(شبكة الرحمة الإسلامية) –
بسم الله الرحمن الرحيم
بيان حول ما يجري من ردٍّ لاعتداء “جمال معروف”
(جبل الزاوية – ريف إدلب)
الحمد لله ربِّ العالمين، ولا عدوان إلا على الظالمين، والصلاة والسلام على أشرف الخلق والمرسلين، وبعد؛
لقد فوجئ “جمال معروف” بانفجار الوضع في جبل الزاوية بريف إدلب، فقد تعود من قبل أن يقتل ويأسر ويسلب ولا محاسب. وكما تعودنا منه؛ لسان ينطق: “تعالوا إلى محكمة شرعية”، ويد تبطش وتقتل وتأسر وتفسد على الناس دينهم ودنياهم، يلبِّس على الناس ويدلِّس عليهم حيث يقوم بالتلاعب بالمصطلحات وتزويرها ونقلها عن الحقائق التي تضمنتها -وهو بلاء ابتليت به الأمم تسمِّي الأشياء بغير مسمَّياتها فتنقلب الحقائق في رؤوس الناس-، يفسد على الناس دينهم ودنياهم من جهة وإذا ما قامت الفصائل الشريفة بمحاسبته على هذا الإفساد سارع قائلاً: “تعالوا إلى محكمة شرعية”! ليظهر بمظهر ذلك التقي المتورع عن دماء وأموال المسلمين والمجاهدين -وما هو بذاك!-، ويتخذها دعوى للتهرب من المحاسبة على سوء أعماله وفساده، ويقنع جنده الرافضين لاعتدائه وقتاله للمجاهدين أن المجاهدين من الفصائل التي تحاسبه على فساده لا ينصاعون لمحكمة شرعية وأنه يبذل ما بوسعه وهم يتعنتون.
ومن هنا فإنا نلفت انتباه الشرفاء من قادة الفصائل المجاهدة في الشام ونقول لهم: احذروا هذا التلبيس واحذروا تزوير المصطلحات والحقائق! فإن ما تقوم به الفصائل المجاهدة اليوم في ردِّ عادية “جمال معروف” نابع من كتاب الله عز وجل وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، وليست مسألة خصومة بين فريقين، وإنما ردّ لعدوان وإفساد شاركت في ردّه جميع الفصائل وما جبهة النصرة إلا إحداها، ولكن يريد البعض أن يحصر الصراع في جبهة النصرة ليثبت للناس أن النصرة تسير على خطى جماعة الدولة وهذا قياس باطل؛ لأن جماعة الدولة هي التي بغت والفصائل كانت هي الطرف الذي بُغي عليه، وهنا “جمال معروف” هو الذي اعتدى وبغى فشابه جماعة الدولة تمامًا بذلك، بل وقصف بلدة البارة على رؤوس أهلها كما فعلت جماعة الدولة في الأتارب وغيرها.
وندعو المنصفين والشرفاء من أهل الشام أن يتأملوا ويتدبروا في حقيقة ما يجري؛ فإذا كانت جبهة النصرة تسير على خطى جماعة الدولة فهل جند الأقصى، ولواء أبي عمير التابع لكتائب أحرار الشام -وعلى رأسه الأخ أبي طالب-، ولواء سيد الأحرار ولواء الخنساء التابعين لصقور الشام، وكتيبة ياسر نصوح والتي كانت بالأمس القريب مع “جمال معروف”، بالإضافة للعديد من جنود الفصائل المجاهدة الذين هبوا لنصرة المجاهدين والذود عن عموم المسلمين بغض الطرف عن تبعيتهم التنظيمية، وغيرهم العشرات من المجاهدين الذين لا ينتمون لأي فصيل.. كل هؤلاء الذين يشاركون الآن في ردِّ عادية “جمال معروف” هم أيضًا يسيرون على خطى جماعة الدولة!
أم هي الجرائم التي يرتكبها أصحابها بمدِّ يدهم للغرب مشاركين له في حملته الصليبية ضد أهل الشام، وإذا ما طالهم الحساب جرَّموا المخالف، وكانت التهمة جاهزة: فلان “داعشي” ويسير على خطى جماعة الدولة!
ومتى كان الانتصار للمستضعفين والذود عنهم وعن دمائهم وأعراضهم “دعشنة” أو سيرًا على خطى جماعة الدولة؟! والله عزّ وجل يقول: {وَمَا لَكُمْ لَا تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَ?ذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ وَلِيًّا وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ نَصِيرًا}.
فكما أننا نبرأ إلى الله من جماعة الدولة وجرائمها التي طالت دماء المسلمين الأبرياء وأفسدت الجهاد في الشام ورددنا عاديتهم علينا وعلى المسلمين، فإننا كذلك نبرأ إلى الله من “جمال معروف” وجرائمه التي تفسد دين المسلمين ودنياهم ونرد عاديته علينا وعلى المسلمين.
وحربنا على الفساد والمفسدين مستمرة بإذن الله سواء كانوا في صفوف الإفراط أو التفريط نصرةً لأهل الشام على كل من اعتدى عليهم أو حاول سرقة ثمرة جهادهم.
ولعله اتضح للجميع كيف كان أبطال جبهة النصرة الانغماسيين يصولون داخل مبنى محافظة إدلب يذيقون ضباط وجنود الجيش النصيري الويلات في عقر دارهم، و”جمال معروف” ومن معه من خلفهم يقتحمون مقرات المجاهدين ويقصفون القرى ويدكونها على رؤوس أهلها المسلمين ويعتدون على الآمنين، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
وصلِّ اللهم وسلِّم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وأجمعين
{ وَاللهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ }
(( جَبْهَةُ النُّصْرَة ))
|| مؤسسة المنارة البيضاء للإنتاج الإعلامي ||
لا تنسونا من صالح دعائكم
والحمد لله ربِّ العالمين
تاريخ نشر البيان: يوم الأربعاء 5 من محرم 1436 للهجرة، الموافق 29/ 10/ 2014