بسم الله الرحمن الرحيم
نُخْبَةُ الإِعْلامِ الجِهَادِيِّ
قِسْمُ التَّفْرِيغِ وَالنَّشْرِ
يقدم تفريغ كلمة بعنوان
معركة الأعراض والمقدسات
لفضيلة الشيخ/ أيمن الظواهري (حفظه الله)
(إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنذِرْهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ * خَتَمَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهمْ وَعَلَى سَمْعِهِمْ وَعَلَى أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ عظِيمٌ)
بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه ومن والاه.
أيُّها الإخوة المسلمون في كل مكان، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد؛
فقد فضح الله الأمريكان بالشريط الذي ظهر على شبكة المعلومات ويظهر خنازير المارينز الصليبيين وهم يتبوَّلون على جثة المجاهد الأفغاني -رحمه الله رحمةً واسعة-، هذه هي حقيقة الحضارة الغربية الصليبية العلمانية، وتلك هي قيمهم، وهذه هي نظرتهم لغيرهم من البشر عامة والمسلمين خاصة، وهذا هو أسلوبهم في التعامل معنا.
وهذه الحضارة الغربية العلمانية الفكر، الصليبية الروح، تتمتَّع بنفاقٍ عجيب في عالم الأخلاق والقيم، فهي لا تكفُّ عن التشدُّق بحمايتها للحرية والكرامة والعدالة وغيرها من الألفاظ الرنَّانة الجذَّابة، وفي نفس الوقت تمارس أحطَّ الجرائم التي عرفها التاريخ البشري.
فيا أيُّها الشعب الأفغاني المسلم المجاهد، ها هي الأحداث تكشف لك يومًا بعد يوم عن حقيقة الغزاة الصليبيين المنحطِّين الذين تعدّوا على دينك وحرماتك وأعراضك وكرامتك وبلادك وأهلك، وتكشف لك عن مدى انحطاط المنافقين الخونة من بني جلدتك الذين وقفوا مع هذا الغاشم ليملئوا جيوبهم من المال الحرام، ومنهم أصحاب عمائم ولحى وألقابٍ وأنساب ودرجاتٍ في العلم والوظائف، ولكنهم لم يرتفعوا عن مرتبة المنافقين في الإيمان.
والمنافق أحطُّ من الكافر الأصلي بنصِّ القرآن، يقول الحق تبارك وتعالى: (إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَلَن تَجِدَ لَهُمْ نَصِيرًا)، وقال في الآيات التي قبلها: (بَشِّرِ الْمُنَافِقِينَ بِأَنَّ لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا * الَّذِينَ يَتَّخِذُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِن دُونِ الْمُؤْمِنِينَ أَيَبْتَغُونَ عِندَهُمُ الْعِزَّةَ فَإِنَّ العِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا).
وبيَّن سبحانه وتعالى أنَّ من صفاتهم أنَّهم يتقرَّبون للمؤمنين إذا كان لهم الفتح، ويتوسَّلون للكافرين ليرضوا عنهم (الَّذِينَ يَتَرَبَّصُونَ بِكُمْ فَإِن كَانَ لَكُمْ فَتْحٌ مِّنَ اللهِ قَالُواْ أَلَمْ نَكُن مَّعَكُمْ وَإِن كَانَ لِلْكَافِرِينَ نَصِيبٌ قَالُواْ أَلَمْ نَسْتَحْوِذْ عَلَيْكُمْ وَنَمْنَعْكُم مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ فَاللهُ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَن يَجْعَلَ اللهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلاً * إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَإِذَا قَامُواْ إِلَى الصَّلاَةِ قَامُواْ كُسَالَى يُرَآؤُونَ النَّاسَ وَلاَ يَذْكُرُونَ اللهَ إِلاَّ قَلِيلاً * مُّذَبْذَبِينَ بَيْنَ ذَلِكَ لاَ إِلَى هَـؤُلاء وَلاَ إِلَى هَـؤُلاء وَمَن يُضْلِلِ اللهُ فَلَن تَجِدَ لَهُ سَبِيلاً * يَا أيُّها الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِن دُونِ الْمُؤْمِنِينَ أَتُرِيدُونَ أَن تَجْعَلُواْ لِلَّهِ عَلَيْكُمْ سُلْطَانًا مُّبِينًا)
ويقول عنهم المولى سبحانه أنَّ لهم هيئاتٍ خدَّاعة وكلامًا معسولاً، ولكنهم العدو الحقيقي (وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ وَإِن يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُّسَنَّدَةٌ يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ)
وهم الذين كانوا يصفون المجاهدين الشرفاء الأحرار بأنَّهم حمقى ومجانين ولا يفهمون في السياسة التي يزعمون التبحُّر فيها، وما هي إلا سياسة موالاة الشيطان وأعوان الشيطان (إِذْ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ غَرَّ هَـؤُلاءِ دِينُهُمْ وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللهِ فَإِنَّ اللهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ)
وبيَّن المولى سبحانه وتعالى أنَّهم يتَّخذون اليهود والنصارى أولياء، فصاروا بذلك من جنس اليهود والنصارى، وأنَّهم يسارعون للتقرُّب منهم خوفًا من أن يُحرموا من فُتات متاع الدنيا (يَا أيُّها الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ * فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَى أَن تُصِيبَنَا دَآئِرَةٌ فَعَسَى اللهُ أَن يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِّنْ عِندِهِ فَيُصْبِحُواْ عَلَى مَا أَسَرُّواْ فِي أَنْفُسِهِمْ نَادِمِينَ)… إلى قوله تعالى: (يَا أيُّها الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ الَّذِينَ اتَّخَذُواْ دِينَكُمْ هُزُوًا وَلَعِبًا مِّنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ وَالْكُفَّارَ أَوْلِيَاءَ وَاتَّقُواْ اللهَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ)، أي: يا أيُّها الذين آمنوا لا تتخذوا الذين اتخذوا دينكم ونبيَّكم وقرآنكم وحرماتكم سخريةً وهُزُؤًا أنصارًا وأعوانًا تعينونهم على المؤمنين والمجاهدين.
اقرأ أيُّها الأفغاني المسلم الغيور صفاتهم في سورة التوبة التي سمَّاها حبر الأمة سيدنا عبد الله بن عباس رضي الله عنهما بالفاضحة لأنَّها فضحت المنافقين وشبهاتهم وكذبهم.
اقرأ وتدبَّر سورة التوبة التي بيَّن المولى سبحانه فيها أنَّ المنافقين على عهد النبي صلى الله عليه وسلم كانوا يُنفقون ويُقاتلون ولكنَّ هذا لم ينفعهم مع نفاقهم فلا يغرنَّك من يعين الأمريكان بالرأي والمعلومات والقتال والتأييد والدعاية والتضليل ثم يقول لك: “لقد كنت قديمًا أجاهد” (قُلْ أَنفِقُواْ طَوْعًا أَوْ كَرْهًا لَّن يُتَقَبَّلَ مِنكُمْ إِنَّكُمْ كُنتُمْ قَوْمًا فَاسِقِينَ * وَمَا مَنَعَهُمْ أَن تُقْبَلَ مِنْهُمْ نَفَقَاتُهُمْ إِلاَّ أَنَّهُمْ كَفَرُواْ بِاللهِ وَبِرَسُولِهِ وَلاَ يَأْتُونَ الصَّلاَةَ إِلاَّ وَهُمْ كُسَالَى وَلاَ يُنفِقُونَ إِلاَّ وَهُمْ كَارِهُونَ * فَلاَ تُعْجِبْكَ أَمْوَالُهُمْ وَلاَ أَوْلاَدُهُمْ إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُعَذِّبَهُم بِهَا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَتَزْهَقَ أَنفُسُهُمْ وَهُمْ كَافِرُونَ * وَيَحْلِفُونَ بِاللهِ إِنَّهُمْ لَمِنكُمْ وَمَا هُم مِّنكُمْ وَلَـكِنَّهُمْ قَوْمٌ يَفْرَقُونَ * لَوْ يَجِدُونَ مَلْجَئًا أَوْ مَغَارَاتٍ أَوْ مُدَّخَلاً لَّوَلَّوْاْ إِلَيْهِ وَهُمْ يَجْمَحُونَ)
بل كانوا يبنون المساجد ويدعون النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم ليصلِّي فيها (وَالَّذِينَ اتَّخَذُواْ مَسْجِدًا ضِرَارًا وَكُفْرًا وَتَفْرِيقًا بَيْنَ الْمُؤْمِنِينَ وَإِرْصَادًا لِّمَنْ حَارَبَ اللهَ وَرَسُولَهُ مِن قَبْلُ وَلَيَحْلِفُنَّ إِنْ أَرَدْنَا إِلاَّ الْحُسْنَى وَاللهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ * لاَ تَقُمْ فِيهِ أَبَدًا لَّمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَن تَقُومَ فِيهِ فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَن يَتَطَهَّرُواْ وَاللهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ * أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى تَقْوَى مِنَ اللهِ وَرِضْوَانٍ خَيْرٌ أَم مَّنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَىَ شَفَا جُرُفٍ هَارٍ فَانْهَارَ بِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ وَاللهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ * لاَ يَزَالُ بُنْيَانُهُمُ الَّذِي بَنَوْاْ رِيبَةً فِي قُلُوبِهِمْ إِلاَّ أَن تَقَطَّعَ قُلُوبُهُمْ وَاللهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ)
يا أيُّها الأفغاني المسلم، يا أيُّها الأفغاني المجاهد، يا أيُّها الأفغاني المهاجر، يا أيُّها الأفغاني العزيز الأبيّ الكريم، يا أيُّها الأفغاني المدافع عن دين الإسلام وكتابه وحرمة نبيِّه، يا أيُّها الأفغاني الذي تحطَّمت على صخرة عزيمته حملات الغزاة حملةً تلو الحملة، وخرجت كل حملة نادمةً على تعدِّيها عليك، يا أيُّها الذي تستعذب الموت مع العزِّ وتستقذر العيش مع الذلّ، يا أيُّها الأفغاني: ماذا أنت فاعلٌ مع الذين اعتدوا على قرآنك وحرمة نبيِّك وكرامة وطنك وشرف أهلك؟ بماذا أنت مجيبٌ غدًا ولدك إذا سألك: “يا أبي ماذا فعلتَ لمن أهان المصحف، وسخر من النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم، واحتلَّ بلادنا، وقتل إخواننا، وتعدَّى على أعراضنا، وبال على جثث مجاهدينا؟” ؟
هل ستجيبه بأنَّك جاهدتَه وأعنت من جاهده ولا زلت تضحِّي بالغالي والرخيص حتى طردته مدحورًا مهزومًا؟ أم ستقول له إنك تعاونت معه على قومك وإخوانك في الدين والوطن والنسب؟
يا أيُّها الأفغاني العزيز الشريف لقد اتضح الطريق وبان السبيل، فإمَّا أن تقف تحت راية الإسلام مجاهدًا ومُعينًا للمجاهدين بيدك ولسانك ورأيك ومالك وقلبك، وإما ذلُّ الدنيا وخزي الآخرة.
وقد رأيت بأمِّ عينيك كيف ينظر لك الصليبيون وما هو قدْرُك عندهم.
أخي الأفغاني المسلم الشريف المجاهد المرابط، امض على طريق الجهاد والحق بقافلة المجاهدين وانضم لجماعة الحق والكرامة تحت راية الإمارة الإسلامية المباركة المنتصرة -بإذن الله- تحت قيادة الأمير الصادق الزاهد المجاهد -كما نحسبه- الملا محمد عمر مجاهد -حفظه الله-.
(يَا أيُّها الَّذِينَ آمَنُواْ مَن يَرْتَدَّ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ وَلاَ يَخَافُونَ لَوْمَةَ لآئِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ وَاللهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ * إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ * وَمَن يَتَوَلَّ اللهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ فَإِنَّ حِزْبَ اللهِ هُمُ الْغَالِبُونَ)
(يَا أيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ انفِرُواْ فِي سَبِيلِ اللهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الأَرْضِ أَرَضِيتُم بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنَ الآخِرَةِ فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الآخِرَةِ إِلاَّ قَلِيلٌ * إِلاَّ تَنفِرُواْ يُعَذِّبْكُمْ عَذَابًا أَلِيمًا وَيَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ وَلاَ تَضُرُّوهُ شَيْئًا وَاللهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ)
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين، وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
Download
DOC
http://www.mediafire.com/?1ikdmkk3qjickke
PDF
http://www.mediafire.com/?1jvv5xedjq965z0
الموقع الرسمي لنخبة الإعلام الجهادي
الصادرة عن مؤسسة السحاب للإنتاج الإعلامي
ربيع الثاني 1433 هـ – 3 / 2012 م
www.nokbah.com