مفكرة الإسلام: دعا رئيس البرلمان الصومالي الشيخ آدم مدوبي الدول المجاورة للصومال للتدخل عسكريًا لإنقاذ الحكومة الصومالية من ضربات المعارضة، في وقت عبرت فيه قوات إثيوبية الحدود إلى داخل الأراضي الصومالية.
وقال مدوبي إن كينيا وإثيوبيا وجيبوتي واليمن أول من سيتضرر إذا تمكنت المعارضة من إسقاط الحكومة الصومالية التي يقودها الرئيس الصومالي شيخ شريف شيخ أحمد.
وفي غضون ذلك، قال مراسل “الجزيرة” إن فرقًا من الجيش الإثيوبي تعبر الحدود مع الصومال باتجاه مدينة بلدوين.
وكانت كينيا قد ألمحت، أمس الجمعة، اعتزامها التدخل العسكري في الصومال, وأكدت كينيا أنها لن تسمح بأي حال من الأحوال للأوضاع الجارية في الصومال بأن تقوض أو تؤثر على جهودها لتحقيق ما أسمته “الأمن والسلام”، مشيرةً إلى أنها ستقوم بكل ما يضمن ذلك.
وقال وزير الخارجية الكيني، موسى ويتانجولا، إن بلاده لن تقف متفرجة على تدهور الأوضاع الأمنية في الصومال، محذرًا من أن تفاقم الأوضاع في القرن الأفريقي يشكل عامل عدم استقرار إقليمي خطير.
وشدد على أن الحكومة الكينية عليها واجبات لحماية مصالحها الإستراتيجية بما فيها الأمنية.
وكان قيادي كبير في حركة الشباب الإسلامية المسلحة، التي تقود المعارضة في الصومال، قد هدد بغزو كينيا لو لم تقلص وجودها العسكري على الحدود مع الصومال.
وعلى صعيدٍ آخر، اتهم الرئيس الصومالي شيخ شريف شيخ أحمد إريتريا بمساعدة المعارضة، غير أن إريتريا نفت هذه الاتهامات، فيما هددت المعارضة الصومالية.
تطورات المعارك في الصومال:
وعلى الصعيد الميداني، تدور مواجهات عنيفة بين مقاتلي حركة الشباب المجاهدين والقوات الحكومية فى العاصمة مقديشو، وسط أنباء عن سيطرة مقاتلي الشباب المجاهدين على محور صنعاء الإستراتيجي شمال العاصمة مقديشو الذي يبعد ثلاثة كيلومترات عن القصر الرئاسي.
وذكرت هيئة الإذاعة البريطانية BBC أن حركة الشباب المجاهدين سيطرت لفترة مؤقتة على مركز للشرطة وبنايات اخرى مهمة في ضاحية كاران بالعاصمة، فيما فر الآلاف من سكان المنطقة هربًا من الاقتتال العنيف.
وكان النائب في البرلمان محمد حسين عبده لقي حتفه أمس الجمعة أثناء معارك في منطقة كاران بشمال مقديشو، وهو رابع شخصية حكومية تقتل في أقل من أربعة أيام، والثلاثة الآخرون هم وزير الأمن عمر حاشي أدن والمسؤول الأمني للمحاكم الإسلامية الشيخ أحمد إنجي، إضافة إلى سفير الصومال السابق لدى إثيوبيا عبد الكريم فارح.
وتشهد الصومال مواجهات دامية بين القوات الحكومية والمعارضة بقيادة حركة شباب المجاهدين وميليشيا الحزب الإسلامي، حيث أدت المعارك إلى سقوط نحو 300 قتيل بين مدنيين ومقاتلين منذ مايو الماضي، فيما تقول الأمم المتحدة أن أكثر من 122 ألف شخص نزحوا من ديارهم.
وفي السياق ذاته، تقول وكالات الإغاثة والمساعدات الدولية أن ما يقرب من أربعة ملايين صومالي، أو نحو ثلث سكان الصومال، يحتاجون إلى مساعدات غذائية.
هذا ومنذ سقود نظام الجنرال محمد سياد بري في عام 1991، والصومال بلا حكومة مركزية عمليًا.