مفكرة الإسلام: توقعت صحف أمريكية وبريطانية تزايد عمليات المقاومة الأفغانية في ظل عدد قوات الاحتلال؛ في الوقت وصفت فيه ذلك البلد بأنه مقبرة الإمبراطوريات، فيما أقر مسؤولون أجانب باستحالة الانتصار على حركة طالبان عن طريق العمل العسكري.
وأشارت محللة السياسة الخارجية في معهد كاتو بواشنطن العاصمة مالو إنوسنت إلى أن من المتوقع أن يقرر الرئيس الأمريكي باراك أوباما بشكل نهائي ما إذا كان ينوي إرسال مئات من الخبراء والمسؤولين المدنيين إلى الجبهة في أفغانستان أم لا.
وأوضحت الكاتبة في مقال نشرته صحيفة ذي جارديان البريطانية أن الإستراتيجية الجديدة من شأنها التركيز على التنمية ومكافحة تجارة المخدرات المتفشية في البلاد.
وأوضحت الكاتبة أن أهداف الحرب على أفغانستان تتمثل في تحقيق الاستقرار على المدى القصير، ومحاولة إلحاق الهزيمة بطالبان التي تزايدت قوتها وشعبيتها خاصة جنوبي البلاد.
فشل تحقق أهداف الاحتلال:
وقالت الكاتبة: إن المليارات من أموال دافع الضرائب تذهب سدى في الحرب على أفغانستان، في ظل عدم تحقق أي من الأهداف القصيرة أو الطويلة المدى في بلد يوصف بأنه “مقبرة الإمبراطوريات”.
وحذرت الكاتبة من وجود عسكري بعيد الأمد في أفغانستان الذي وصفته بأنه “جزء خطير من العالم”.
ودعت إنوسنت الرئيس الأمريكي للنظر إلى الأهمية الإستراتيجية والسياسية للدول المجاورة لأفغانستان، مشيرة إلى أن دولاً مثل إيران وكزاخستان وقرغيزستان وطاجيستان كانت قد قدمت دعمًا لتحالف الشمال في تسعينيات القرن الماضي ضد طالبان.
عدم مقدرة على توفير الأمن:
وفي سياق متصل نسبت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية للقائد الميداني في جنوبي أفغانستان اللواء مارت دي كروف أنه يعاني نقصًا في الجنود وأن قواته غير قادرة على توفير الأمن لتلك المنطقة الخطيرة المضطربة.
وتوقع الجنرال الهولندي زيادة ما سماها أعمال العنف مع وصول التعزيزات من القوات الأميركية الإضافية إلى البلاد.
وقال: إنه يقود 23 ألفًا من قوات حلف شمال الأطلسي (ناتو) زاعمًا أن قواته تسيطر على 60% فقط من مناطق الجنوب الأفغاني.
وأوضح القائد الميداني أن هناك جيوبًا على الأرض ليست لدى قواته سيطرة عليها بسبب النقص في أعداد الجنود.
وأضاف أن الخطر الأكبر يكمن في الألغام التي تحصد أرواح جنوده رغم كونها مصنوعة محليًا ولا دليل على كونها تأتي من دول خارج البلاد.
وأعرب الجنرال عن أمله في إمكانية إحراز تقدم في ميادين المواجهة والقتال في غضون ثلاث إلى خمس سنوات قادمة، ليتفرغوا بعده لتدريب وتوجيه القوات الأفغانية.
مأزق إستراتيجي:
وكانت صحيفة ديلي تلغراف البريطانية لوزير الخارجية البريطاني ديفد ميليباند قوله: إن طالبان تمكنت من توريط القوات الأجنبية بمأزق إستراتيجي في أفغانستان.
وقال ميليباند في حديث لهيئة الإذاعة البريطانية: إن “هناك مأزقًا إستراتيجيًا في بعض أنحاء البلاد”، موضحًا أن قوات طالبان تمنى بالخسارة فقط في المعارك التقليدية.
ووصف ميليباند قوات طالبان بأنها قادرة على إلحاق أضرار خطيرة وجسيمة “بقواتنا وغيرها”.
واستبعد الوزير البريطاني إمكانية الحل العسكري في أفغانستان، لكنه أوضح أن الجيش الوطني الأفغاني سيتضاعف في عام 2012 ما قد يمنح القوات البريطانية والأمريكية فرصة لالتقاط الأنفاس.