مفكرة الإسلام: اعترفت قوات الاحتلال الدولية التابعة لحلف شمال الأطلسي “ناتو” بمقتل ثلاثة جنود دنماركيين بجنوب أفغانستان اليوم الأربعاء، في انفجار قنبلة زرعت على جانب الطريق بإقليم هلمند.
وقال ريتشارد بلانشيت المتحدث باسم قوة المساعدة الدولية في بيان: إن “القوات تشعر بعميق الأسى وتشارك عائلات الضحايا حدادها على أبنائهم”.
وقال الجيش الدنماركي إن الجنود الثلاثة كانوا يقودون قافلة على الطريق السريع رقم 1 متوجهين إلى مدينة باراخازي. وفقًا لـ بس بي سي.
وقال وزير الدفاع الدنماركي سورين جيد: “إنهم كانوا في دورية وأصابتهم قنبلة شديدة الانفجار كانت موضوعة على جانب الطريق”.
يذكر أن حصيلة القتلى بين الجنود الدنماركيين منذ بدء انتشار القوات الدنماركية هناك عام 2001 بلغت 24 جنديًا.
ويبلغ عدد القوات الدنماركية في أفغانستان 700 جندي غالبيتهم يتمركزون في إقليم هلمند.
مقتل أربعة حراس أمن أفغانيين:
يأتي ذلك الهجوم في الوقت الذي قتل فيه أربعة حراس أمنيين في هجوم، حيث بلغت أعمال العنف في الأسابيع الأخيرة سقفًا قياسيًا منذ احتلال أفغانستان في العام 2001، وفق ما أعلنت السلطات المحلية اليوم الأربعاء.
وقالت الشرطة إن الحراس الأربعة كانوا يرافقون قافلة إمدادات للقواعد العسكرية لقوات الاحتلال الدولية حين تعرضوا لكمين أمس الثلاثاء في ولاية غزة (جنوب شرق).
وقال مساعد قائد الشرطة المحلية عبد الرحمن شهيداني إن “المواجهة استمرت ساعة ونصف ساعة”.
وأضاف شهيداني أنه يشتبه بأن عناصر طالبان مسؤولون عن الهجوم.
تزايد الهجمات:
وكان الجنرال ديفيد بتريوس قائد القيادة المركزية الأمريكية، قال الأسبوع الماضي: إن الوضع في أفغانستان يزداد سوءًا مع تصاعد حدة الهجمات التي ينفذها المسلحون هناك، والتي اعتبرها الأسوأ منذ عام 2001.
وأضاف المسؤول العسكري الأمريكي “ما من شك في أن الوضع تدهور بشدة هناك خلال العامين الماضيين، وهناك المزيد من الأوقات الصعبة في انتظارنا”.
وتابع بتريوس خلال مؤتمر في مركز “نيو أميركان سيكيورتي” بواشنطن: “الأسبوعين الماضيين شهدا أعلى مستوى من الحوادث الأمنية في تاريخ أفغانستان”.
بترايوس يتوقع معارك ضارية:
وقد أفاد بترايوس أمس الثلاثاء بأن معارك ضارية ترتقبها قواته في أفغانستان خلال الأشهر القليلة المقبلة, مؤكدًا استمرارها إلى ما بعد نهاية هذا العام.
وقال بترايوس: “بما أننا نرسل قوات إضافية ونشن هجمات لاستعادة مناطق سيطرت عليها حركة طالبان، نتوقع وقوع معارك ضارية”.
وأضاف: “هذه المعارك الضارية لن تنتهي هذه السنة.. سنشهد على الأرجح فترات صعبة بعد نهاية العام 2009 (…), لكنني لا أزال أرفض التكهن بدقة بتاريخ انتهاء أي مهمة لأن للخصم دائمًا كلمته”.
وخلال لقاء له أمس الثلاثاء في مقره العام في تامبا (فلوريدا جنوب شرق) مع صحافيين فرنسيين، أضاف بترايوس: أنه من غير المرغوب أو الممكن في أفغانستان تطبيق الاستراتيجية التي سمحت بخفض أعمال العنف في العراق إلى حد كبير.
وأوضح: “لا يمكنكم في أفغانستان نشر جنود والعيش بين السكان كما فعلنا في العراق”. وتابع: “ليست هناك منازل شاغرة, وعلى كل حال لا يريدوننا (الأفغان), ولن نحظى بالاستقبال الذي خصنا به العراقيون”.
وقال: “الحل هو أن نلتقي مسؤولين محليين وأن نحتسي معهم الشاي وأن نبحث معهم ما يمكننا القيام به لمساعدتهم. وفي أغلب الأحيان الحل هو اختيار تلة مجاورة وإقامة قاعدة صغيرة فيها”.
وكانت القوات الأمريكية قد أعلنت عزمها تنفيذ مشروع استمالة لمن أسموهم المعتدلين من حركة طالبان الأفغانية, بالإضافة إلى التأثير في بعض المواطنين الباكستانيين لمحاربة حركة طالبان هناك, إلا أن مراقبين أكدوا فشل هذه الفكرة لتباين الوضعين: في العراق من جانب وأفغانستان باكستان من جانب آخر.