(شبكة الرحمة الإسلامية) – جبهة النصرة : (( وقد أعذر من أنذر ((
بسم الله الرحمن الرحيم
(( وقد أعذر من أنذر ))
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد؛
ما زال أبطال الإسلام في جبهة النصرة -أعزَّها الله- في محافظة دير الزور يسطرون الملاحم والبطولات، يذودون فيها بالغالي والنفيس حفظًا لبيضة الدين، ورفعًا للظلم عن المسلمين، رغبةً في تحكيم شرع ربِّ العالمين -نحسبهم والله حسيبهم ولا نزكي على الله أحدًا-، وقد دفع أبناء الإسلام مئات الجرحى والشهداء للوصول إلى واقع المعركة على الأرض الآن؛ فمن ملحمة تحرير حي الحويقة إلى ملحمة تحرير الرشدية -واللتان ما أخذتا حقهما في التغطية الإعلامية بعد-، ليبدأ الزحف كما هو معلوم إلى مطار دير الزور والذي سيكلل -بإذن الله تعالى- بتحرير كامل مدينة دير الزور.
ورغم وصول معركة المدينة إلى هذه المرحلة الحساسة والتي لا تتحمل أي أخطاء أو تراجعات إلا أن مدد الدير لم يتوقف، لينطلق رتل مهيب من أسود الإسلام في دير الزور باتجاه حمص الصمود ليعزِّز خطوط الرباط والقتال هناك علَّ الله أن يفتح على أيديهم بالتعاون مع إخوانهم المجاهدين ليُفكَّ الحصار المفروض على حمص بإذن الله، وما زالت الأرتال والإمدادات تنطلق من دير الزور أيضًا لمحافظة الحسكة لدعم المجاهدين هناك في قتالهم مع قوات النظام وأعوانه، بل وازداد العبء على كاهل مجاهدي جبهة النصرة في دير الزور لسد الثغرات التي خلفتها الانسحابات الأخيرة للعديد من الفصائل نظرًا للانشغال بفتنة الاقتتال الداخلي، ولا حول ولا قوة إلا بالله.
وفي خضم كل هذه الملاحم العظام فجعتنا جماعة الدولة في دير الزور بالسطو على بعض المنشئات الحيوية التي كانت تحت يدي الهيئة الشرعية في المنطقة الشرقية -وتعتبر جبهة النصرة هي المكون الأساسي لها- لتقطع بذلك طرق الإمداد لجنود الإسلام المرابطين داخل المدينة وتفصلهم عن عمقهم الاستراتيجي في محافظة دير الزور، وتشمل كلاً من حقل “كونيكو” و”مطاحن العشرة كيلو” وعدة مقرات أخرى.
وقد ظلت ثروات المسلمين تلك بأيدي مجموعة من اللصوص ينهبونها ويتمتعون بها دون رقيب أو حسيب، حتى قامت الهيئة الشرعية في المنطقة الشرقية بتخليصها وتحريرها من تحت أيديهم، وفرضت عليها رقابة صارمة، وباتت عائداتها تعود على عوام المسلمين من خلال نشاطات الهيئة الشرعية هناك.
وبعد تحريرها فوجئ الجميع بـ (والي) جماعة الدولة في دير الزور يطالب بحصته في حقل “كونيكو” المحرَّر معلِّلاً ذلك بأنه كان ينوي تحريره من قبل!! ومع كثرة إلحاحه ودرءًا للفتنة والشر قررت جبهة النصرة أن تخصِّص نسبة من ناتج الحقل لجماعة الدولة رغم عدم أحقيتهم في ذلك، إلا أنهم ما توقفوا عن غيِّهم وقاموا بتهييج العشائر التي ينتمي إليها أولئك اللصوص لاستردادها، وأغروهم ببيعة الدولة للوقوف معهم والقتال بجانبهم، وهو ما تحقق مؤخرًا بنهبهم لتلك المنشئات، وهب أن أفرادًا ممَّن أمَّنتهم جبهة النصرة على حماية الحقل وتسيير أموره بايعوا الدولة وانضموا لها، فهل تحل تلك البيعة أموالَ المسلمين وتبيح أخذَ المقرات والسلاح بغير وجه حق!؟
وقد ناصحنا قيادة جماعة الدولة في دير الزور بالعودة عما بدر منهم والنزول لمحكمة شرعية تنظر في الحقائق والملابسات وتفصل في القضية، فما كان ردهم إلا أنهم سيستمرون وأن تلك هي البداية فقط!!
وليس ذلك مستغربًا إن كان واليهم هناك قد سرق من جبهة النصرة من قبل ما يقارب 5 ملايين دولار، ولم يردَّها إلى الآن، بل كانت مكافأته أن يُولَّى على محافظة دير الزور من قِبَل الدولة. وعليه؛ فإنا ندعو قيادة جماعة الدولة إلى النظر فيمن توليه من الأمراء والقيادات الذين يمثلونها على الأرض ويعبرون عنها.
وعلى ثغور مدينة الشدادي بمحافظة الحسكة؛ يرابط جنود الإسلام من جبهة النصرة أمام جنود الطاغوت النصيري وأعوانه من الـ “PKK” بعد تحرير 18 قرية من أيدي المرتدين، وتحقيق تقدم كبير على هذه الجبهة -بفضل الله-، فتأتي جماعة الدولة لتحاصر مقرات جبهة النصرة هناك وتستولي على بعض الحواجز التابعة لنا، وتطلب من الإخوة تسليم أسلحتهم بغير وجه حق!! وما زال الحصار مستمرًا حتى لحظة كتابة هذا البيان.
وإنا والله لا نجد توصيفًا لهذه الأفعال في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم إلا البغي، ولقد شرع الله لنا دفع الصائل عن النفس والعرض والمال، بل إن من مقاصد الإسلام ومقاصد الجهاد الحفاظ على سلامة المال، وإن كان هذا في المال الخاص فهو في أموال المسلمين العامة أولى وأحرى؛ قال تعالى: {وَالَّذِينَ إِذَا أَصَابَهُمُ الْبَغْيُ هُمْ يَنْتَصِرُونَ} [الشورى:39]. وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسول الله، أرأيت إن جاء رجل يريد أخذ مالي؟ قال: “لا تُعْطِه مالَك”، قال: أرأيت إن قاتلني؟ قال: “قاتِلْهُ”، قال: أرأيت إن قتلني؟ قال: “فأنتَ شهيدٌ”، قال: أرأيت إنْ قَتَلْتُه؟ قال: “هو في النَّار” [رواه مسلم]. وعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “مَن قُتِلَ دونَ مالِه فهو شَهيدٌ” [متفق عليه]. وعنه أيًضا قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من أُرِيدَ مالُه بغير حقٍّ فقاتلَ فَقُتِلَ فهو شَهيد” [حديث صحيح].
ويعلم الجميع أن قيادة جبهة النصرة قد بذلت الوسع في السعي للصلح وإيقاف القتال الدائر بين الفصائل على أرض الشام، وقد آوينا الكثير من أفراد جماعة الدولة وعائلاتهم وحميناهم بأنفسنا ودمائنا ولا زلنا -ولا فضل في ذلك ولا منَّة-، ورغم ذلك أُشيع من جماعة الدولة أننا خذلناهم في قتالهم مع الفصائل الأخرى، كيف وقد قُتل لنا 10 من الإخوة -تقبلهم الله- في أولى الأحداث نتيجة هجوم الدولة على إحدى المقرات، فكيف نناصرهم على أنفسنا!!
وإن جنودنا -بفضل الله تعالى- منتشرين على طول الخريطة السورية وعرضها، مرابطين في الثغور، مقاتلين لأعداء الله، بنادقهم موجَّهة للعدو النصيري، متحمِّلين زيادة الأعباء بعد انسحاب العديد من الفصائل من الجبهات لانشغالها بالاقتتال الداخلي؛ ففي حلب الشهباء اقتحم الأبطال سجن حلب المركزي وباتوا قاب قوسين بل أدنى من تحريره بالكامل بإذن الله تعالى، وفي إدلب العز يربض الأسود على ثغور جبل الأربعين وغيرها مرابطين محتسبين، وفي حماة بطولات وفتوحات من حماة المدينة إلى مورك وصوران وقطع الطريق العام بين حلب وحماة على الجيش النصيري بفضل الله، وفي بادية حمص تجري الاستعدادات على قدم وساق لبدء معركة فك الحصار عن المدينة بإذن الله، ناهيك عن دمشق وغوطتيها، والقلمون وجبالها، ودرعا؛ وما أدراك ما درعا، وقد كنا نتجنب فتح جبهات جانبية، ونحلم على كثير من المظالم والعدوان، ونقدِّم أولوية قتال العدو النصيري وأعوانه، حتى ظن القوم أن حلمنا خور وضعف، أفبعد كل ذلك -وعوضًا عن إرسال مؤازرات أو أرتال لتعاوِننا في قتال العدو النصيري- يكون جزاؤنا أن تُقتحم مواقعنا، وتُقطَّع الطرق علينا، ويقف الإمداد الحيوي لجنودنا في إحدى أهم الجبهات وأخطرها في المنطقة الشرقية، رغم بعدها كل البعد عما يدور في الساحة من فتنة واقتتال!!
وعلى ما تقدَّم؛ فإننا نكرِّر دعوتنا لقيادة جماعة الدولة بأن يوقفوا جنودهم عن العبث والبغي بغير وجه حق، وأن يردُّوا لأهل الحق حقهم، وإلا فإنَّ لدينا رجال عركتهم المصائب والمحن، تركوا الراحة والدعة، ومضوا يقيمون في الأرض منار الحق والعدل، ويرفعون عن الناس الظلم والبغي، وهم أجدر بردع عدوانكم ودفع ظلمكم بإذن الله؛ ولا حول ولا قوة إلا بالله.
وقد أعذر من أنذر..
{ وَاللهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ }
(( جَبْهَةُ النُّصْرَة ))
|| مؤسسة المنارة البيضاء للإنتاج الإعلامي ||
لا تنسونا من صالح دعائكم
والحمد لله ربِّ العالمين
تاريخ نشر البيان: يوم الجمعة 7 من ربيع الآخر 1435 للهجرة، الموافق 7/ 2/ 2014