(شبكة الرحمة الإسلامية) – مؤسسة الإعتصام :تقدم :بيان صادر من ولاية الخير ( هذا بيان للناس )حول الأحداث الأخيرة
بسم الله الرحمن الرحيم
قال تعالى: أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ أَن لَّن يُخْرِجَ اللَّهُ أَضْغَانَهُمْ * وَلَوْ نَشَاء لأَرَيْنَاكَهُمْ فَلَعَرَفْتَهُم بِسِيمَاهُمْ وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ أَعْمَالَكُمْ * وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنكُمْ وَالصَّابِرِينَ وَنَبْلُوَ أَخْبَارَكُمْ.
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبيّ بعده… أما بعد:
فإنّ التاريخ يعُيد نفسه، وسنّة الله في ابتلاء المؤمنين ماضية، وفي تنقية صفّهم من الخبث جارية، لتُخرج صفوفهم من كل محنة بفضل الله نقيّة صافية، ويأبى الله إلا أن يُظهر الحقّ لعباده ويبيّن لهم الطريق المستقيم، ويفضح أصحاب المنهج السقيم؛ ليَهلك من هلك عن بيّنة ويحي من حيّ عن بيّنة؛ فيصير الناس إلى فسطاطين: فسطاط إيمان لا نفاق فيه وفسطاط كفر لا إيمان فيه، قال تعالى: { أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تُتْرَكُواْ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُواْ مِنكُمْ وَلَمْ يَتَّخِذُواْ مِن دُونِ اللَّهِ وَلاَ رَسُولِهِ وَلاَ الْمُؤْمِنِينَ وَلِيجَةً وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ}.
وإننا في الدولة الإسلامية في العراق والشام، اخترنا بتوفيق الله ما نحسب يقيناً أنه فسطاط الإيمان الذي لا نفاق فيه، والذي ليس فيه مداهنة للغرب والشّرق الكافر، أو مجاملةٌ للمنافقين من أصحاب المناهج الفاسدة على حساب دين الله تبارك وتعالى، ولكن يأبى المنافقون إلا أن يطعنوا المؤمنين في ظهورهم وهم يزعمون أنهم منهم وفي صفّهم، ويأبى الله إلا أن يفضح سريرتهم ويوقعهم في شرّ أعمالهم.
فكيف كانت جبهة النصرة جزءًا من الدولة الإسلامية في العراق والشام، تسمع لأميرها البغدادي – حفظه الله – وتطيع، ثم بدأت أول خطوة في الانزلاق والحيدةِ عن الطريق المستقيم، لتخرج عن الطاعة وتشقّ صفّ الجماعة، وتخون مشروع المسلمين، فخيب الله صنيعها، ولم يهدِ كيدها، فانزلقت المنزلق الثاني حين وضعت يدها بيد أصحاب المناهج المنحرفة، وضمّت إلى صفوفها كثيراً من الفاسدين المفسدين، ثم انزلقت المنزلق الثالث فأعانت الصحوات في قتالها للدّولة الإسلامية في العراق والشام بالتّحريض والدّعم بصورة مباشرةٍ وغير مباشرةٍ، بل وشاركتهم في القتال بنفسها جنبًا إلى جنب في ولاية “الرقّة”.
فلما أرادت الدولة الإسلامية تصحيح هذا المسار وردّ عادية الصحوات، ساعية إلى ذلك وجاهدةً لتحقيقه دون إراقة قطرة دم واحدة، وقد كان ذلك ولله الحمد بعد أن بيّنت الأحداث حقيقة المؤامرة التي تواطأ عليها الجميع بما فيها جبهة النّصرة، مما أدّى لعودة الكثير منهم إلى صفّ الدّولة الإسلاميّة كما حصل في ولاية البركة (الحسكة) مؤخراً، وهنا انزلقت جبهة النصرة المنزلق الرابع، فقررت الانتقام لنفسها بدون أيّ مرجع شرعي حقيقي سوى بث الافتراءات والشّبه لإقناع أتباعهم بالقتال، فطفقوا يصفوننا بالبغي تارة وبالحرابة تارةً أخرى، وبالخارجية حيناً وبالغلوّ في التكفير حينًا آخر، سعياً حثيثاً منهم لإضفاء الشرعية على أعمالهم غير الشرعية، ويا ليتهم قاتلوا وحدهم بهذه الذرائع الواهية، بل أشركوا معهم من جيوش الصحوات العميلة في ولاية الخير (دير الزور)؛ كـلواء الأحواز، وأحرار الشام، وجعفر الطيار التابع لجيش علّوش، وغيرهم من الفصائل والكتائب المنحرفة عن دين الله ومنهج نبيّه صلى الله عليه وسلم ممّن يعرفهم القاصي والدّاني، ناهيك عن خونة العشائر كمجرمي قرية (المسرب) والتي سبق وقاتلها المجاهدون أنفسهم جزاءً وفاقاً على غدرهم بالمهاجرين، فأصبحوا الآن في خندق واحدٍ ضدّ الدّولة الإسلاميّة.
واليوم بعد كلّ هذا التجييش ضدّ الدّولة الإسلاميّة قام هؤلاء متحالفين بقصف المسلمين المجاهدين بالهاون وضربهم بالدبابات في مناطق عدة من ولاية الخير، كـمناطق (التبني، ومعدان، ومنطقة الجديد) وكما حدث في مقر (الجفرة)، ولم تسلم منهم حتى المناطق التي تسكن فيها العائلات والمليئة بالنساء والأطفال، فما الفرق بينهم وبين جيوش الخيانة التي قامت في حلب وغيرها من المناطق بنفس الأمر، وكذلك غدروا وقتلوا من المهاجرين الذين طالما تباكوا عليهم وأظهروا كذباً وزورًا حبّهم ومناصرتهم، فكان المهاجرون أوّل من قُتل على أيديهم في هذه الولاية، ولا ندري متى ينتهى مسلسل الانزلاقات.
وقد بيّنا هنا طرفاً مما حدث اليوم من الغدر والخيانة حتى يعلم المسلمون في أي فسطاط وقف هؤلاء الخونة، فقد بان الآن لكل ذي لبٍّ وعينين أنّ هؤلاء قد انتكسوا وارتكسوا في خندقٍ واحدٍ مع صحوات الخيانة والعمالة، ومع الذين يريدون تحقيق مآرب الغرب ويسعون في إرضائهم ولا حول ولا قوّة إلا بالله.
فرسالة إلى هذه الجيوش عامة وإلى من نُحسن الظن بهم من جنود جبهة النصرة خاصة:
تأملوا مليّاً في الواقع الذي حولكم وانظروا من تناصرون ومع من تقفون, أتنصرون من عادى الإسلام من المجالس العسكرية التي صرح قادتها بأنهم يقاتلون الدولة الإسلامية بمساعدة الدول “الصديقة” و”الشقيقة”, أم تنصرون من أبى المداهنة ورفض المواربة وأعلنها صريحة بإقامة دولة إسلامية لا يرضى عنها الغرب بل أعلن عليها الحرب.
وقد بيّنا لكم ما حصل حتى لا تُلام الدّولة فيما ستصنع بهم وما ستسمع به الدّنيا عن مآلهم بإذن الله عز وجل.
ورسالتنا إلى هؤلاء نقول فيها: (الأحمق من يجرب المجرَّب)، فخذوا عبرة مما حدث في العراق وما آل إليه الخونة من أهل النفاق والشقاق، واعلموا أن أغلب الصحوات التي قامت في العراق تولت كِبرها كتائب مقاتلة تلبّست زوراً بلباس الإسلام وتبرقعت باسمه، فطرقت باب الغواية الذي فُتح لها على مصراعيه، فسقطوا في حمأتها، ولا زالوا يتردّون في قعرها.
ونقول لهم: عودوا إلى رشدكم، فإن أبيتم فلا تلوموا إلا أنفسكم، فما بقي لكم من عذر وقد جاءكم النذير.
{ وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ}
الدّولة الإسلاميّة في العراق والشام
ولاية الخير
التاسع من ربيع الثاني 1435 للهجرة
9/ 2/ 2014
المصدر / مؤسسة الاعتصام