(شبكة الرحمة الإسلامية) – ألا هل بلّغت | بيان د. عبدالله المحيسني عن مبادرة الأمة
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم ألا هل بلغت
الحمدُ لله على كلِ حال، نحمدهُ سبحانه كتبَ علينا القتال، والصلاةُ والسلامُ على نبيِّنا الضحوكِ القتَّال، وعلى آله وصحبه أُسدِ النزال، ومن سار على نهجِهم إلى يومِ المآل..
أما بعد..
فمنذُ أن وطئت قدماي ثرى الشام أرضَ الجهادِ والرباطِ أنزلتُ عدةَ بياناتٍ في أحداثٍ شتى، وحضرتُ العديدَ من المفاوضات، وأطلقتُ ما أستطيعُ من مبادراتٍ.. وفقنا اللهُ ببعضها لحقنِ الدماءِ ورفعِ المظالمِ..
وفي مبادراتٍ أخر حسبُنا أن ننالَ فيها المعذرةَ عند الله..
وكان لي في غالبِ الأحداثِ مواقفُ قلتُها، فما كان منها صواباً فمن الله وما كان من خطأٍ فمن نفسي والشيطان..
وإنني قلتُ وأقول: يعلمُ اللهُ لم أتخذْ موقفاً حابيتُ فيه طرفاً لمكاسبَ شخصيةٍ فقد بعناها لله ونسألُه القبول، ووالذي نفسي بيده لو أردتُ الشهرةَ أو محاباةَ أحدٍ لنلتُ ذلك دون أن أَنفِرَ، ولو أردتُ مداهنةَ الخلقِ لبقيتُ في بيتي عند والدَيَّ وزوجتي وولدي، وإنني لذو يَسارٍ في قومي بفضلِ الله وكرمه، وقد فَتحَتْ لي الدنيا أبوابَها..
نسألُ اللهَ أن يعصمنَا من شرِّها..
أيها الإخوةُ في مشارقِ الأرضِ ومغاربِها.. وأخصُ إخوتي المجاهدين:
إن بياني هذا لهُوَ موقفٌ عظيمٌ سأقفُ به بين يدي اللهِ وإنها لشهادةٌ عظيمةٌ أُدوّنها لله ثم للتاريخ، وسيسألني اللهُ عنها “ستكتبُ شهادتُهم ويسألون“، وإني لأحتسبُ أجرَه عندَ الله، وإني لأحسبه من أشدِّ المواقفِ على نفسي..
وقبلَ أن أَشْرعَ في المقصود أقولُ لكل سامعٍ له: أسألُك بالله الذي لا إلهَ غيرُه أن تسمعَ مقالتي هذه متجرداً عن كلِ شيءٍ عدا مراقبةِ اللهِ واتباعِ أمرِ رسولِه صلى الله عليه وسلم فدعْ موقفَكَ من قائلِه وخذْ دليلَه، فإن الموقفَ اليومَ عظيمٌ، وإن الحديثَ هو حديثٌ عن ساحةِ جهادٍ سالت فيها دماءُ طاهرةٌ.
إن الحديثَ – أخي المجاهد – عن بيعةٍ بعناها لله وطلقنا بها دنيانا ثلاثاً، إننا اليومَ في مفترقِ طرقٍ خطيرةٍ فالله الله بالتجرد لله، فوالذي نفسي بيده لن ينجوَ اليومَ أحدٌ إلا من استمسك بكتابِ اللهِ وسنةِ رسولِه وعضّ عليهما بالنواجذ..
أيها الإخوةُ المجاهدون:
حينما قامَ سوقُ الجهادِ في الشام وطَفِقَ المجاهدون يبيعون أرواحَهُمْ لله لرفعِ رايةِ التوحيدِ وبسطِ سلطان الله في أرضه؛ مَنّ اللهُ عليّ وبلغتُ أرضَ الشامِ فأخذتُ على نفسي عهداً أن أُلقيَ وألغيَ من ذهني كلَ تصورٍ مُسبقٍ لي عن أيّةِ جماعةٍ جهاديةٍ لأَحكُمَ بنفسي بما رأتْ عيني لا بما سمعتْ أُذني، وأن أبقى مع كلِ مجاهدٍ يجاهدُ في سبيلِ اللهِ لرفعِ رايةِ التوحيدِ؛ كي أُناصرَه وأذُبَّ عن عرضِه، فزُرتُ إخوتي في الدولةِ وبتُّ عندَهم في مقراتهم لياليَ طوال وكذا مع إخوتي في الجبهةِ والأحرارِ فلما رأيتُ بوادرَ الخلافِ باديةً، ونواةَ الشقاقِ موجودةً عرضتُ ذلك على كتابِ اللهِ فأَلْفَيْتُهُ نصاً محكماً بيناً ((ومَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِنْ شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللَّهِ)) فعَمدتُ حينئذٍ إلى (مبادرةِ المحكمةِ الإسلاميةِ) فأَبلَغنِي قادةُ الدولةِ بادئَ الأمرِ بموافقتِهم المبدئيةِ فاستبشرتُ خيراً وأتممتُ التفاوضَ مع البقيةِ..
ونظراً لتباينِ الكتائبِ الموجودةِ فكرياً ومنهجياً فقد اقترحتُ أن ينحصرَ القُضاةُ في الكتائبِ التي عُرفتْ بمنهجِها الصافي بعيداً عن الإرجاءِ أو التبعيةِ أو غير ذلك، فما كان لنا أن ندعوَ للتحاكمِ إلى قُضاةٍ تَشُوبُ منهجَهُم الشوائبُ، وبعد قطعِ مراحلَ في المبادرةِ وموافقةِ الجميعِ صُدِمْتُ بموقفِ الدولةِ النهائي برفضِ (مبادرةِ المحكمةِ) فطلبتُ التعليلَ لذلك، فقالوا لي: لوجودِ ملاحظاتٍ على بعضِ الجماعات، قلتُ إذاً ليكن القضاةُ من فصائلٍ عُرفَ منهجُها وظهرت خبرتُها في ساحاتِ الجهادِ، كصقورِ العزِ والكتيبةِ الخضراءِ وشامِ الإسلام وغيرها، فاعتذَروا لي من ذلك، قلتُ: إذاً ليكن قاضياً عدلاً مستقلاً، فاقترحتُ أسماءَ شَهِدَ لها أهلُ المنهجِ بالحقِ والإمامةِ كشيخِنا العلامةِ العلوان أو الشيخِ المجاهدِ إبراهيمَ الربيش أو غيرِهم؛ فرفضوا،ٍ فعرضتُ أن يكونَ القاضيْ من طلابِ العلمِ في ساحةِ الشامِ كالإخوةِ الشرعيين القادمين من خرسان المستقلين؛ فرفضوا، فقلتُ للإخوةِ في الدولةِ: إذاً أَعطوني أيَّ مبادرةٍ للحكمِ بشرعِ اللهِ لنمتثلَ أمرَ اللهِ فيما بينَنا ولنُحَكّمه على أنفسِنا وإخوانِنا، نحن بحاجةٍ لمحكمةٍ تقضي بين المجاهدين أنفسِهم لا يكون فيها الخصمُ حكماً، وقلتُ لإخوتي في الدولةِ: إن إخوانَكَم في الجماعاتِ الجهاديةِ الأخرى يقولون كيف تريدُنا أن نحتكمَ إلى محاكمِ الدولةِ في خلافِنا معهم، فكيف يكون الخصمُ حكماً؟! ثم هل يرضون أن نحتكمَ وإيَّاهُمْ إلى محاكمِنا؟! ألم يقلِ اللهُ ( إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَنْ يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ)) فما بال إخواننا لا يقولون سمعنا وأطعنا؟! ومع ذلك رفض إخوتي في الدولة المبادرة، والله المستعان.
وحينئذٍ طُوي ملفُ المبادرة وعزمتُ على عدمِ ذكرِ تفاصيلَ ما جرى، لعل اللهَ أن يفتحَ عليّ بحلٍ آخرَ نستطيعُ من خلالهِ أن نجعلَ الساحةَ كلّهَا ملتزمةً بالحكمِ بشرعِ اللهِ الذي نَفَرنا لأجلِ تحكيمِه..
ويعلمُ اللهُ كم اتُّهِمْتُ وخُوِّنتُ بسكوتي عن الدولةِ، ولكن تحملتُ ذلك كلَه رغبةً في مصلحةٍ اجتهدتُ فيها، عسى أن يهديَ اللهُ إخوانَنَا في الدولةِ بالقبولِ بالمحكمةِ الشرعيةِ..
ومازالتِ الحوادثُ تتكررُ في الساحةِ فأحاولُ جاهداً في كلِ مرةٍ أن يَرضى إخوتي في الدولةِ بمحكمةٍ شرعيةٍ فيتحجّجون بأعذارٍ وأقاويلَ حتى جاءت حادثةُ مقتل الأخ محمد فارس وجاءتْ أحداثُ مسكنةٍ فحاولتُ التدخلَ لحلِّ النزاعِ بشرعِ اللهِ، واقترحَ الإخوةُ من الأحرارِ أن أكونَ مُرجّحاً فرفضَ إخوتي في الدولةِ ذلك، ثم لما قُتلَ أخٌ من الدولةِ نسألُ اللهَ أن يتقبلَهُ وافقتِ الدولةُ بي أن أكونَ مُرجِحاً، فقلتُ في نفسي: كيف يرتضونني حكماً حين يكونُ الحقُّ لهم، ولا يرتضونني حكماً حين يكون الحق عليهم؟! فأَسررتُها في نفسي ولم أُبْدِهَا، قلت: عسى اللهُ أن يُيسرَ لما نحن فيه مخرجاً..
ومازالتْ الأحداثُ تتراكمُ والنفوسُ تُشحنُ في الشامِ، والكتائبُ تغضبُ ويقولون: لم لا ترضى الدولةُ بشرعِ الله حين يُخطئ علينا أفرادُها؟!
حتى جاء ذلك اليوم، يومَ الخميس يومَ بدايةِ الأحداثِ ومن قَدَر اللهِ أن كنتُ حاضراً لأول طلقةٍ أُطلقتْ في هذه الأحداثِ في الأتارب، فدخلتُ حينها فإذا بأهلِ الأتارب في شدةِ الغضبِ، وأُطلقَ النارُ باتجاهنا ظناً منهم أننا من الدولةِ، فدخلتُ فسألتُ: ما الأمرُ؟ عسى اللهُ أن يَحقنَ بي الدماءَ.. فقالوا لي:
دخلتْ الدولةُ على الأتارب وأرادتْ اعتقالَ أحدِنا فقلنا لا يُمكنُ أن يُؤخذَ إلا عن طريقِ محكمةٍ شرعيةٍ فذهب من جاءمن الدولة، فلما كان من الغد خُطفَ الأخُ المطلوبِ ووجدنا جثتَه، يقولُ أهلُ الأتارب قتلَهُ خطابُ الليبي، فقلتُ لهم ألا تنتظرون لعلي أن أتفاوضَ مع الدولةِ؟ قالوا كيف تتفاوضُ معهم وهم في كلِ مرةٍ يرفضون مبادراتك ويرفضون المحاكمَ الشرعية ؟!
فخرجتُ حينها هائماً حزيناً أشكو إلى الله بثي وهمي، فاندلَعَتِ الاشتباكاتُ بالثقيل في الأتارب فانسحبتْ الدولة، وبجوار الأتارب (موقع الفوج٤٦) وفيه عددٌ من الكتائبِ منها شهداءُ الأتاربِ ومنها جبهةُ النصرةِ ومنها جبهةُ ثوارِ سوريا، فاقتحمتْ الدولةُ على الفوجِ فَقُتِلَ من النصرةِ ١٠ وعددٌ من غيرهِم وعلى إِثْرِ ذلك اتسعتْ رقعةُ المعاركِ ضد الدولةِ لتصلَ جبل الزاويةِ والرقةَ وحماةَ، وكلُ فصيلٍ له في الفوج ٤٦ حقٌ اشتبك مع الدولةِ في مناطقَ أخرى (غضباً لمن قتلتهمُ الدولةُ في الفوج 46) وهنا جاءت مساندةٌ من الدولةِ للأتارب، وطريقُها يمرُ بكتائبِ نورِ الدين زنكي فرفضَ جنودُ زنكي مرورَ المساندةِ (قائلين): لا يُمكن أن نسمحَ لكم ولا للجيش الحر بالمرور، فلن نكون جسراً للفتنة ، فأرادتْ الدولةُ الدخولَ بالقوةِ فرفضَ زنكي، وتم الاشتباكُ فاشتعلتْ مناطقُ حلبِ الغربية، بالرغم من كون زنكي له علاقةٌ طيبةٌ بالدولةِ (سابقاً) وعلى الرغم من أن كتائبَ زنكي كانت معروفةً ببلائها الحسنِ في الجهادِ ضد النظام.
ثم مع ما كان عندَ الكتائبِ من مظالمَ سابقةٍ مع الدولةِ حاولتْ كلُ كتيبةٍ أن تَستَرِدَّ مظلمَتَها، وقام كلُ من له مظلمةٌ سابقةٌ مع الدولة باستردادِ مظلمتِه، فاشتعلت الشام، ثم تسلقَ بعد ذلك السُراقُ والخونةُ وطَفِقَ النظامُ يُشعلُ هنا وهناك فاختلطَ الأمرُ .. فليس الأمرُ كما يُصورُ البعضُ (أنها) حربٌ على الإسلام أو على إقامةِ دولةِ الإسلامِ، وإلا فلو كان كذلك فَلِم لم تَحدثْ تلك الأحداث، ولِمَ لم تنفتحْ تلك الجبهاتُ على جبهةِ النصرةِ تنظيمِ القاعدةِ الذي عُرف عداءُ أنظمةِ العالمِ كلِّها له، ذلك التنظيمُ الذي بدأه شيخُ المجاهدين أسامةُ تقبله الله ثم تلاه حكيمُ الأمةِ الشيخُ الظواهري حفظه الله، وليس عداءَ الناسِ دليلٌ على صدقِ منهجِك، فلو كان ذلك لكان الإخوانُ في مصرَ أقربَ الناسِ للحقِّ، فقد تكالبَ الناسُ عليهم من كلِّ حدبٍ وصوب، بل ولكان القذافيُّ مظلوماً لا ظالماً، فقد اجتمع على حربِه الشعبُ الليبيُّ كلُّه، ومن ورائه فئام من العالم..
فمن التغريرِ بالناسِ زعمُ أن كثرةَ الخصومِ دليلٌ على صحةِ المنهجِ، بل قد يكون دليلاً على كثرةِ المظالمِ والشدةِ على الناس، وهو والذي نفسي بيده رأيتُه وسَأُسْأَلُ عنه أمامَ الله، ولن أنسى ذلك اليوم حينما خطبتُ في جامعِ الأتارب قبلَ الأحداث، فاحتشد الناسُ حولي يشكونَ لي مظالمَ كبيرةً وقعتْ عليهم من الدولةِ، ولا أَملِكُ لهم حولاً ولا قوة، وإني لأقسمُ بالله لقد رأيتُ مظالمَ يشيبُ لها الولدانُ، ارتُكبتْ مِن قِبَلِ الدولةِ في الشامِ، وكانت سبباً لما وصلنا له اليوم، والله المستعان..
فكم رأينا من معتقلين في السجونِ بلا ذنبٍ أو تُهمة.. وكم رأينا قتلاً بالشُّبهة وتصفياتٍ لمعتقَلين، ولعل آخرَها في هذه الأحداث حينما كنت أتفاوضُ لإطلاقِ سراحِ إخوتي أسرى الدولة ومبادلتِهم، ففوجئتُ بقاضيْ الدولةِ يقولُ: قد اجتهدنا فصفّيناهم.. فَصُعِقْتُ من هذا الكلام، وقلتُ: هل ترونهم مرتدين؟ قال: لا، ولكن اجتهدنا في ذلك، قلت: وإخوانُنا الأسرى الذين نريدُ أن نبادلَ بهم ما حالهم؟ فقال هذا اجتهادُنا !!
وليست أحداثُ قصفِ مدينةِ عويجل بقذائفِ الهاونِ وقتلِ النساءِ والأطفال منا ببعيد، وقد وقفت على ذلك بنفسي، وحين قلتُ لقادةِ الدولةِ: كيف تضربون الناسَ بالمفخخاتِ والله يقول ((وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا))؟! فقال: مفخخةٌ واحدةٌ تقتلُ عشرين يعصمُ اللهُ بها المئات!!
فحسبنا الله ونعم الوكيل..
ولسنا ننكرُ وجودَ مظالمَ بل فظائعَ من جماعاتٍ في الجيشِ الحُرّ وغيرها، ولكننا نتكلمُ عن مشروعٍ إسلاميٍّ يُرادُ له أن يكون أنموذجاً لتحكيمِ شرعِ اللهِ والاهتداءِ بهدي رسولِه ..
ثم بعد أن استعرَ الأمرُ واختلطَ على الناسِ فقائلٌ يقول: هؤلاء صحواتٌ، وآخر يقول: هؤلاء خوارجٌ.. قلتُ لا حلَ لهذا الخلافِ إلا بشرعِ الله ثم شرعُ الله هو الذي يحددُ مَن الباغيْ ومن الصحواتُ وغير ذلك.. وقلتُ إن في إطلاق مبادرةٍ تدعو لتحكيمِ شرعِ الله في ظل هذا النزاعِ قطعٌ للطريق على الصحواتِ وغيرِهم فإنهم إن كانوا مدفوعين لحربِ الإسلام فلن يقبلوا بالتحاكمِ لشرعِ الله فإن قبولهم بالتحاكم لشرعِ الله يقطع الطريق عليهم لمحاربة المشروع الإسلامي فأطلقنا (مبادرة الأمة)،واشترطنا فيها أن يكونَ القضاةُ ممن عُرف منهجُهم لاسيما في مسألةِ تحكيمِ شرعِ اللهِ تعالى والكفرِ بالطاغوتِ ونبذِ كل ما يخالفُ المشروعَ الإسلاميَّ فلا يخفى أن الخللَ في منهجِ القضاةِ سينسحبُ على ما يَصدرُ عنهم من أحكام وعرضنا مدةً لقبولِ هذه المبادرةِ فإذا بالأمةِ وعلمائِها يؤيدونها) وعلى رأسهِم علماءٌ كبارٌ ابتُلوا في ذات الله بلاءً عظيماً (بل بعضُهم لا يزالُ في السجون) فمن المؤيدين: الشيخ المجاهدُ أبو قتادةَ الفلسطيني وأبو محمدِ المقدسي و د. إياد قنيبي و د.يوسف الأحمد و د. أكرم حجازي والشيخ حسين محمود وغيرُهم، ثم أعلنتِ الجماعاتُ المختلفةُ بصالحِها وطالحِها القبولَ بشرعِ الله حكماً بينها؛ لينتهي الخلاف في الشام ولنعود لقتال النظام النصيري الذي قد بغى وطغى على المستضعفين الذين أردنا نصرتهم، فوافقت كلُ الكتائبِ على التحاكمِ لشرعِ الله، أما إخوانُنا في الدولةِ هداهم اللهُ فقد أصدروا بياناً مفادُه عدمُ القبولِ بالتحاكم لشرعِ الله إلا بشروط فرضوها على خصومهم، وأقولُ مُعلقاً على هذه الشروط: إن هذه الشروط ليست في كتاب الله ولا في سنة رسوله صلى الله عليه وسلم، أقول ذلك مع قولِنا ومناشدتِنا بوجوبِ الكفرِ بالطاغوتِ والإيمانِ باللهِ ونبذِ كل المشاريعِ التي تُصادمُ شرعَ اللهِ إلا أنّ اشتراطَ أن يُعلِنَ كلُ خصمٍ لنا هذه المسائلِ حتى نرضى بعد ذلك بالتحاكمِ معه إلى شرعِ الله؛ ليس من دينِ الله في شيء، بل قد حكى غيرُ واحدٍ من أهلِ العلمِ الإجماعَ على وجوبِ الحكمِ إذا ترافعَ كافرٌ مع مسلم.. ألم يقلِ اللهُ: ((وَأَنِ احْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ)) ألم يقلِ اللهُ: ((فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ)) ألم يقلِ اللهُ: ((إِنِ الْحُكْمُ إِلا لِلَّهِ))؟!!
ثم هل يُشترطُ للّصوصِ والعصاةِ بل واليهودِ والنصارى إذا مَكّنَ اللهُ لنا في الأرضِ أن يبينوا لنا قبل التحاكمِ موقفَهُم من مسائلِ الاعتقادِ حتى نقبلَ تحاكمَهُم ؟!!
نعم لتلك الشروطِ التي ذُكرتْ في حقِ القضاةِ الذين سيحكمون، فسلامةُ معتقدِهم أمرٌ سينسحبُ على أحكامهم.. نقولُ هذا مع تأييدِنا وتأكيدِنا على الجماعاتِ في الساحةِ أن تُبينَ موقفَهَا من المشاريعِ العلمانيةِ والديمقراطيةِ والدولِ الحاكمةِ بغير ما أنزل اللهُ، والمُنصاعةِ لأمرِ الغرب، وإنما اعتراضُنا على رفضِ التحاكمِ لشرعِ اللهِ تحت ذريعةِ هذين الشرطينِ وإلى الله المشتكى!!
وأما مسألةُ اعتراضِ الدولةِ في بيانِها على كونِ القتالِ قتالُ فتنة فقد سألتُ الرجل الثاني في الدولة هل من تُقاتلونهم اليومَ مثلَ زنكي ومن معه مرتدون؟ قال لي: واللهِ لم تثبت لنا رِدّتُهم ولو ثبتت لأعلنّاها.. ففوجئتُ بالعدنانيِّ يتحدثُ عن كونِهم صحواتٍ ونحوِ ذلك!!
ألم يكن واجباً على إخوانِنا في الدولةِ أن يبينوا بصراحةٍ موقفَهم من كل جماعةٍ في الساحةِ، وألا يتركوا المسألة عائمةً بين إخوانِنا جنود الدولة، فقد رأيتُ من إخوتي في الدولةِ اختلافاً كبيراً في الحكم على الفصائلِ من ردةٍ وغير ذلك..
ولا يخفى تباينُ المناهجِ الفكريةِ في الجماعاتِ المقاتلةِ في الساحةِ واختلافُ مشاريعِها، فمنها من رضيَ بالائتلافِ الوطنيِّ غطاءً وممثلاً له، ومنها من أعلنَ براءتَه منه قولاً وعملاً ..
فاتّسعَت رقعةُ القتالُ وبدأتِ الأخبارُ تُشاعُ، والأكاذيبُ تُذاعُ، وأن هناك أخواتٌ يُغتصَبن، ويعلمُ اللهُ لقد ذهبت في أكثرَ من موقفٍ فوجدتُ الأمرَ مجردَ إشاعةٍ لا وجود لها ولا أثر على أرضِ الواقعِ، ولربما قد تقعُ بعضُ الأمورِ والأحداثُ، ولكن الحديثَ عنها يتمُّ بطريقة يُرادُ منها تجييشُ الشبابِ للانخراطِ في اقتتالِ المسلمين فيما بينهم..
فأصبح كلُّ من أراد التورُّعَ وأحجم عن القتالِ يقالُ له: كيف تخذلُ إخوانَك وكيف تتركُ أخواتِك يُغتصبن؟! فيا سبحان ربي، إن كنا حقاً نريدُ نصرةَ أخواتِنا وصيانةَ أعراضِهنَّ فلنرضَ بشرعِ اللهِ تعالى حكماً بيننا لتتوقفَ الفوضى ويستمرَّ الجهادُ فلا تُراقُ حينئذٍ الدماءُ ولا تُنتهكُ يومئذ الأعراض.. ولما دعونا الناسَ لاعتزالِ الفتنةِ فإذا بالمفخخاتِ تضربُ في أماكنَ عامةٍ ووالذي نفسي بيده لقد وقفتُ بنفسي على كثير منها، على مفخخةٍ في دركوش انفجرتْ في مكانٍ عامٍ فسألتُ واليَ الدولةِ قلت: من استهدفتم؟ قال: قتلتْ ثلاثين من خصومِنا.. فذهبت رغم المخاطرة ووقفتُ بنفسي عليها فإذا بها لم تَقتلْ سوى من فجَّر نفسَه ورجلاً من عامةِ الناسِ وجرحتْ أربعةَ أطفالٍ، ومثلُها وقفتُ عليها في كفرناها قُتلَ فيها طفلٌ ومن فجر نفسَه، وأخرى في كفرجوم قُتل فيها من فجر نفسَه فقط !! وقفتُ على كل هذه بنفسي، يعلمُ اللهُ أنها شهادةٌ سأشهدُ بها بين يديْ ربِّ العالمين، فأستحلفكم بالله إخوتي أمِن أجلِ هذا خرجنا من بيوتِنا؟ أهذه نصرةُ المستضعفين الذين قال الله فيهم: ((وَمَا لَكُمْ لَا تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَٰذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا وَاجْعَلْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا وَاجْعَلْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ نَصِيرًا ))
يا سبحان ربي هل أرواحُ شبابِنا رخيصةً إلى هذا الحدّ؛ فيُزَجُّ بها في المفخخاتِ لتقتلَ أطفالاً ورجالاً عصم الله دماءهم..
ثم بأيِّ حقٍّ تُفجّرُ المفخخاتُ في مقرّاتِ إخوانِكم من الأحرارِ والتوحيدِ وغيرِهم فتقتلَ إخوانًا لكم يجاهدون ولم يثبتْ على أعيانِهم دمٌ ولا رِدّةٌ؟ ثم على فرضِ أنّ بينَكم وبين فصائلِهم مظالمُ؛ أفيكونُ القصاصُ بهذا الشكلِ؟
ألم يقُلِ اللهُ: ((وَمَنْ قُتِلَ مَظْلُومًا فَقَدْ جَعَلْنَا لِوَلِيِّهِ سُلْطَانًا فَلا يُسْرِفْ فِي الْقَتْلِ إِنَّهُ كَانَ مَنصُورًا))؟!
يا الله !! ماذا سيفعلُ من فخَّخَ ومن فجّرَ ومن أرسلَ ومن أيّد.. ماذا سيفعلون بـ “لا إله إلا الله” إذا جاءتهم يوم القيامة؟!
ماذا سيقولون لذلك الطفلِ الصغير، ولذلك الشيخِ الكبير، ماذا سيقولون للنفوسِ الزكيةِ المعصومةِ التي ضربتها تلك المفخخةُ بلا ذنب.. اللهم إني أبرأُ إليك من هذه المفخخات، وتلك المتفجرات!!
**** أخي المجاهد أستحلفك باللهِ أن تقرأَ كلامي بكل إنصافٍ وتجرُّد…
أعلمُ أنني بعد هذا البيانِ قد أُخَوَّنَ أو أُتَّهَمَ في ديني، وفي كل (شيء)!!
قد يأتي من لا يريدك أن تتأثرَ بكلامي فيُخرجُ تغريداتٍ قديمة لي، ذكرتُ أني لم أكتبْها وأني أخالفُ وأتبرأ مما جاء فيها؛ كل ذلك لمحاولةِ إسقاطي كما حاولوا إسقاطَ جميعِ العلماءِ حتى علماءَ الجهادِ الذين ابتُلوا في دينِ الله حاولوا إسقاطَهم كشيخِنا الأسيرِ سليمانَ العلوان فك اللهُ أسرَهُ وشيخِ المجاهدين المقدسيِّ وأبي قتادةَ الفلسطينيِّ ود. إياد قنيبي والشيخ المحدث عبدالعزيز الطريفي والشيخ يوسف الأحمد.. بل وحتى حكيمِ الأمة الذي أفنى عمرَه في الجهادِ وكتب اللهُ على يديه إحياءَ روحِ الجهادِ في الأمةِ بدأ بعضُهم يهمزُ به ويلمز..!
أسألك بالله.. ألم تتساءل: لماذا كلما خالفَ أحدُ العلماءِ والمصلحين الدولةَ في تصرفاتِها ومظالمِها انطلق من انطلق في إسقاطه واتُّهمَ ليُصرَفَ الناسُ عن الحقِّ الذي يقولُه، فهذا عالمٌ يقالُ عنه: إنه بعيدٌ لا يعرفُ الواقعَ! وآخرُ أسيرٌ لم تُنقل له الحقيقةُ كما هي! وثالثٌ: متحاملٌ! ورابعٌ: جديدٌ لا يعرفُ الساحةَ!! وفي الأخيرِ لا يسلمُ أحدٌ من مثلِ هذا النقدِ إلا من وافقَ الدولة..!
وإنني والله لم أرَ علماءَ الجهادِ في الأرضِ اتفقوا على نقدِ مشروعٍ (إسلاميٍّ) ومخالفتِه كما اتفقوا على نقدِ مشروعِ الدولةِ في الشامِ، أما مواقفي قبلَ الجهادِ فإني غردتُ للملإِ غير مجامل ولا مداهن أني لم أكتبْها وما كتبتُه منها فإني متراجعٌ عنها، ومع ذلك فإن الاتهامَ واردٌ ما دام الشأنُ هكذا.. فكل من خالف أُنتقد وأُسقط، ولا ضيرَ والله! فأنا جئتُ لأنصرَ دينَ الله وأصدعَ بالحقِّ الذي أدينُ اللهَ به، ولأنالَ الشهادةَ بإذنِ الله، في مواجهةِ أعداءِ الله وإقامة شرع الله، مقبلاً غيرَ مدبرٍ بإذن الله..
قد يأتي من يحاولُ التلبيسَ أو صرفَ هذه الشهادةِ عن ظاهرِها، لكنني واللهِ سأحاجُّك بها أمامَ الله.. فاقرأها بتجرد لله ثم قرر، والله أعلمُ كم سينالُني من هذا الموقفِ، ولكني كتبتُه حتى لا تتعلقَ برقبتي يومَ القيامة..
أخي الحبيب.. يعلمُ الله أنني لستُ معادياً لمشروعِ قيامِ الخلافةِ الإسلاميةِ، بل لأجلِها نبذلُ مُهجَنا ودماءَنا، لكن على نهجِ النبوةِ، لا بتنفيرِ الناسِ وظلمهمِ وشقِّ صفِّ الجهادِ ورفضِ مبادرات التحاكم لشرعِ الله تحتَ ذرائعَ واهيةٍ ما أنزل الله بها من سلطان لا يصلحُ أن تكونَ حُجةً لصاحبِها..
أخي.. يعلمُ اللهُ أنني من أشدِّ المناصرينَ للدولةِ في العراقِ، وكنتُ أُكذِّبُ كلَّ ما يُنشرُ عنها، وما زلتُ لا أحكمُ عليها في العراقِ، فذاك أمرٌ لم أشهدْهُ.. بل قد شهدَ القاصي والداني بإثخانِها في أعداءِ اللهِ في العراق، وتمريغِها لأنوفِ الأمريكانِ والرافضةِ، وفكاكِها لأسرى المسلمينَ هنالك ..
أما في الشامِ: فوالذي نفسي بيده أنني نطقتُ بشهادتي أمامَ الناسِ بما رأيتُ لأبرئَ ذمتي يومَ أنْ أقفَ أمامَ الله..
لا والذي نفسي بيدهِ لستُ صحوياً ولا سرورياً ولا مرجئاً -كما سيدَّعونَ بعد هذا البيانِ- ولكني ناطقٌ بالحقِّ صادع به بإذن الله..
(أقولُها ومن وافقني من إخواني ولن أخشى في الله لومة لائم، وسيدُ الشهداءِ رجلٌ قامَ إلى إمامٍ جائرٍ فأمرهُ ونهاهُ فقتله.)
أخي المجاهد.. إنني بعدَ كلِّ ما ذكرتُ في هذا البيانِ مِن رفضِ الدولةِ لمبادرات التحاكمَ لشرعِ اللهِ والمظالمِ التي رأيت؛ فإنني استحلف بالله الشيخ أبابكر البغدادي أن يرضى بمحكمة إسلامية عامة في الشام امتثالاً لأمر الله سبحانه إذ يقول: “إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَنْ يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا” فلنقل: سمعنا وأطعنا، ولنرض بمحكمة إسلامية في الشام لتنظر فيما مضى من نزاع وفيما يستجد من أحداث يتحاكم إليها البر والفاجر كما كان الناس يتحاكمون إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بطائعهم وعاصيهم فكل من قبل أن يتحاكم إلى شرع الله فليفعل مهما كان معتقده مادام القاضي عدلاً سليم المنهج صافي المعتقد فالعبرة بالقاضي لا المتقاضي، فإن لم يكن ذلك فإنني أنضمُّ إلى قادةِ الجهادِ وعلمائهِ، وعلى رأسِهم شيخُ المجاهدين أيمنُ الظواهري -حفظه الله- والشيخُ العلامةُ المحدّثُ الأسيرُ سليمانُ العلوان، والشيخُ أبو محمد المقدسي، وأبو قتادةَ الفلسطيني، وغيرهم من علمائنا ومشائخنا الأجلّاء.
أنضمُّ إلى هؤلاء جميعاً وأناشدُ الأخَ الشيخَ أبا بكرٍ البغداديَّ أن يقفَ اليومَ موقفاً يحمدُه له أهلُ الأرضِ، وتُحقنُ به دماءُ المسلمين ويُنصرُ به دينُ الله، بأن تبقى الدولةُ الإسلاميةُ في العراقِ غُصّةً في حلوقِ الرافضةِ وشوكةً في طريقِ الغربِ، وأن تبقى جبهةُ النصرةِ في الشامِ مكملةً للمشروعِ الإسلاميِّ لإعادةِ الخلافةِ في الأرضِ، فننطلق سوياً لتحكيم شرع الله في أرضه وإعادة الخلافة المسلوبة..
وإني أناشدُك بالله أخي المجاهد وأخي المناصر في خارج أرض الشام أن تنضمَّ إلى مشروعِ الأمةِ في الشامِ الذي بدأهُ الشيخُ أسامةُ، ثم خَلَفُهُ الشيخُ أيمنُ الظواهري، ثم سارَ به في الشامِ الشيخُ الفاتحُ الجولاني، وأن تلتحقَ بمنهجٍ واضحٍ لقيامِ دولةِ الإسلامِ في الأرضِ (مثلَ) جبهةِ النصرةِ أو أحرار الشام أو غيرِهما من الكتائبِ الاسلاميةِ التي أحبَّها الناسُ..
وقد أعلنتْ بوضوحٍ سعيَها لإقامةِ شريعةِ اللهِ في أرضِه وإقامة الخلافة الإسلامية، وكفرها بحدود سايكس بيكو ، وأنا أعلمُ أن مثلَ هذا القرارِ شاقٌّ على النفسِ، عسيرٌ عليها، لكنها واللهِ تغليبُ مصلحةِ الأمةِ على حظوظِ النفسِ، وإنَّ مَن استطاعَ أن يهجرَ دنياه ويفارق أهله لأجلِ نصرةِ دينِ اللهِ لَقادرٌ على أن يتخذَ مثلَ هذا القرارِ..
أليست جبهةُ النصرةِ تسعى لإقامةِ الدولةِ الإسلاميةِ ولها ثِقلٌ كبيرٌ في الأرض؟!
فلم لا ننصر مشروعها لنقيم الدولة الإسلامية والخلافة في الأرض يقيمه معنا عامة الناس طواعية لا مرغمين كارهين..
أفننصرُ دينَ اللهِ بالتفرقِ والتنازعِ أم بدعمِ مشروعٍ كتبَ اللهُ له القبول.. بالله عليك اخرجِ اليومَ وانظر محبةَ الناسِ لجبهةِ النصرةِ.. أليست حَريّةً بأن ندعمَ مشروعَها لتحكيمِ شرعِ الله ؟!
إن القضية ليست قضية عواطف وشعارات ولكنها قضية مشروع تفنى دونه أرواحنا ودماؤنا وأشلاؤنا..
فكما قال الشيخُ أيمنُ حفظهُ الله: “ما جئنا لنحكمَ الشامَ بل ليُحكم في الشامِ بشرعِ الله“.
أسألك باللهِ.. هل غالبُ علماءِ الجهادِ وعلماءِ الأرضِ على باطلٍ وضلالٍ حينما انتقدوا مشروعَ الدولةِ في الشام؟!!
نعم؛ ليست العبرةُ بالكثرةِ، ولكننا نتحدثُ عن علماءَ ربانيين ابتُلوا في ذاتِ اللهِ، وعُرفَ سبقُهم في نُصرة الجهادِ وأهلِه ..
أيها المجاهدون.. إنني أقولُها بعدَ أن وقفتُ بنفسي على كلِّ ما ذُكر، وسأُسألُ عنه أمامَ اللهِ تعالى يومَ يقومُ الحساب..
إنها شهادةٌ للهِ ثم للتاريخ..
وإنني في الختام.. أسالُ بالله كلَّ سامعٍ لهذا البيانِ أو قارئٍ له أن ينشرَهُ براءةً للذمةِ ونصرة لدين الله وشهادةً لله..
والله المستعان
والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون
ألا هل بلغت اللهم فاشهد
ألا هل بلغت اللهم فاشهد
ألا هل بلغت اللهم فاشهد