(شبكة الرحمة الإسلامية) – اغتالت الطائرات الإسرائيلية مساء اليوم السبت الشيخ هشام السعيدني “أبو الوليد المقدسي” أمير جماعة التوحيد والجهاد.
وقال المتحدث باسم الجيش الاسرائيلي أفيخاي أدرعي إن الجيش الاسرائيلي قتل اليوم اثنين ممن ينتمون إلى الجهاد العالمي في جماعة مجلس شورى المجاهدين في أكناف بيت المقدس المسئولة عن إطلاق عشرات الصواريخ على إسرائيل خلال الشهور الماضية والمسئولة عن تنفيذ عملية استشهادية عبر الحدود المصرية ضد جنود إسرائيليين.
الشيخ المقدسي.. سجنته حماس واغتالته إسرائيل
الشيخ المجاهد هشام السعيدني (أبو الوليد المقدسي) الذي أطلق سراحه قبل ثلاثة شهور فقط من سجون حماس في غزة بعد ان ازدادت حالته الصحية سوءاً وبعد مناشدات من علماء السلفية في مصر وبعد حملة إعلامية كبيرة لإطلاق سراحه قضى قرابة العامين في سجون حماس بدون أي تهمة سوى – مطالبته حكومة حماس بتحكيم الشريعة بدلاً من القوانين الوضعية-.
وفضلاً عن المعاملة السيئة والشبح والتعذيب الذي تعرض له “أبو الوليد” بين الفترة والأخرى على أيدي المحققين والسجانين في سجن أنصار بمدينة غزة، شنت آلة حماس الإعلامية حملة تشويه ضد الشيخ وعموم المجاهدين السلفيين .
الشيخ هشام السعيدني عالم كبير
الشيخ هشام علي السعيدني؛ المعروف بأبي الوليد المقدسي، أبصر النور في القاهرة عام 1969، ونشأ وترعرع في أرض الكنانة، بدأ طريقه مع العلم الشرعي في سن الخامسة عشرة, فطلبه في شتى فروعه كالفقه والعقيدة وعلوم القرآن والتفسير؛ ولكنه تخصص في علم الحديث فبرع فيه وتعمق في دراسة بعض أبوابه كتحقيق الأحاديث, والنظر في الأسانيد، وكُتب العلل, وكان ممن تتلمذ على أيديهم كل من الشيخ “أبي إسحاق الحويني” حفظه الله, والشيخ “محمد عمرو بن عبد اللطيف” رحمه الله تعالى.
وقد أتم الشيخ حِفظ كتاب الله وحصل على سندٍ في روايته من شيخ كان قد تلقاه عن شيخ عموم المقارئ المصرية؛ الشيخ “عبد الحليم بدر”.
تخرج الشيخ من كلية الآداب قسم اللغة العربية, ثم التحق بكلية الشريعة في جامعة الأزهر ودرس على يد أبرز شيوخها، وبعد أن تخرج منها؛ التحق بقسم الدراسات العليا للتخصص في أصول الفقه, لكنه انقطع عن إكمال دراسته العليا بعد عام واحد بسبب عودته لقطاع غزة.
أهم مؤلفات الشيخ:
– كتاب الوجيز في ألفاظ الكتاب العزيز.
– كتاب بهجة الناظرين شرح رياض الصالحين.
– تحقيق الكثير من الكتب منها كتاب “أحاديث الموطأ”.
– شارك في إعداد كتاب “تحفة الموحدين في أهم مسائل أصول الدين”.
مجاهد في سبيل الله
فبعد غزوتي نيويورك وواشنطن في الحادي عشر من سبتمبر 2001م، والحرب على إمارة أفغانستان الإسلامية ثم العراق؛ قرر الشيخ أن يعمل بما علم، وأن يلتحق بدرب العزة والجهاد, فحاول الذهاب في بادئ الأمر للعراق, لكنه لم يتمكن فقرر العودة لفلسطين, حاول أول مرة الدخول عبر الأنفاق، ولكن قوات الأمن المصرية اعتقلته وأودعته السجن، وما إن خرج حتى أعاد الكرّة, وكان له ما أراد.
تأسيس جماعة التوحيد والجهاد في بيت المقدس
عاد الشيخ ليسكن في بيت العائلة في مخيم البريج وسط قطاع غزة، وفي قد امتنع عن اللحاق بركب الجماعات الموجودة على الساحة لِما رآه من تمييعٍ وتضييعٍ للدين والعقيدة، خاصة بعد ولوج كُبرى هذه الحركات في نفق السياسة المظلم, بما فيها حركة حماس التي كان الشيخ يُرسُل إليها ما يستطيع جمعه من أموالٍ في بداية الانتفاضة الثانية خلال إقامته في مصر, فقرر الشيخ تشكيل جماعةٍ ترفع لواء الجهاد بمنهج سلفي واضح مع بعض من تعرَّف عليهم من مهاجرين وأنصار من طلبة العلم والمجاهدين, فأسسوا جماعة التوحيد والجهاد في بيت المقدس, وارتضى المجتمعون الشيخ أبا الوليد أميرًا للجماعة.
تمكنت جماعة التوحيد والجهاد بإمارة الشيخ أبي الوليد المقدسي من تنفيذ الكثير من العمليات الجهادية ضد اليهود، منها عملية تفجير الجيب الصهيوني قرب مغتصبة “كوسوفيم” مما أدى لمقتل جنديين صهيونيين في يناير 2009، بالإضافة لإطلاق عشرات الصواريخ تجاه المغتصبات اليهودية ظهرت بعضها في إصدارات مرئية صادرة عن الجماعة.
عضو لجنة الإفتاء في منبر التوحيد والجهاد
استطاع الشيخ أن يتواصل مع الشيخ العلامة أبي محمد المقدسي (عاصم البرقاوي)، شيخ التيار السلفي في الأردن, واطلّع الشيخ أبو محمد على منهج الشيخ أبى الوليد، فزكَّاه وزكَّى علمه وجهاده وجماعته, وطالب الشباب الصادقين في قطاع غزة أن يدعموه ويلتفوا حوله، وطلب من أبي الوليد أن يُشاركه في لجنة الإفتاء على موقعه منبر التوحيد والجهاد, فانضم الشيخ أبو الوليد كعضو في اللجنة الشرعية بمنبر التوحيد والجهاد مع مجموعة من المشايخ وطلبة العلم من مختلف البلدان.
حماس سعت بجهد للقضاء على دعوة الشيخ
أعلن الشيخ أبو الوليد منهجه وصدع بالحق ولم يخف في الله لومة لائم، وأخذ يعطي الدروس في أنحاء غزة مطالبًا بتطبيق الشريعة الإسلامية وتقويم الانحراف الذي شاب مسيرة حركة حماس، وخطر دخولها في المجلس التشريعي وإقرارها بالقوانين الوضعية لحكم الناس، وعبْر منبر التوحيد والجهاد كان الشيخ مدافعًا عن التوحيد وداعيًا للشريعة الغراء، فلم يَرق ذلك لحماس، وبدأت حربًا شعواء ضد الشيخ وجماعته ومنهجه.
بات الشيخ مطاردًا ومطلوبًا لحكومة حماس، التي لم تتورع عن استخدام كل أساليب الطواغيت في الحرب على أهل التوحيد، فقامت باقتحام البيوت واعتقال الإخوة وسرقة الأسلحة المُعدة لقتال اليهود، وقد تم اختطاف الشيخ قبل بدء حرب غزة بثلاثة أيام, ومع بدء اليهود لحربهم واستهدافهم لسجن “السرايا” الذي كان بداخله؛ خرج الشيخ من سجنه ليواصل جهاده مع جماعته مطاردًا مرةً أخرى.
اشتدت حملات البحث والملاحقة للشيخ بل وقاموا بنشر صور الشيخ أبي الوليد في أنحاء غزة تحت اسم “مطلوب للعدالة”، واستمر الشيخ مطاردًا مع أسرته ذات العشرة أفراد، يدعو ويجاهد ويقود الجماعة متخفياً في أزقة غزة.
الشيخ أبو الوليد في سجون حكومة حماس
تمكنت حماس من اختطاف الشيخ يوم 2-3-2011، وبدأت الأجهزة الأمنية في حكومة حماس التحقيق مع الشيخ أبي الوليد، واستخدمت معه أصناف الإهانة وأنواع الأذى، بلغت بعض الأحيان القيام بتعذيبه في أيام رمضان، بل وشبحه وتعليقه من يديه لفترات وصلت أحيانًا لستة أيام متوالية، في محاولة لمعرفة أماكن السلاح أو مصادر المال، وثني الشيخ عن دربه وعدوله عن منهجه، ولكن الله ثبت الشيخ وبقي صادعًا بالحق لا يداهنهم ولا يخاف في الله لومة لائم، وطالبهم بمناظرة علنية أمام الناس، ليعلم الجميع من هو المحق ومن هو المبطِل، ومن الصادق من الكاذب، فرفضوا ذلك مرارًا وتكرارًا.
وقد تم استعمال كافة الوسائل لثنيه عن دربه ومنهجه، دون جدوى، فقد قامت إدارة السجن مؤخراً بإحضار عدد من خبراء حماس الباحثين في الشريعة لمناظرة الشيخ أبي الوليد، فلم يكن بوسعهم لي أعناق الأدلة الشرعية الثابتة الواضحة الفهم لدى الشيخ، وانقلبوا بحسرتهم خائبين.
وقد جاءت خاتمة الشيخ التي عمل لها وكان يتمناها بالشهادة على يد اليهود بعد رحلة من الجهاد والدعوة إلى التوحيد.
المصدر: وكالة الأنباء الإسلامية – حق