مفكرة الإسلام: شرع الرئيس الأمريكي باراك أوباما في إلقاء خطابه للعالم الإسلامي من منبر جامعة القاهرة, بعد لقاء جمعه والرئيس المصري محمد حسنى مبارك.
وتضمن خطاب الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، سبعة محاور رئيسية قال أنها تثير التوتر بين أمريكا والعالم الإسلامي, وهي: العنف والتطرف، والسلام بين إسرائيل والفلسطينيين والعرب، والمسؤولية المشتركة حيال السلاح النووي، والديمقراطية، وحرية الأديان، وحقوق المرأة، والتطور والفرص الاقتصادية.
فترة تتسم بكثير من التفاوت بين أمريكا والعالم الإسلامي
وبدأ أوباما حديثه بقوله “نجتمع في فترة تتسم بكثير من التفاوت بين أمريكا والعالم الإسلامي..ولقد أدت العولمة بالكثيرين للنظر إلى الغرب كعدو لهم، وساهم المتطرفون في ترسيخ هذا الفهم… لقد انتشر الكثير من الخوف والشك”.
وأضاف قائلا:”أتيت للقاهرة وأنا أحمل في جعبتي أفكارا جديدة وحقيقة أننا يجب ألا نكون متنافسين بل متكاملين فيما يتعلق بمبادئ الكرامة والتسامح..أنا مسيحي في الأصل ولكن والدي انحدر من أسرة كينية, وقضيت ردحا من طفولتي في إندونيسيا، وبصفتي طالبا للتاريخ تعلمت الكثير عن الإسلام، فقد مهد الطريق للعالم وأنار لهم مسيرتهم”.
أوباما: الإسلام جزء من تاريخ أمريكا
وقال أوباما:”لقد أعطتنا الثقافة الإسلامية الكثير, وكان الإسلام جزءا من تاريخ أمريكا، ومنذ تأسيسها، ساهم المسلمون في الكثير من المجالات وفازوا بالكثير من جوائز نوبل وحملوا الكثير من الرايات في الألعاب الأولمبية ودافعوا عن الكثير من المبادئ..لقد عرفت الإسلام عن طريق جبهات عدة، ومسؤوليتي أن أدافع عن صورة الإسلام”.
إذا كان المسلمون لا يقبلون أن تطلق عليهم صورة نمطية، فإن الأمريكين, كما جاء في خطاب أوباما, أيضا لا يقبلون إطلاق الصورة النمطية عليهم”.
وتابع خطابه قائلا:”تأكدوا وببدوا كافة الشكوك، إن الإسلام هو جزء من أمريكا، وأمريكا تتعايش مع الديانات، وكلنا نتشاطر هذه القيم والمبادئ”.
لا نرغب بإبقاء قواتنا في أفغانستان، ولا نسعى لإقامة قواعد عسكرية هناك
وعما يوصف بالتطرف و”الإرهاب” قال أوباما:”إن أمريكا لن تكون في حالة حرب ضد الإسلام، ولكننا يجب أن نحل مشاكلنا من خلال الشراكة”, مضيفا إن البعض يشكك بأحداث الحادي عشر من سبتمبر، ولكن القاعدة قتلت الآلاف.. وتوجد جيوب للقاعدة في الكثير من الدول.
وتابع قائلا:” تأكدوا أننا لا نرغب بإبقاء قواتنا في أفغانستان، ولا نسعى لإقامة قواعد عسكرية هناك, ولكن علينا ألا نتسامح مع المتطرفين الذين قتلوا الأبرياء”.
وعن العراق قال أوباما:”العراق كانت حربا باختيارنا، ولكن الأحداث التي تدور بالعراق تذكرنا بأهمية الاعتماد على الدبلوماسية والإجماع الدولي..وتقع على أمريكا مسؤولية مضاعفة وهي أن تسلم العراق للعراقيين”.
وختم حديثه في هذا المجال قائلا:”لقد قررت سحب كافة القوات من العراق في 12 يوليو.. سنساعد العراق على تدريب قواتها العسكرية وتطوير اقتصادها..أمريكا ستدافع عن نفسها، وسوف تحترم الدول الأخرى وسيادة القانون”.
أوباما: الروابط بين أمريكا وإسرائيل تاريخية
وعن الصراع الفلسطيني – الإسرائيلي قال الرئيس الأمريكي:”أن الروابط بين أمريكا وإسرائيل روابط تاريخية.. لقد تعرض اليهود لاضطهاد وقتل أكثر من 6 ملايين يهودي. إن إنكار هذه الحقيقة مسألة لا أساس لها”.
وأضاف قائلا:”الشعب الفلسطيني عاني محنة البحث عن وطن على مدى 60 عاما، وهناك الكثير من المخيمات في غزة ويعانون من ظروف الاحتلال, وأمريكا لن تغض النظر عن حقوق الشعب الفلسطيني للحصول على دولة مستقلة”.
وعن الحل الذر يحمله قال أوباما:”نعمل على إيجاد دولتين, وأعتزم أن أكرس الجهد المطلوب لهذه المهمة.. والالتزامات التي تقع على عاتق الأطراف واضحة ولا لبس فيها..الفلسطينيون يجب أن ينبذوا العنف الذي لن يوصلنا إلى أي حلول، وعلى السلطة الفلسطينية أن تطور مؤسساتها, كما أن حماس تحظى بدعم ولكن عليها بدور ومسؤولية في تحقيق أحلام الفلسطينيين”.
وفيما يخص الجانب الإسرائيلي قال الرئيس الأمريكي:”على الإسرائيليين أن يقروا بحق الفلسطينيين في العيش, وأمريكا لن تقبل بسياسة الاستيطان الإسرائيلية”.
أوباما: مبادرة السلام هي البداية، ولكنها ليست النهاية
وتوجه بخطابه إلى الدول العربية قائلا:”الدول العربية يجب أن تدرك أن مبادرة السلام هي البداية، ولكنها ليست النهاية.. يجب أن يساعدوا الشعب الفلسطيني على تطوير مؤسساتهم, مضيفا أن أمريكا لا تستطيع أن تفرض السلام، ولكن حان الوقت للعمل على المبادئ التي نؤمن أنها صحيحة, والقدس يجب أن تكون موطنا لكل الديانات”.
لايجب السماح لإيران بامتلاك السلاح النووي
وعن السلاح النووي والتعامل مع إيران قال أوباما :”هذه القضية كانت موضع جدل بين أمريكا وإيران, وعلينا أن نعمل بصرامة رغم عقود من عدم الثقة”.
وأضاف أوباما:”أمريكا لا تريد انتشارا للسلاح النووي في الشرق الأوسط.. نحن نريد عالما خاليا من الأسلحة النووية, أي دولة مثل إيران يجب أن يكون لها الحق بالوصول للطاقة النووية بالاتساق مع معاهدة حظر الانتشار النووي”.
وقال :”عندما تمتلك دولة سلاحا نوويا، فإن الخطر سيطال دول أخرى، ولهذا لا يجب السماح لإيران بامتلاك السلاح النووي, وعلينا ألا نتجاهل مصادر التوتر، بل علينا مواجهة التوترات بطريقة عادلة معا وسويا.
يجب أن تضع معايير واحدة لمن يأتي إلى سدة السلطة
وتطرق أوباما في خطابه إلى الديموقراطية وحقوق الانسان وقال:”إن الشعوب تتوق للتعبير عن نفسها، وسوف ندعم حقوق الإنسان في كل مكان”.
وأضاف:”على الحكومات أن تعمل على حماية حقوق الإنسان,وأمريكا ستستمع إلى كافة الأصوات وتساعدها على تحقيق أحلامها”.
وختم قائلا جول هذه النقطة:” الحكومات يجب أن تضع معايير واحدة لمن يأتي إلى سدة السلطة باحترام القانون واحترام حقوق الأقليات، وبدون هذه المعايير لن تنجح الديمقراطية البتة”.
أوباما:حرية الدين مسألة أساسية لتطور الشعوب
وقال الرئيس الأمريكي:”إن الإسلام له تاريخ في التسامح، وشاهدته في إندونيسيا,و نحن نحتاج التسامح، ولكن بعض المسلمين يريدون فرض ديانة على الآخرين”.
وأضاف:”إن حرية الدين مسألة أساسية لتطور الشعوب،و هناك الكثير من الصعوبات التي واجهت بعض المسلمين في أمريكا، وسأعمل على مساعدتهم”.
وأثني ارئيس الأمريكي في معرض حديثه على مبادرة حوار الأديان التي أطلقها العاهل السعودي.
أوباما: لا يوجد تناقض بين التطور والعقائد القديمة
وعن الاوضاع الاقتصادية قال أوباما :”لا يوجد تناقض بين التطور والعقائد القديمة، لقد تطورت اليابان ولكنها لا تزال تحتفط بعقائدها”.
واضاف قائلا:”الابتكار هو عملة القرن الحادي والعشرين, والمجتمعات الإسلامية يجب أن تستثمر في هذه المجالات”.
قمة لتعزيز الفرص التجارية بين أمريكا والعالم الإسلامي
ووعد أباما بعقد قمة العام الحالي حول المشروعات التجارية وكيفية تعزيز الفرص التجارية بين أمريكا والعالم الإسلامي, كما أعلن عن جهود من خلال مؤتمر إسلامي بهدف تحسين صحة الأطفال.
وأشار أوباما إلى أن أمريكا على استعداد على الانخراط مع العالم الإسلامي في مختلف المجالات.