الحمد لله الذي هزم الأحزاب وحده ..
والصلاة والسلام على من لا نبيّ بعده ..
وعلى آله وصحبه ومن اقتفى أثره ..
وبعد ،،
حديثي عن أهل الكرامة أهل ليبيا الحبيبة ، وذلك لأن أبناءها قد عادوا قبل غيرهم لعزّة وكرامة آبائنا وأجدادنا التي نفخر ويفخر بها كل حرّ أبيّ ، حفظ الله الباقين منهم ، ورحم من توفّي واستشهد وأسكنهم فسيح جنّاته ، وحديثي عن ليبيا لا ينفصل عن الحديث عن دول المغرب الإسلامي التي تترابط في النسب والدين والأعراف وصفات العزّة والرفعة ..
تتميّز الشعوب بعضها عن البعض الآخر بمميّزات خاصّة وثابتة إلى حدّ كبير ، قد تحصل لها أعراض تُخفي خصائصها ولكنها ما تلبث أن تعود لأصالتها ، فكما يقال على سبيل المثال ، شعب بلاد الحرمين الآن لا تُرى فيه – من خلال النظرة العامّة – الشجاعة والإقدام التي جُبل أهلها عليها – إلا لمن رحمه الله منهم – بسبب تسلّط حكّامها الطغات الذين غّيروا تركيبتهم الاجتماعية من أجل الحفاظ على كراسيهم ، ولكنّنا نؤكّد بأن ما نراه الآن إنما هو العرض ، أما الأصل فهو على عكس ذلك وعن قريب سيعود شعبها لصفاته الأصيلة بعون الله عزّ وجل ..
في كتاب السّياسة ، يربط أرسطونظم الحكم بالطبائع البشرية ومناطق تجمّعاتها ” إن شعوباً يدفعها روح طبيعي من العبوديّة ، هي على استعداد للخضوع الكامل ، وهذا يظهر عند الشعوب غير المتطوّرة عند الإغريق والآسيويّين وعند الأوروبيّين ، إن هذه الشعوب تطيق نير الاستبداد بلا مشقّة وبلا تذمّر ، من أجل ذلك كانت الملوكيّات التي تحكم تلك الشعوب هي حكومات طُغاة ” . وأنا أؤكّد بأن شعوب دول المغرب الإسلامي الحرّة الأبيّة لا تطيق نير الاستبداد أو الطغيان مهما حاول أعداؤها تقييدها وإغلالها ، بل تميّزت على مرّ التاريخ بالعزّة والأنفة والكرامة ، ما جعلها حصناً منيعاً ضد أي اعتداء صليبي وغربي على أمة الإسلام ، ومهما تسلّق على أمجادها الطواغيت والمنافقين ، فإنهم إلى زوال على يد أبنائها الكرماء ..
ولخصوصيّة شعوب المغرب الإسلامي ، سأستثني من حديثي في هذا المقام ما حصل من ثورة الأبطال في مصر الحبيبة – لعل الله ييسّر لنا مقاماً آخر لإفرادها بالحديث – وسأتناول شعوب المغرب الإسلامي وتحديداً ليبيا ، فقد بلغني قبل قليل دعوة الرئيس الأمريكي للقذافي لترك منصبه – وهو ساقط لا محالة بإذن الله – ما يعني أن أمريكا وحلفاءها قد وجدوا أخيراً البديل المناسب ليأخذ مكانه في العمالة لهم ! وهذا يعني ضياع ثمرة وتضحيات الملايين وضياع دماء الشهداء – كما حصل إلى حدّ ما في تونس ومصر – لو لم نتدارك أمر ليبيا ، فليس من العقل ولا من الدين ترك المتظاهرين لتُسرق ثمرة تضحياتهم ومعاناتهم في كل مرّة وكلّ جيل ، وإن إفشال مخطط سرّاق الثمرات سيستدعي تدخّل دول ” الاستعمار ” مرّة أخرى في شؤوننا تدخّلاً مباشراً ، فلابدّ إذاً علينا من إعداد العدّة لهم ، لنعيد أمجادنا ونحفظ دماء شهداءنا وتضحيات شعوبنا .
إن أمريكا لم تعد تستطيع فرض هيمنتها على الدول كما كانت ، ولا تطيق إدارة الأزمات من دون الاستعانة بحلفائها ، وفي حالة ليبيا – على سبيل المثال – فإن تونس ومصر منشغلتان بشؤونهما الداخلية ولا يستطيعون التدخل في شؤون ليبيا ، ومصر تحديداً والتي كان نظامها يعمل كـ ” قوّاد ” لليهود والغربيّين في إضعاف الأنظمة العربية – وقد تم اختبار القيادة المصرية الجديدة بإرسال السفينتين الإيرانيّتين مؤخّراً لجسّ نبضها إن كانت في عمالتها ما زالت كما كانت أو أنها تغيّرت وقد ظهر أنها تغيّرت – ففقدت أمريكا الكثير من أجل التدخّل في شأن ليبيا بفقدان تونس ومصر ، وحتى باقي الدول العربية منشغلة بالبحث عن حلول مسبقة للثورات التي تنتظرها ! ولم يعد أمام أمريكا سوى حلف الناتو ، أو ما تبقّى من حلف الناتو !!
ولعلّي قبل كتابة التوصيات في شأن ليبيا أن أذكّر حلف الناتو بما حاول جاهداً أن ينسيناه ! بل وحاول جاهداً أن يخفيه حتى عن شعوبه ! لأن التوصيات ستثير حفيظته ، ولا أقصد تناسيه حروب التحرير التي قامت بها شعوب دول المغرب الإسلامي ضد دول ” الاستعمار ” الذين فقدوا فيها عزّ قوّتهم وتراجعت دولهم بسببها ، فلقد خسروا المعركة ولكنهم كسبوا في النهاية حينما استطاعوا سرقة انتصارات تلك الشعوب بوضع عملاء لهم يقومون بدور المحتلّ ” المستعمر ” ولكن بشكل خفيّ ، فوضعوا بورقيبه والقذافي وحافظوا على بوتفليقة والحسن السادس وغيرهم ، فسرقوا ثمار تضحيات الشعوب وعملوا على تخلّفها وضياعها ، وزادوا من قوّة الدول ” المستعمرة ” . وحديثي عن جزء آخر من التاريخ ، أكثر إشراقاً وفخراً لشعوب دول المغرب الإسلامي بل وللمسلمين جميعاً ، وهي مرحلة واحدة من مراحل تاريخنا وفخرنا ..
لقد حاولت القوى الكبرى على مرّ التاريخ ، استخدام التاريخ كوسيلة للسيطرة ، فمثلاً ، عندما وصل البريطانيون إلى الهند لم يكن للهند تاريخها المكتوب ، فتمّ إلحاق ماضي الهند وصولاً إلى تحويله إلى مجرّد فصل في التاريخ البريطاني ، كما أكّد القراصنة والمغامرون والبوريتاريّون الأوربيّون أن سكنة القارّة الأمريكيّة الأصليّين متوحّشون ولا يستحقّون الحياة . واستخدمت كذلك القوى الكبرى التاريخ أيضاً كأداة للسيطرة على شعوب المغرب الإسلامي ولمواصلة الإمبرياليّة المتوحشّة ، فأخفوا متعمّدين تاريخ شعوب المغرب الإسلامي المشرّف والهزائم الكثيرة والمتكرّرة التي منيت بها القوى الأوروبيّة والأمريكية على أيدي شعوبها ومجاهديها ، إلى درجة أن المؤرّخين يطلقون على تلك الحروب اسم ” الحروب المنسيّة ” في التاريخ الأمريكي !
ومن أجل أن يتعلّم حلف الناتو ويعلّم ” عياله ” ما جرى لآبائهم وأجدادهم قبل أن يقوموا بأي حماقة ضد ليبيا أو الجزائر أو المغرب أو حتى تونس ، أذكّرهم بجزء من تاريخنا معهم :
بعد سقوط الأندلس في أيدي الصليبيّين في أواخر القرن الخامس عشر الميلادي ، تعرّضت سواحل المغرب الإسلامي من تونس إلى المغرب الأقصى لمحاولات الغزو المسلّح من قبل أسبانيا والبرتغال اللتين أرادتا استعباد شعوبها وتحويلها إلى المسيحيّة ، فأرسل السطان العثماني ” سليم الأوّل ” قوّة مدفعية وما يقارب الألفين من الجنود ، وفتح باب الجهاد لمن أراد من المسلمين الانضمام في الحرب ضد المسيحيّين في الجزائر ، وللإنخراط في صفوف المجاهدين تحت قيادة ” خير الدين بارباروسا ” الذي استطاع توجيه ضربات قويّة ضد الصليبيّين وملاحقتهم إلى السواحل الإسبانيّة وضرب أراضيهم ، وأنشأ قاعدة بحريّة قويّة مركزها سواحل الجزائر ..
أصبحت الجزائر – بعد وفاته – القاعدة الأولى لقوّات الجهاد البحري الإسلامي في منطقة المغرب الإسلامي ، ومنطلق جهاد الدولة العثمانيّة ضد القوى الاستعماريّة ، وأصبح الإسطول الإسلامي قوياً مرهوب الجانب مخشي البأس ، وكانت مراكب المسلمين التي يطلق عليها ” مراكب الجهاد ” تخرج تجوب البحار لحماية السفن الإسلامية والدفاع عن الإسلام والمسلمين ومحاربة القراصنة الأوروبيّين ، وكان من أشهر المراكب الحربية الجزائرية ” مفتاح الجهاد ” و ” رعب البحار ” و ” المحروسة ” وغيرها ..
ومما ساعد على نجاح مراكب الجهاد مهارة المجاهدين العالية وشجاعتهم الفائقة وتلاحم الناس معهم ، فامتلكوا سمعة طيّبة في منطقة المغرب الإسلامي وفي خارج تلك المنطقة ، حتى أن عدداً كبيراً من الأسرى المسيحيّين – وكان يطلق عليهم العلوج – كانوا يعلنون إسلامهم ثمّ ينخرطون في سلك الجهاد البحري .
لم يكن يُسمح لسفن الدول الكافرة بالمرور في البحيرة الإسلامية – البحر الأبيض المتوسّط – إلا بعد أن يُعطوا الجزية للمسلمين ، عن يدٍ ، وهم صاغرون ! وكانت الجزية – والتي هي أشبه برسوم عبور – عبارة عن أموال أو سفن حربية أو غيرها مما يشترطه عليها ولاة المغرب الإسلامي وذلك لقاء حمايتها من القراصنة الذين يجوبون البحار في ما يطلق عليه اليوم البحر الأبيض المتوسّط الذي كان 80% منه تحت سلطان الدولة العثمانية المسلمة . فكانت بريطانيا ومعظم دول أوروبا تدفع الجزية ، رسميّاً ، لدول المغرب الإسلامي – تونس وليبيا والجزائر والمغرب الأقصى – التي كانت تتمتّع بنوع من الحكم الذاتي .
كانت بريطانيا تدفع 600 جنيه للخزانة الجزائريّة ، ومملكة صقليّة 4 آلاف ريال ، ومملكة سردينيا 6 آلاف جنيه ، والولايات المتّحدة تقدّم آلات ومهمات حربية قيمتها 4 آلاف ريال نقداً و10 آلاف ريال أخرى مصحوبة بهدايا قيّمة ، وتبعث فرنسا بهدايا ثمينة عند تغيير قناصلها ، وتقدّم البرتغال هدايا من أحسن الأصناف ، وتقدّم السويد والنرويج كل سنة آلات وذخائر بحريّة بمبالغ كبيرة ، وتدفع مديتنا هانوفر وبرلن بألمانيا 600 جنيه إنجليزي ، وتقدّم أسبانيا أنفس الهدايا ، وتدفع هولندا 600 جنيه ، ، وتقدّم الدانمارك معدّات حربية وآلات قيمتها 4 آلاف ريال شنكو كل عام مصحوبة بالهدايا النفيسة ..
نشطت التجارة في المستعمرات الأمريكية في القرن السادس عشر ، وبدأت في التوسّع والتبادل التجاري بينها وبين ما يطلق عليه اليوم الشرق الأوسط ، وكان المسلمون يعلمون مدى الوحشية التي بلغها المستعمرون من إبادة السّكان الأصليين وسرقة ممتلكاتهم ، وسرقة دول أخرى بشعوبها وجعلهم عبيداً لا يستحقّون منزلة الحيوانات في المعاملة والرعاية ، إضافة إلى إرغام الناس على اعتناق المسيحيّة بالقوّة ، وذلك الاطلاع جعلهم في حصانة من مكرهم وخداعهم ، مع تمسّكهم بشرائع الإسلام التي تبيّن مدى خبث اليهود والنصارى وعِظم خطيئة موالاتهم .
في عام 1625م أوقفت البحرية المغربيّة إحدى السفن المنطلقة من المستعمرات الأمريكية ، واستولت عليها ، كما استولت البحرية الجزائرية على 13 سفينة أمريكية مسجّلة في فرجينيا وسفينة مسجّلة في ولاية ماساشوستس ، وكان سبب استيلائها عليها هو أن تلك السفن قد امتنعت عن دفع الجزية المقرّرة عليها للعبور !
كانت جزية السفن الأمريكية قبل عام 1776م – أي قبل الاستقلال – تدفعها عنها بريطانيا حيث مازالت ولاياتها مستعمرات بريطانية ، أما بعد الاستقلال فقد تغيّر الحال ، فأصبحت الولايات المتّحدة الأمريكية هي من يدفع الجزية بنفسها للمسلمين ، وهي مرغمة ذليلة !
ومع تنامي تجارة الولايات المتحدة أصبحت دول المتوسّط من أهم الأسواق التي يتم تصدير منتجاتهم إليها ، فبلغ حجم الصادرات الأمريكية لدول المتوسّط أكبر من 14 ضعفاً من الواردات من تلك المنطقة ، وبسبب عدم امتلاك الولايات المتحدة لقوّة بحريّة رسميّة في ذلك الحين – والتي لم يوافق عليها الكونجرس – قام التجّار الأمريكيون بتجميع أسطول بحري مكوّن من القراصنة وقوّات المرتزقة خلال الفترة 1776م – 1786م ، تحديداً من أجل مواجهة الجهاد البحري الجزائري . حاول المغرورون مع بداية استقلالهم تحدّي المسلمين بالامتناع عن دفع الجزية في بعض الأحيان المتفرّقة بالاستعانة بأسطولهم ، وفي أولى محاولات الأسطول الأمريكي في مواجهة الأسطول الجزائري ، انهزم في المواجهة ، وخسر جميع سفنه وتم إغراقها كلّها .
في عام 1784م تكرر عناد الولايات الأمريكية بالعبور من دون دفع الجزية فتصدّت البحرية المغربيّة لها واستولت على سفينتهم ” بيتسي ” ، وبعدها بشهرين استولى المجاهدون الجزائريون على السفينتين ” دوبلن ” و ” ماريا ” وتم أسر 21 أمريكياً . وفي جويلية 1785م استولى الجزائريون على إحدى السفن الأمريكية في مياه ” قادش ” ، ثم ما لبثوا أن استولوا على 11 سفينة أخرى واقتادوها إلى الشواطئ الجزائريّة ، ولهذا نؤكّد ، بإن مسألة اعتقال وأسر المتغطرسين من المسيحيّين العلوج والاستيلاء على أملاكهم ليست مستحدثة في عصرنا هذا !
لم يستطع الأمريكيون – وبضغط من التجّار – إلا أن يمرّروا قانوناً خاصاً بإنشاء الأسطول الأمريكي الرسمي بهدف معلن وهو ” حماية التجارة في البحر المتوسّط ” وأقر الكونجرس هذا المرسوم أخيراً ، إلا أنه اشترط الدخول في مفاوضات مع المسلمين حول مقدار دفع الجزية .
كان المفاوض الأول هو الرئيس الأمريكي ” جون آدامز ” ، وكان يشغل في حينها منصب سفير الولايات المتحدة لدى بريطانيا ، فاجتمع بالممثل السياسي لباشا طرابلس ” عبد الرحمن العجّار ” الذي أكّد له أنّه ما من بلد يستطيع استخدام البحر الإسلامي من دون الدخول في معاهدة سلام مع المسلمين والقبول بشروطهم ، وبعد حصول بعض المناوشات والتحدّي من قبل الأمريكيين سابقاً ، اشترط الوالي على المبعوث الأمريكي أن تدفع الولايات المتحدة لهم جزية قدرها مليون دولار سنوياً !! وهو مبلغ ضخم جداً في ذلك الوقت ، إذا علمنا بأن الميزانية الأمريكية لم تكن تتجاوز العشرة ملايين دولار . فما كان من الأمريكيّين إلا أن يرسلوا مبعوثهم الآخر ” وليام جيفرسون ” ليعقد مباحثات لكن مع المبعوث التونسي في محاولة خبيثة منه لشق الصف كعادة اليهود والنصارى المسيحيّين ! إلا أنه رجع خائباً ذليلاً كما صاحبه ” آدمز “.
عاد المبعوثان إلى مقرّاتهما ، وكتب ” آدمز ” من لندن توصية إلى واشنطن بضرورة دفع الجزية المطلوبة على الرغم من ضخامتها ! وقال بأن البديل عنها هو الحرب التي لم تكن الولايات المتحدة تستطيع الانتصار بها ولا حتى تحمّل تبعاتها ، ثمّ صرّح الرئيس الأمريكي ” جون آدمز ” – كما نقله د. عبد الحيّ زلّوم – تصريحاً واضحاً جلياً عمّا يكنّه الأمريكيون والبريطانيون للمسلمين في تقريره للإدارة الأمريكية قبل أكثر من قرنين من الزمن فقال :
( العالم المسيحي جعل من بحّارته مجموعة من الجبناء أمام رايات محمّد !) .
أجل ، فهذه هي حقيقة الناس ، إما أن يكونوا في فسطاط الإيمان أو في فسطاط الكفر ، وهذه هي الحقيقة التي يعرفها كل المسئولون وأصحاب القرار في دول الكفر في جميع الأزمنة ، فهم يرون في دولهم – وخصوصاً في أوقات الشدّة – بأنهم في عالم مسيحي متجانس ومتوافق ويرفع راية الصليب في مواجهة المسلمين ، ويرون أن المسلمين يتبعون راية سيّد الأوّلين والآخرين محمّد صلى الله عليه وآله وسلّم ..
لم تكن الولايات المتحدة حتى ذلك الوقت محكومة بدستور موحّد ، وكان لكل ولاية دستورها الخاص بها ، فكانت عزّة الجزائريين وإخوانهم سبباً أساسياً لقيام دستور واحد بل وحكومة وجيش فيدراليين للولايات المتحدة ، وفي ذلك كتب المؤرّخ ” توماس بيلي ” معلّقاً بلهجة ساخرة : ( يمكن القول بأن ” باي ” الجزائر هو الأب الحقيقي للدستور الأمريكي ) .
إضافة إلى ذلك ،