(شبكة الرحمة الإسلامية) – أكدت مصادر سنية في لبنان وجود الشيخ أحمد الأسير ومرافقه المغني التائب فضل شاكر، وعدد كبير من أنصاره، في مكان آمن داخل صيدا، نافية أنباء عن وجود الأسير بعهدة الجيش السوري الحر.
وأكد حسام الغالي، عضو الاتحاد العالمي لعلماءالمسلمين، وأمين سر هيئة علماءالمسلمين في لبنان، أنه “تم إخراج الشيخ الأسير ومن معه إلى جهة آمنة، وهو بخير ومن تبقى من المقاتلين الذين لم يستطيعوا الخروج سلموا أنفسهم للجيش”.
وأضاف في وقت لاحق عبر حسابه الشخصي على “تويتر”: “إخواني .. الشيخ أحمد الأسير وفضل شاكر وعدد كبير من الشباب في مكان آمن بمنطقة صيدا وليسوا بعهدة الجيش السوري الحر ولا في سوريا”.
وعندما سئل عما أعلن منسوبا للجيش السوري الحر من أن الشيخ الأسير بات في عهدته، قال الشيخ حسام الغالي: “لا تصدق”.
وكان الغالي قد نقل في وقت سابق عن مصدر أمني في الجيش اللبناني تأكيده عدم العثور على الشيخ الأسير في (المربع الأمني) في عبرا رغم تفتيش كامل منشآته ومبانيه.
وكشف أن “عدد الشهداء الذين أخرجوا من مسجد بلال فاق 20 “، مشيرًا إلى أن “هناك أكثر من 100 معتقل” من أنصار الشيخ الأسير.
كما نفى أمين سر هيئة علماء المسلمين في لبنان الأنباء التي تناقلتها بعض المصادر بشأن استشهاد ابن الشيخ الأسير أو ابن فضل شاكر، وكتب يقول: “غيرُ صحيحٍ استشهادُ ابن الشيخ الأسير ولا ابن فضل. إنما سقط ابن شقيق فضل. أما الشيخ الأسير وفضل في أمان وبخير”.
وفي وقت سابق اليوم، اقتحم الجيش اللبناني بمساندة مليشيات مسلحة من عناصر منظمة حزب الله وحركة أمل الشيعيتين مسجد بلال بن رباح؛ حيث كان الشيخ الأسير وأنصاره يتحصنون؛ لمواجهة الحملة العسكرية المتواصلة منذ أمس على المسجد ومحيطه.
وقال مصدر عسكري لبناني إن الجيش تمكن من الدخول إلى مسجد بلال بن رباح حيث كان يتحصن أنصار الأسير، واعتقل 60 شخصا من مناصريه، إلا أنه لم يتم القبض بعد على الشيخ الذي لم يكن في المسجد.
وأضاف المصدر أنه تم حجز كمية كبيرة من الأسلحة، وأنه تمت السيطرة على نحو 90% من المسلحين، لافتا إلى أن المدينة تشهد انقطاعا شبه تام للمرور.
وكان اجتماع وزاري وأمني عقد في وقت سابق من اليوم برئاسة رئيس الجمهورية ميشال سليمان، قد أكد أن قوى الجيش ستواصل تنفيذ إجراءاتها في منطقة صيدا حتى “الانتهاء من المظاهر المسلحة وإزالة المربع الأمني” للشيخ أحمد الأسير وتوقيف المعتدين والمحرضين على الجيش”.
وتطلق السلطات والجيش في لبنان على مسجد بلال بن رباح اسم (المربع الأمني) للشيخ الأسير أو (مجمع الأسير)، وتتجنب استخدام اسم مسجد بلال بن رباح لتضليل وسائل الإعلام ولتخفيف النقمة من انتهاكها لحرمة مساجد السنة.
وفي وقت سابق أيضًا، أصدرت السلطات القضائية “بلاغات بحث وتحر” في حق 123 شخصا متورطين في الاشتباكات، في مقدمتهم الشيخ الأسير، وشقيقه ونجله، والفنان فضل شاكر”، الذي اعتزل الغناء قبل فترة وبات من المقربين من الشيخ.
وبلغ عدد قتلى الجيش اللبناني في الاشتباكات الدائرة مع أنصار الأسير منذ أمس الأحد 16 قتيلا، إضافة إلى نحو مائة جريح، في أحد أكثر الحوادث الأمنية خطورة في لبنان منذ بدء النزاع في سوريا المجاورة قبل أكثر من سنتين.
وظل الجيش اللبناني منذ بداية العملية يعلن عن حصيلة قتلاه ويتكتم على حصيلة الضحايا داخل المسجد إلى أن انتهت العملية، واتضح أن هناك ما يربو على العشرين شهيدا داخل المسجد.
وخلفت المعارك العنيفة آثارها في الأبنية والشقق والشوارع، مع ثقوب في الجدران وآثار حرائق وركام في الشوارع وتحطيم في المحال التجارية التي بدا بعضها مفتوحا مع بضائع مكدسة داخلها.
وامتد التوتر إلى مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين، حيث اشتبك الجيش منذ مساء أمس وحتى ظهر اليوم مع عناصر من مجموعات إسلامية عند أطراف المخيم.
في الأثناء تظاهر مئات من الإسلاميين في مدينة طرابلس شمالي لبنان تأييدا للشيخ أحمد الأسير، حيث انضم إلى المعتصمين عشرات المسلحين في استعراض قوة وسط ثاني أكبر المدن اللبنانية.
وردد المشاركون هتافات مؤيدة للأسير، وألقيت كلمات اعتبرت اقتحام مسجد بلال بن رباح حيث يتحصن الشيخ الأسير وأنصاره، “خطاً أحمر”.
كما أقفلت المؤسسات العامة والخاصة أبوابها تخوفا من تمدد الاشتباكات إلى طرابلس التي تعيش وضعا أمنيا هشا.
وفي سياق ردود الفعل تجاه ما يحدث في لبنان، دعت السعودية “جميع الأطراف” في لبنان إلى “وقف الاشتباكات وعدم التصعيد حفاظا على أمن واستقرار لبنان”.
وذكرت وكالة الأنباء السعودية الرسمية، أن مجلس الوزراء برئاسة الملك عبد لله بن عبد العزيز “أعرب عن بالغ القلق إزاء تطورات الأوضاع في جنوب لبنان وما تشهده مدينة صيدا من أحداث، داعيا الجميع إلى وقف الاشتباكات وعدم تصعيد الموقف حفاظا على أمن واستقرار لبنان”.
يشار إلى أن الأسير -وهو إمام مسجد سنّي سلفي التوجه- عرف بدعمه للثورة السورية، وعام 2012 باعتصامه الذي شل مدينة صيدا لأسابيع من أجل نزع سلاح حزب الله، وفي عام 2013 اشتبكت عناصره مع أفراد من حزب الله في مايو/أيار، ودارت مواجهات أخرى مع الجيش اللبناني في يونيو/حزيران خلفت عشرات القتلى والجرحى.
المصدر: أحرار برس
الاثنين,24 يونيو 2013 12:35 ص