(شبكة الرحمة الإسلامية) – “تنظيم القاعدة لم يطلق يوما رصاصة على الصهاينة،ولم ولن يطلق رصاصة على النظام النصيري في سوريا.ألا يدل ذلك على أنه مخترق ويدار من أعداء الأمة؟”
هذه المقولة كان يرددها الكثير وكأنها دليلاً شرعياً وعقلياً على فساد منهج القاعدة ، إن القاعدة لا تزل ترى أن قضية فلسطين هي قضية المسلمين الأولى وأحد أهدافها الرئيسية التي من أجلها أَعلنت حرباً مفتوحة مع أمريكا ونرى ذلك واضحاً جلياً في بيانات قادتها ومفكريها وعلمائها وإليك جزءاً من فتوى صدرت عام 1996م تحت اسم الجبهة الإسلامية العالمية لقتال اليهود والصليبيين أعلنوا فيها :
**إن حكم قتل الأمريكيين وحلفائهم مدنيين وعسكريين، فرض عين على كل مسلم في كل بلد متى تيسر له ذلك، حتى يتحرر المسجد الأقصى والمسجد الحرام من قبضتهم. وحتى تخرج جيوشهم من كل أرض الإسلام، مسلولة الحد كسيرة الجناح. عاجزة عن تهديد أي مسلم وذلك وفقا لقول الله، ((وقاتلوا المشركين كافة كما يقاتلونكم كافة))، وقوله ((قاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله)) [53] **
بل وتعجل الشيخ أسامة بن لادن تقبله الله في ضربات 11سبتمبر التي كان من المخطط اختطاف أكثر من عشرة طائرات تضرب في نفس الوقت لكن الأحدات المؤلمعة والصور المفجعة ضد المسلمين الأبرياء في فلسطين جعل قادة القاعدة يتعجلون بتنفيذ غزوة منهاتن المباركة ، ومن المعروف عن القاعدة أن لديها استرتيجيات تقوم على النظرة بعيدة المدى وعلى التأني والتخطيط والإعداد الجيد .
لقد جعلت القاعدة الحرب مع أمريكا حرب دولية ومفتوحة الجبهات فحيثما حل الأمريكان لاحقتهم ضربات المجاهدين وهذا مما كبد العدو خسائر إقتصادية وبشرية .
كان المجاهدون يتدربون في جبال كابل وجلال أباد و أعينهم على الأقصى الشريف ولا زال قسم أسامة يتردد في الأذهان بعد سقوط كابل وأثناء حصار الأمريكان وحلفائهم لتورا بورا قائلاً :
أقسم بالله العظيم الذي رفع السماء بلا عمد لن تهنأ أمريكا ولا من يعيش في أمريكا بالأمن ما لم نعشه واقعا في فلسطين وقبل أن تخرج جميع الجيوش الكافرة من أرض محمد صلى الله عليه وسلم .
وقبيل سقوط إمارة طالبان خرج أسامة بن لادن زعيم التنظيم ليوجه رسالة إلى إخواننا في فلسطين من معسكر الفاروق:
إلى إخواننا في فلسطين نقول لهم *إن دماء أبنائكم هي دماء أبنائنا وأن دمائكم دمائنا فالدم الدم والهدم الهدم ونشهد الله العظيم أننا لن نخذلكم حتى يتم النصر أو نذوق مما ذاق منه حمزة بن عبد المطلب رضي َ الله عنه ونبشركم أن مدد ألإسلام قادم وأن مدد اليمن سيتواصل بإذن الله الواحد الأحد
في الأسطر الماضية تعرفنا وعرفنا إحدى أهداف القاعدة وهي تطهير المسجد الأقصى من دنس اليهود لكن هنا سؤال يتبادر إلى أذهان الجميع لِمَ لا يكون للقاعدة في فلسطين جبهة قتالية وجهادية *كالتي في العراق والصومال واليمن وغيرها و لِمَ لا يدخل التنظيم فلسطين ويخترق الحدود ؟!
لقد بسط الشيخ ( أسد الجهاد2) الإجابة على تلك التساؤلات في مقالة له بعنوان توقيت دخول تنظيم القاعدة إلى فلسطين وكان مما قال:
((**أيضاً ربما يتأخّر الإعلان عن تنظيم القاعدة في أرض الإسراء لخصوصية فلسطين وتركيبتها، فحماس مع تنازلها عن بعض الثوابت والأصول الإسلامية، قد حوصرت وجوّع شعبها، وهي التي تقيم علاقات مع بعض الدول، فكيف لو تمّ الإعلان عن وجود تنظيم للقاعدة في فلسطين في هذا الوقت، أظنّ بأن سلبيات الإعلان كثيرة جداً من اجتماع ملل الكفر كلها ضد هذا الشعب الأعزل، ونتيجة لذلك سيتنكّر كثير من أصحاب الأرض للقاعدة ويحاربوها.
وسيحتاج الإعلان عن إنشاء تنظيم للقاعدة أن يتحوّل فكر القاعدة إلى تيار يصعب السيطرة عليه أو التخلّص منه وإن قلّت أعداده، وسبيل ذلك سأوضحه بعد قليل.
ولكن ستكون بين القاعدة واليهود مناوشات في هذه المرحلة وستكون مؤلمة لليهود، وستحدث الملحمة والواقعة في عام 2010، أو بين عام 2010 وعام 2013، وسيترتّب عليها مدٌّ بشري هائل لتيّار القاعدة في جميع الدول مع زيادة الإمكانات المادية والمالية والبشرية للقاعدة – بعون الله وتوفيقه -، ولن يقتصر ضرب اليهود في فلسطين المحتلّة بل سيمتد ليصل للمناطق التي يتواجد فيها نفوذ قوي لليهود، ولا داعي لذكر هذه المناطق الآن أيضاً…. انتهى ))
فصدقت تلك التنبؤات فلقد أُعلن عن مجلس شورى المجاهدين في أكناف بيت المقدس التابعة لتنظيم القاعدة في تاريخ1433/7/28هـ -18يونيو 2012 و كانت أولى غزواتهم غزوة النصرة وهذا يدل على دهاء القاعدة ويكشف لنا أنها تسير وفق خطط واسترتجيات عجز عن فهمها كبار الخبراء والمحللين وما ذاك إلا بتوفيق من الله و معيته للأوليائه .
فيا أيها المشككون هاهي القاعدة تقارع اليهود في أكناف المقدس ولقد آنت للشبهتكم وتهمتكم *أن تضخمل وتخنس فاحفظوا ألسنتكم عن أعراض المجاهدين والتشكيك في جهادهم و أحرص يا أُخي ألا يكون خصمك يوم القيامة هم المجاهدين ..
“منعنا من جهاد السنان فلن نمنع من جهاد اللسان “
أبو عبدالعزيز النجدي*
1433/8/1هـ
المصدر: (شبكة أنصار المجاهدين الإسلامية)