيثيات من أرض الحدث
استهدف المسجد تفجير نسب إلى “انتحاري” بحسب ما أورد تلفزيون الأسد الرسمي، أعداد الضحايا وصل إلى 42 قتيلاً و 84 جريحاً من بينهم الشيخ البوطي الذي قضى خلال إعطاء درس الخميس الديني، ومن بين الضحايا أيضا حفيد الشيخ البوطي بحسب ما أذاعه إعلام الأسد. ونتج عن التفجير تدمير جزئي وصف بالمتوسط في مبناه وأثاثه والنقوشات الموجودة بداخله. من جانبه أصدر الجيش السوري الحر وجبهة النصرة بيانين نفيا فيهما مسؤوليتهما عن الانفجار وأكدا أنهما لا يستهدفون بيوت الله.
* شهادات من سكان حي مسجد الإيمان
يقول السيد أحمد.ن وهو من سكان المزرعة لأورينت نت: “لا أحد يدخل المسجد دون أن يخضع للتفتيش, كما أن الحواجز الأمنية ودوريات الأمن تحيط بالمسجد من كل جوانبه بحكم وجود مقر لحزب البعث إلى جواره “. أحد سكان الحي رفض أن يصرح حتى باسم وهمي قال: “لم أسمع صوت الانفجار، فجأة بدأ اطلاق نار كثيف، منزلي يطل على المسجد، قمت بإطفاء الأنوار وسط رعب أهل البيت، نظرت من النافذة بحذر ورأيت أشخاصاً هم شبيحة الحواجز المحيطة بحينا يركضون باتجاه المسجد ويكفرون ويشتمون الذات الإلهية و (الإرهابيين) بأبشع الألفاظ.. بدا وكأنهم يحاولون خلق جلبة لإثارة خوف السكان”. ويضيف: “قال لي أحدهم إنه رأى سيارة تابعة للتلفزيون السوري غير تلك التي تأتي عادة لبث الدرس الديني للشيخ الراحل، لا أعرف تفسيراً لذلك لكن ربما يكون ككل تلك التفجيرات التي يتواجد فيه إعلام الأسد مسبقاً في منطقة سيفجرها إرهابيون!!”.
* مقتل البوطي يشعل الفيس بوك!
ما إن أذيع نبأ مقتل الشيخ البوطي حتى اشتعلت صفحات الفيسبوك الثورية بالتعليقات عن الحدث، وبين مترحمين على القتيل وآخرين غير مهتمين بالمصير الذي لقيه رجل الدين الموالي للأسد، فإن أغلبهم لم تقنعه رواية إعلام النظام حول إنتحاري فجر نفسه في المسجد، البعض قال إن عدد القتلى يوحي بأن التفجير أحرق المسجد، لكن المشاهد المؤلمة التي يحرص إعلام الأسد على بثها دون أي تمويه لوجوه الضحايا أو أشلائهم، لم تظهر هذه المشاهد احتراقاً أو دخاناً أسود.. حتى أن سجاد الجامع بدا أنه جديد!! كما أن العديد من الثريات الضوئية المذهبة بقيت معلقة ومضاءة حتى!! إضافة إلى كثير من التفاصيل التي تفتح باب الشك وبقوة في رواية إعلام الأسد، خصوصاً مع المعرفة المسبقة بمدى كذب هذا الإعلام الأسدي وغبائه وطريقته في التعاطي المستفز مع هذه الحالات.
أحد المعلقين على خبر مقتل البوطي كتب: ” لتكتمل الصورة أكثر، لا بدّ أن نربط مقتل الشيخ الكردي، في يوم عيد نوروز، بعد أن أعلن عبد الله أوجلان بضرورة الاحتكام إلى السياسية بدل البندقية، وبعد تعيين رئيس وزراء كردي لحكومة مؤقتة تمثل المعارضة السورية، هكذا سُحبت الورقة الكردية من الأسد فحاول أن يستعيدها في رأس السنة الكردية وبرأس كردي معروف كرجل الدين البوطي”.. وعلق آخر: “لوفرضنا أن رواية إعلام الأسد صحيحة، هذا يعني أن المعارضة ليست طائفية وتقتل من السنة كما تقتل من العلويين، وهذا يعني كذب الأسد في مسألة الثورة الطائفية، بل إنها تبرز بما لايدع مجالاً للشك أن الجيش الحر والثوار يقاتلون دون الاهتمام بهوية الضحية، بينما ضحايا الأسد كلهم من السنّة وتجاوز عددهم المائة ألف شهيد”.
عاطف درويش: ريف دمشق
أحرار برس
السبت,23 مارس 2013 10:33 ص