أثار إعلان دمج فرعي تنظيم القاعدة في اليمن والسعودية تحت قيادة واحدة، تساؤلات كثيرة عن قدرات التنظيم على الحركة وإمكانية نشوء مرحلة جديدة من المواجهة بين القاعدة ونظامي الحكم في صنعاء والرياض.
وترافق الإعلان مع حملة إعلامية مكثفة أظهرت القيادة الجديدة التي تشكلت بزعامة اليمني (أبو بصير) ناصر الوحيشي، والسعودي العائد من غوانتانامو سعيد الشهري (أبو سفيان الأزدي) نائبا له، وأسندت القيادة العسكرية لليمني قاسم الريمي (أبو هريرة)، كما أوكلت القيادة الميدانية للسعودي محمد العوفي (أبو الحارث).
ولا يستبعد متخصصون في شؤون القاعدة أن يكون الإعلان عن ميلاد التنظيم، الذي سيتخذ اليمن مركزا له، بداية مرحلة جديدة من المواجهة مع نظامي الحكم في السعودية واليمن، مع توسيع دائرة استهداف المصالح الأجنبية في المنطقة خاصة الأميركية منها.
توسع العمليات
وتوقع الكاتب عبد الإله حيدر شائع، الذي انفرد مؤخرا بحوار مع زعيم القاعدة باليمن والسعودية أبو بصير، امتداد عمليات التنظيم “من صنعاء حتى الرياض بلوغا لبيت المقدس” كما أعلنت القاعدة نفسها في بيانات متلفزة أخيرا.
وقال للجزيرة نت إن عمليات القاعدة ليس لها بعد جغرافي محدد بقدر ما هي مرتبطة بما يعتبرونه تمركز وتموضع القوات “الصهيوصليبية” بجزيرة العرب، وستصل عملياتهم كل مكان فيه وجود أجنبي يعتبرونه مددا “لليهود في فلسطين”.
واليمن في فقه القاعدة، حسب حيدر شائع، عمق إستراتيجي و”نفس الرحمن وأرض المدد”، التي بقيت ملاذا آمنا وممرا دوليا لعناصر التنظيم في شتى بقاع العالم إلى جبهات قتالية يخوضون فيها معارك كالصومال وأفغانستان والعراق والشيشان.
بيئة آمنة
ويقول الباحث سعيد علي الجمحي، مؤلف كتاب عن جذور ونشأة وفكر القاعدة، إن الإعلان كان متوقعا بعد أن تلقى تنظيم فرع القاعدة في بلاد الحرمين ضربات كثيرة كادت تكسر جميع أجنحته، فأصبح طبيعيا لجوؤه إلى منطقة يجد فيها بيئة آمنة.
لكنه اعتبر الاندماج غير كامل، حتى وإن ظهر السعوديان العوفي والشهري في قيادة التنظيم الجديد، كما لا يعني الاندماج دخول جميع خلايا وعناصر القاعدة في بلاد الحرمين في إطار التنظيم الجديد.
وقال للجزيرة نت إن التشكيلة الجديدة شملت عناصر ذات قدرات مادية، فقاعدة السعودية تضم عناصر قديمة لها علاقة بمؤسس التنظيم أسامة بن لادن، إلى جانب وجود تعاطف لميسورين مما يعني وجود إمدادات مالية كبيرة.
أكثر إصرارا
وقال إن العناصر السعودية أكثر إصرارا وقدرات، وعايشت الواقع الأفغاني أكثر لذلك فهي تشكل خطرا أكبر، وتوقع أن تتخذ القاعدة من اليمن منطلقا ومركزا لعملياتها القادمة سواء في السعودية أو اليمن.
وأكد أن اليمن يشكل للقاعدة بيئة مناسبة جغرافيا توفر ملاذات آمنة خاصة في المناطق النائية، من حيث التعاطف القبلي والمدد الشعبي.
كما أن الدولة في اليمن منشغلة بقضايا كثيرة تستهلك طاقتها، فثمة مشاكل سياسية مع أحزاب المعارضة واحتقان شعبي في الجنوب وتحركات تقودها مجاميع ترفع شعار الانفصال، وحرب في صعدة مع المتمردين الحوثيين
المصدر: الجزيرة
.