بسم الله الرحمن الرحیم
الحمد لله نحمده ونستعینه ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سیّئات أعمالنا، من یهده الله فلا مضل له، ومن یضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلاّ الله وحده لا شریك له وأشهد أنّ محمداً عبده ورسوله.
أمّا بعد فأعوذ بالله من الشيطان الرجیم ( ومن یتولّ الله ورسوله والذین آمنوا فإنّ حزب الله هم الغالبون) المائدة / 56 .
أهنيء الشعب الأفغاني المجاهد والأمّة الإسلامیة جمعاء بمناسبة حلول عید الفطر السعید وأداء عبادات الصیام والانتصارات المتتالیة، تقبّل الله تعالی صیامكم، و صدقاتكم، وخدماتكم الجهادیة، وتضحیاتكم في سبیل الله تعالی. آمین.
أسأل الله تعالی أن تكونوا قد أدّیتم جمیع حقوق موسم العبادات والفضائل الدینیة، ونسأل الله تعالی أن یمُنّ برفعة الدنیا والآخرة علی المجاهدین الذین لازموا خنادق الجهاد الساخنة في جوع رمضان وعطشه، ونسأله تعالی أنّ یفك أسری المسلمین من سجون الكفار وأن یرزق شهداء المسلمین الفردوس الأعلى وأن یرفع من درجاتهم عنده، وأن یشفي الجرحی شفاءً عاجلاً، وأن یتفضّل بجمیل الصبر والجزاء الحسن وسعادة الدنیا والآخرة علی الأسر التي ضحّت بأبنائها في سبیل الله تعالی
نودّ أن نستغلّ هذه الفرصة المیمونة في عرض بعض أهمّ المواضیع وهي كالتالي:
أوّلاً – المسیرة الجهادیة:
1 – إنّ مسیرتنا الجهادیة تمضي قُدُماً في كلّ البلد أقوی من أيّ وقت آخر بكلّ قوّة وحُسن تنظیم آخذة بالتكتیكات القتالیة المتطوّرة، وما هذا الإنجاز الكبیر إلاّ من نصر الله تعالی لنا أوّلاً، وثمّ من مساعدات عامّة المسلمین ووحدة الشعب الأفغاني البطل ومساعدته الشاملة للمجاهدین وتضحیّاته في سبیل الله تعالی
2 – إنّ من میزات عملیات (الفاروق) هذا العام أنّها اكتسحت جمیع أرجاء البلد، وبفضل دقّة تنظیمها انخفضت خسائر المجاهدین وزادت خسائر العدوّ و مصائبه، وقد حُرم العدوّ الأمن والطمأنینة حتی في معاقله المحصّنة، وقد امتلك منه المجاهدون زمام المبادرة في الحرب وألجأه إلی الحالة الدفاعیة، ولذلك هرب من معظم مراكزه وقواعده في ساحات هذا البلد. وهذا ما یعترف به العدوّ نفسه بین حین وآخر.
3 – استطاع المجاهدون أن یخترقوا صفوف العدوّ طبق خطّة العام الماضي بشكل جیّد، وقد تقدّم عدد كبیر من الشباب الأفغان في صفوف العدوّ لنصرة المجاهدین ضمن خطط وتدابیر حكیمة بعد أن أدركوا الحقیقة، ویوجّهون الآن ضرباتهم القاصمة ضدّ المحتلین وأعوانهم في مراكزهم وقواعدهم العسكریة.
إنّنا نثني علی هؤلاء الشرفاء الأبطال، وینظر إلیهم الشعب الأفغاني نظرة التقدیر والإكبار، ونرجو من الباقین أیضا أن یحذو حذو هؤلاء الأبطال في القیام بمثل هذه البطولات. وبفضل هذا الاختراق الواسع لصفوف العدوّ یتمكن المجاهدون الآن من الدخول إلی قواعد العدوّ العسكریة ومكاتبه ومراكزه الاستخباراتیة، ویقومون فیها بهجمات منسّقة ومدمّرة ضدّ العدوّ، ویلحقون من خلالها به الخسائر العظیمة في الأرواح والعتاد. وإلی جوار ذلك تنضمّ أعداد كبیرة من جنود العدوّ إلی المجاهدین مع كامل أسلحتهم الخفیفة والثقیلة، والمجاهدون أیضا یكنّون لهؤلاء الناس التقدیر والاحترام، ویهیّئون لهم جوّ الأمن والطمأنینة، وقد شهدنا في الآونة الأخیرة حوادث كثیرة من هذا النوع.
4 – إنّ المحتلین یواجهون بسبب هذه الحرب أزمة اقتصادیة ومخالفات شعبیه في داخل بلادهم حتی أنّ جنودهم یُظهرون كرههم ومخالفتهم للسیاسات الخاطئة لحكومات تلك البلاد، وخیر مثال لهذه الاعتراضات والمخالفات كانت تلك المظاهرات المخالفة للجنود العائدین من أفغانستان أمام قاعة مؤتمر (شیكاغو) بأمریكا، ولازالت هذه الاعتراضات والمخالفات تزداد علی مستوی العالم ، وقد أجبرت هذه المخالفات دول التحالف علی سحب قوّاتها من أفغانستان واحدة تلو الآخر مما یُعتبر انجازاً كبیراً وانتصاراً لجهادنا الحق
5 – إن الغزاة المحتلّین لم یواجهوا الهزیمة في المجالات السیاسیة والاقتصادية والعسكریة فحسب، بل ثبت علی مستوی العالم أنّ المحتلّین لا یعرفون أیّة قیم إنسانیة ولا أخلاق حربیة. یدوسون حقوق الإنسان وكرامته، ویُهینون إلی مقدّسات المسلمین، وینتهكون حرمة الشهداء، ویُشیعون الفاحشة بین الصغار والشباب، ویداهمون بیوت الناس في ظلام اللیل، ویقتلون النساء والشیوخ والأطفال بُكلّ توحّش وقسوة، كما حدث من الحوادث الألیمة في قریتي (زنجاوات) و(سجاوند) في (قندهار) و(لوجر)، ویقصفون القری ، والبیوت، والأسواق ، والمساجد، والمدارس، والجنائز، والأفراح دون أدنی رحمة . إنهم یرتكبون كل هذه الجرائم وهم یرفعون نعرات حقوق الإنسان والإنسانیة أیضا.
6 – إنّ مما یثلج صدور عامة المسلمین والمجاهدین منهم خاصة ویبعث فیهم الفرح أنّ المجاهدين من (بدخشان) إلی (هلمند) ومن (ننجرهار) إلی (هرات) یقومون بأداء فریضة الجهاد أخوة متحابّین في صف مرصوص واحد وتحت رایة وقیادة واحدة، وهذا سبب انتصارهم بفضل الله تعالی وقد اقلقت هذه الوحدة العدوّ وجعله في حیرة من أمره.
ثانیا – مؤامرات العدوّ:
7 – إنّ العدوّ حاول خلال إحدى عشرة سنة الماضیة محاربة شعبنا فكریاً من خلال إعلامه، ولكنّ الحقائق العینیة التي شاهدها الشعب الأفغاني والعالم أجمع علی أرض الواقع قد أبطلت مؤامراته الخبیثة، وكشفت عن حقیقة عمالة إعلامه الذي یزعم الحیاد وهو یرتبط باستخبارات العدوّ، وقضی علی تأثیر إشاعاته الكاذبة، وقد فقدت تلك الإشاعات الآن مصداقیتها لدی الأفغان وشعوب العالم، فلا یثق فیها الناس الآن، ویعتبرونها مؤامرة ضدّ المجاهدین. والشعب یعلم الآن أنّ تلك المؤسسات الإعلامیة تُخفي خسائر المحتلّین المموّلین لهذه المؤسسات. وفي المقابل تضخّم خسائر المجاهدین، وتسكت عن انتصاراتهم .
8 – إنّ العدوّ حاول من خلال حلقاته الإستخباراتیة توظیف بعض الشباب الجهلة الأوباش لإحداث القلاقل والفتن بین الشعب الأفغاني، وأراد أن یعیده إلی أوضاع ما بعد سقوط الحكومة الشیوعیة في التسعينيات ولكنّ هذه المؤامرة أیضا فشلت بفضل الله تعالی من البدایة ، وزاد الشعب من تضامنه مع المجاهدین أكثر حین رأی جرائم هؤلاء الناس، وتنبّه أكثر إلی مؤامرات العدوّ الخفیة .
9 – إنّ دعایة نقل السلطة من المحتلّین إلی عملائهم الأفغانی هي المسرحیة الخادعة الأخری التي یوظّفها العدوّ لإخفاء هزیمته من ناحیة ، ولخداع الشعب الأفغانی والعالم من ناحیة أخری لیظهره لهم بأنّ المحتلّین یثقون حقیقة في الجانب الأفغاني، ویریدون أن یُسلّموا إلیهم مستقبل البلد إداریاً وعسكریاً. إنّه سعي فاشل للمحتلین بهدف إغفال أذهان الناس مثل بقیة مشاریعهم الكاذبة. وكل المناطق التي تمّ فیها نقل السلطة شكلیّاً تخضع عسكریاً وأمنیاً لسیطرة المحتلّین ، وهم یملكون فیها سلطة القیام بالعملیات والمداهمات اللیلیة الإجرامیة .
ثالثاً – موافقة الشراكة الإستراتیجیة، والقواعد العسكریة، والمؤتمرات الفاشلة:
10 – إنّ الشعب الأفغاني البطل یرفض لعبة بیع أفغانستان والتي تُسمّی بموافقة الشراكة الإستراتیجیة، ولا تتمتّع هذه الموافقة الموقّع علیها بین المحتلّین وعملائهم في الإدارة العمیلة بأيّ اعتبار قانوني.
11 – إنّ استقلال أفغانستان وإقامة النظام الشرعي فیها هما من القیم التي لن تساوم علیها الإمارة الإسلامیة أحداً مهما كان الثمن ، وإنّ الشعب الأفغاني سیواصل جهاده ضدّ الغزو الأجنبي إلی التحریر الكامل للبلد سواء كان هذا الغزو باسم قوّات حفظ السلام، أو كانت تحت غطاء موافقة الشراكة الإستراتیجیة.
12 – إنّ وعود ملیارات الدولارات التي تتمّ في المؤتمرات المانحة لمساعدة إدارة كابل الفاسدة إنّما هي تتمّ بأمر من المحتلّین الأجانب للحفاظ علی حیاة هذه الإدارة المریضة المهترئة إلی بعض الوقت. ولتعلم الدول والشعوب المانحة أنّ هذه المساعدات لا تخفّف من عناء الشعب الأفغاني شیئاً، بل تتحوّل إلی الحسابات البنكیة للأشخاص الفاسدین في الحكومة المریضة الفاسدة المهترئة التي أقيمت للحفاظ علی مصالح الأجانب .
رابعاً – المحادثات :
13 – إننا بصفتنا قوّة ذات استقلالیة كاملة وملتزمة بالإسلام نتّخذ قراراتنا باستقلال حول قضیة أفغانستان والقضایا العالمیة المرتبطة بها. وقد أعلنّا للجمیع بأننا نواصل جهادنا بهدف إقامة النظام الإسلامي الذي لا یرضی شعبنا غیره، وبهدف الحفاظ علی وحدة تراب أرضنا وتحریرها من نیر المحتلّین . ولكی تكون أفغانستان دار مشتركة لجمیع الأفغان، و لیسكنوا فیها جمیعاً في جوٍّ من الوحدة فإنّ الإمارة الإسلامیة بعد رحیل المحتلّین ستعمل عن طریق الحوار الأفغاني لإقامة نظام إسلامي یشمل جمیع الأفغان، ویرضاه الجمیع، والذي سیحقّق آمال المجاهدین والشهداء، والأرامل، والأیتام .
14- كما تمت بعض المحادثات الإبتدائية في مواضيع محددة مع الجانب الأمريكي، ثم توقفت فيما بعد، يجب أن أقول بأن محادثاتنا مع أمريكا لم تكن بمعنى الاستسلام أو التنازل عن أهدافنا، بل إن تلك الخطوة اتخذت لأجل تبادل الأسرى، وفتح مكتب سياسي والوصول إلى أهدافنا.
خامساً – مستقبل أفغانستان :
15 – إنّ الإمارة الإسلامیة لا تفكر في حكر السلطة. وتعتبر أفغانستان بلد جمیع الأفغان. وكما أنّ جمیع أتباع هذا البلد مكلّفون بالدفاع عنه وتعمیره فكذلك یستحقّون المشاركة في الحكومة بشرط الأهلیة والكفاءة. والإمارة الإسلامیة تسعی بكلّ وسعها أن توسِد الأمور إلی أهلها، وأن تحارب الفساد في الإدارات الحكومیة.
16 – تعتبر الإمارة الإسلامیة التعلیم سبب تقدّم شعبها في الدنیا وسبب سعادتها في الآخرة وكانت الإمارة أیام حكمها لأفغانستان قد خصصت حصة كبیرة من میزانیتها للتعلیم ، وقد أنشأت الآن أیضا لجنة خاصة بالأمور التعلیمیة ضمن تشكیلاتها الحالیة لتوفیر التسهیلات التعلیمیة لشعبها، ولكننا نری إغلاق بعض المدارس أو إحراق مبانیها بین حین وآخر أو یتمّ تسمیم طلابها ثم یلقی باللائمة علی المجاهدین. إنّ هذا الإجرام في الحقیقة سلسلة من مؤامرات العدوّ الخفیة یقوم بتطبیقها للإساءة إلی سمعة المجاهدین.
17 – إننا نلتزم بجمیع حقوق المرأة في ضوء التعالیم الإسلامیة ، ومصالح شعبنا وثقافتنا الشرعیة. ولكن مع الأسف الشدید واجه الشعب الأفغاني وبشكل خاص المرأة الأفغانیة المشاكل والمصائب بعد غزو المحتلّین لهذا البلد، حتی أنّ البعض منهنّ أحرقن أنفسهنّ، والبعض الآخر منهنّ استشهدن في حالة المظلومیة، أو هتكت حُرمتهنّ. ولازالت سلسلة هذه المصائب مستمرّة، بینما كانت المرأة الأفغانیة في أمن وخلاص من مثل هذه المصائب أیّام حكم الإمارة الإسلامیة.
18 – إنّ الإمارة الإسلامیة ستوفرّ فرصة العمل لجمیع أبناء البلد الذین یعیشون خارجه لیسخّروا مواهبهم واستعداداتهم المهنیة والعلمیة في سبیل إعمار البلد وإسعاد الشعب وخدمته .
19 – إنّ الإمارة الإسلامیة ستسعی لبذل قصاری جهدها في ظلّ الحكم الإسلامي فی إعادة بناء البلد، وتنمیة الزراعة، وبناء الطرق والجسور، والمستشفیات ، وبناء البنیة التحتیة للبلد بشكل عام ، واستخراج المعادن والكشف عن المناجم ، وإحیاء الأرض الموات، وجعل أفغانستان بلداً صناعیاً، وجلب التقنیة الحدیثة إلیه.
20 – یجب أن یعلم مخططو تقسیم أفغان أنّ الإمارة الإسلامیة بمعاونة الشعب الأفغاني لن تسمح لأحد أن یطبّق هذا المشروع المشؤوم، أو أن یُقسّم البلد علی أساس العرق أو الإقليم أو غیره .
سادساً – السیاسة الخارجیة :
21 – ترغب الإمارة الإسلامية في إقامة العلاقات المتبادلة مع العالم وبالأخصّ العالم الإسلامی ودول الجوار في جوٍّ من الاحترام المتبادل والمصالح المتبادلة في ضوء تعالیم الإسلام ومصالحنا الوطنیة، ولا ترغب في التدخّل في شؤون الآخرین، كما لا تسمح لأحد بالتدخّل في شؤونها. والإمارة الإسلامیة تطمئن العالم بأنّها لا تسمح لأحد باستخدام أراضیها ضدّ الآخرین، وكذلك تُعلن للجمیع أنّها تحترم جمیع القوانین والمواثیق العالمیة في ضوء تعالیم الدین الإسلامی ومصالحنا الوطنیة .
22 – نهنّئ حكومات ما بعد الثورات والشعوب العربیة بحیاتها وأوضاعها الجدیدة، و ندعو لها بالتقدّم والمستقبل الزاهر ومراعات التعالیم الإسلامیة في حیاتها. وإنّه لیبعث علی الفرح أن یعود المسلمون المظلومون المطاردون إلی بلادهم وأهلیهم بعد غربة السنین الطویلة.
23 – إنّ الشعب الأفغاني المسلم یؤلمه كشعب مسلم ما یجری من المظالم علی المسلمین في (بورما) تحت سمع وبصر حكامها. إننا نهیب بمؤتمر العالم الإسلامي، والهيئات المدافعة عن حقوق الإنسان أن تعمل لوقف هذه المظالم شعوراً بالمسؤولیة الإنسانیة .
سابعاً – إلی المجاهدین :
24 – إخواني المجاهدون الأحباب! إنّه من سعادتنا أن استخدمنا الله تعالی في خدمة دینه، وأشغلنا بعبادة الجهاد العظیمة. إنّ استعدادكم وتضحیاتكم في كل لحظة للدفاع عن الدین والشعب والوطن یدلّ علی إیمانكم القويّ، وهمّتكم العلیا، وعزمكم الراسخ، ونخوتكم الدينیة، وعواطفكم الحرّة النبیلة علی أنّكم أكسبتم العالم وبخاصّة العالم الإسلامي عزّاً و رفعة. إنّكم طلائع الحرّیة و الاستقلال، وإنّكم أبطال النخوة والرجولة بحق في القرن الحادي والعشرین .
إخواني الأعزاء! إنّ جهادنا وتضحیّاتنا سوف تكون مجدیة ونافعة مادام جهادنا علی طریقة رسول الله صلی الله علیه وسلم وأصحابه الكرام رضوان الله تعالی علیهم أجمعین .
25 – علیكم بمزید الاهتمام علی حفظ أرواح شعبكم المظلوم وأمواله و أعراضه. وعلیكم بمعاملة الناس في ضوء الأخلاق النبویة بالحبّ والإكرام والشفقة علیهم . واكتسبوا قلوب الناس بحسن الخُلُق، واحذروا بشدّة من إیذاء الناس ، وأخبروا مسؤلیكم عمن یؤذون الناس .
26 – حاولوا أن تأخذوا في عملیاتكم الجهادیة بالتكتیكات القتالیة التي تجنّب عامّة الناس من لحوق الضرر بهم، وإنّ الأوامر التي كلّفتم بتطبیقها في تجنیب الناس من لحوق الأضرار بهم فإنّ تطبیقها من مسؤولیتكم الشرعیة. ومخالفتها خسارة في الدنیا والآخرة. فلذلك نؤكد علیكم مرّة أخری بالاحتیاط الكامل في هذا الأمر، لأنّ العدوّ یتعمّد في لحوق الأضرار بعامة الناس، فعلیكم بالأداء الكامل لمسؤولیتكم الخطیرة في هذا المجال.
27 – سیّروا جمیع أموركم الجهادیة وفق اللائحة العامة للمجاهدین؛ ولكی تسیر أموركم بالوجه الأحسن و تصلوا إلی أهدافكم بسهولة یجب علیكم أن تتجنّبوا بشدّة من التدخل في شؤون ومسؤولیات بعضكم البعض، و لینتبه كل إلی مسؤولیاته ، ولیقم كل بعمله بشكل صحیح.
28 – علیكم بالطاعة الكاملة لأمرائكم، واجعلوا تلاوة القرآن الكریم ، ومطالعة السیرة النبویة، وقراءة الأدعیة المأثورة وقراءة الكتب الشرعية من عاداتكم الیومیة.
ثامناً – إلی العاملین في الإدارة العمیلة :
29 – إنّني أوجّه الدعوة مرّة أخری إلی جمیع العاملین في إدارة كابل وبخاصّة إلی الأفراد والضباط في الشرطة، والجیش، والإستخبارات أن یتركوا الوقوف إلی جانب الغزاة في محاربة دینهم ووطنهم، وأن یحذوا في الانضمام إلی المجاهدین حذو إخوانهم الأبطال الذین یوجّهون الضربات القاصمة إلی المحتلّین. وشاركوا في معركة التحریر وطرد المحتلّین التي اقتربت من النصر – إنّ شاء الله تعالی – لتفوزوا بالحیاة المنتصرة الكریمة في الدنیا، ولیحشركم الله تعالی في صفّ عباده الصالحین یوم القیامة .
30 – علیكم باستغلال الفرصة المتاحة وعدم فواتها، لأنّ الیوم الذي سیفرّ فیه المحتلّون من أفغانستان بدأ یلوح من قریب . ولذلك أنشأت الإمارة الإسلامیة ضمن تشكیلاتها إدارة الدعوة والإرشاد لانتزاع الجنود من صفّ العدوّ علی مستوی البلد كله لتقوم هذه الإدارة إلی جانب أعمالها الأخرى بتسهیل أمور انضمام الجنود بالمجاهدین أیضا .
تاسعاً- إلی المجتمع الدولي وشعوب الدول الغازیة :
31 – إنّ هجوم أمریكا علی أفغانستان هو لتحقیق مصالحها السیاسیة والاقتصادیة للمدى البعید، والغلبة علی أعدائها ومنافسیها في المنطقة والعالم. ولكن مع الأسف الشدید أنّ بعض الدول الأخرى صارت ضحیّة المصالح الأمریكیة، وبدأت ترتكب في هذا البلد الجرائم ضد الإنسانیة إلی جانب الجنود الأمریكان .
إنّ جنودكم أیضا یقتلون في بلدنا النساء والأطفال بكلّ قسوة. یدمّرون قرانا وبیوتنا، ویُهینون إلی معتقداتنا الدینیة، ویسخرون من ثقافتنا وقیمنا الوطنیة ، ویحرقون بیوتنا وبساتیننا الخضراء، ویدمّرونها بالجرّافات. فمن مسؤولیاتكم أن تمنعوا حكوماتكم من ارتكاب هذه الجرائم مثلما فعل الشعب الفرنسي لكیلا لا تضحّي بأبنائكم ومصالحكم في سبیل مصالح أمریكا وأهوائها.
32 – وعلیكم أن تعلموا أن عدداً كبیراً من جنودكم في أفغانستان یُقتلون ویصابون بالإعاقة الدائمة ویعانون من الأمراض النفسیة المختلفة، ولكنّ حكوماتكم تخفي عنكم وعن صحافتكم هذه الحقائق .
33 – إنّ الإمارة الإسلامیة تهیب بصفة خاصة بالمؤتمر الإسلامي ، والعالم الإسلامي، والشعوب الإسلامیة وحكوماتها، والجماعات والهیئات الإسلامیة وترید منها أن تسارع إلی مساعدة الإمارة الإسلامیة الشاملة بشكل واسع في سبیل استقلال أفغانستان وخلاص شعبها المظلوم من الظلم. وكذلك ترجوا الإمارة الإسلامیة من المجتمع الدولي وهیئات حقوق الإنسان، وشعوب العالم بصفة عامّة ، ومن الساسة المنصفین، والكتّاب، والجهات الإعلامیة شعوراً بمسؤولیتها الإنسانیة ألاّ تبخل بأيّ نوع من مساعداتها للإمارة الإسلامیة في سبیل حصول الشعب الأفغاني علی استقلاله.
عاشراً- إلی منظمات حقوق الإنسان الدولية:
34- إنّنا ننادي المنظمات الدولية لحقوق الإنسان ألاّ تكتفي بتقاریر القوّات الأجنبیة والجهات الإعلامیة الغربیة، ونطالبها بمراقبة الحقائق الموجودة في المنطقة بحیاد، ونرید منها أن تقوم بأداء مسؤولیتها في هذا المجال.
إنّ مذابح المدنیین في القصف الجوّي الأمریكی الأعمی، ومداهمة بیوت الناس في ظلام اللیل ، وإطلاق الكلاب المتوحشة علی النساء والأطفال، والتبول علی أجساد الموتی، وتعذيب المساجین في السجون والمعتقلات، والاعتداءات الجنسیة، لأفراد الجیش والشرطة والملیشیات المحلیة، والتهدیدات المتّجهة إلی أموال الناس وأعراضهم كلها جرائم واقعة ولا تخفی عن أعین الناس .
وفي الأخیر أهنّئ مرّة أخری الشعب الأفغانی المؤمن والمسلمین في العالم أجمع بحلول عيد الفطر السعید، وأسأل من الله تعالی لهم سعادة الدارین والنصر علی الأعداء، وأرجو من المسلمین الأثرياء والموسرین ألاّ ینسوا في أفراح العید أسَر الشهداء وأولادهم الذین حُرموا ظلّ شفقة آبائهم وأن یهتمّوا بهم اهتمامهم بأولادهم و أهلیهم، وأن یُكرموهم بمساعداتهم المادِیّة والمعنویة.
والسلام علیكم ورحمة الله وبركاته
خادم الإسلام أمیر المؤمنین المّلا محمد عمر المجاهد
۲۸/۹/۱۴۳۳هق
۲۶/۵/۱۳۹۱ه ش
۱۶/۸/۲۰۱۲م