قال الرئيس الصومالي الجديد شيخ شريف شيخ أحمد إنه لا يفرق بين “مسلم وإسلامي”؛ وذلك في معرض دعوته جميع الفصائل الصومالية إلى “التسامح والانخراط في مصالحة شاملة”، بعد ساعات قليلة من إعلان أربع حركات من المعارضة الصومالية تأسيسها تحالفا جديدا في مواجهة الشيخ شريف، وسمي التحالف باسم: “الحزب الإسلامي”، بحسب مصادر في معارضة الداخل.
وخلال مؤتمر صحفي عقده الشيخ شريف اليوم في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا عقب انتهاء القمة الإفريقية، أوضح أنه يسعى إلى “إشراك الجميع” في الحكومة المقبلة، مضيفا أنه سيسعى إلى “التفاوض مع الجميع؛ لإنقاذ الصومال من محنته الحالية”.
وقال شريف: “إن جميع من التقيناهم في أديس أبابا (خلال القمة الإفريقية الأخيرة)، وفيهم الأمريكيون، تعهدوا بمساعدة عملية السلام في الصومال”.
وكان شيخ شريف شيخ أحمد قد تعهد عقب أداء اليمين الدستورية السبت الماضي كرئيس للبلد الذي تمزقه النزاعات منذ نحو 18 عاما، بتشكيل حكومة “تمثل الشعب الصومالي”، والتعاون، والعيش بسلام مع دول القرن الإفريقي المجاورة، ومن بينها إثيوبيا.
وبشأن ما أشارت إليه أنباء نقلا عن شهود عيان محليين من توغل قوات إثيوبية في الأراضي الصومالية، من أجل محاربة الفصائل المسلحة التي تعارض العملية السياسية في البلاد، قال شريف إنه التقى مع مسئولين إثيوبيين للتباحث حول هذا الأمر.
وأكد شريف أن الإثيوبيين “مستعدون للتعامل معنا بسياسة حسن الجوار والاحترام المتبادل”.
تطبيق الشريعة
وردا على سؤال حول ما إذا كان سوف يطبق الشريعة الإسلامية في الصومال، لم يعط الشيخ شريف إجابة قاطعة، مكتفيا بالقول: “إن الشعب الصومالي شعب مسلم، وملتزم بدينه”، وقال إنه لا يرى فارقا بين مصطلح “مسلم” و”إسلامي”، قائلا: “أنا مسلم ملتزم بديني، إذن لا داعي للتفريق ما بين مسلم وإسلامي”.
وأكد الشيخ شريف أن النقاش في موضوع الإسلاميين وما يسمى بظاهرة التطرف أمر يحتاج إلى نقاش طويل من قبل المختصين من علماء الشريعة، مؤكدا على أن الدين الإسلامي “وضع حرمة للآخرين”.
من جهته، نفى أحمد فقي مدير مكتب شيخ شريف شيخ أحمد ما تناولته بعض وسائل الإعلام بأن الرئيس الصومالي الجديد قد طالب الرؤساء الأفارقة خلال القمة بإرسال قوات إضافية إلى الصومال، وأكد فقي أن “الرئيس لم يطلب ذلك”، مشيرا إلى أن تدريب الجيش الصومالي ودعمه كفيل بإعادة الاستقرار في الصومال.
تحالف معارض
من جهة أخرى، أعلنت أربع جبهات إسلامية صومالية تأسيسها تحالفا جديدا معارضا لحكومة الشيخ شريف، وأطلقت عليه اسم “الحزب الإسلامي”.
وقال الشيخ حسن مهدي، مسئول جناح أسمرة من المحاكم الإسلامية في الداخل الصومالي، في مؤتمر صحفي عقده أمس في العاصمة مقديشو: إن الهدف من وراء هذا الحزب “توحيد أعمال المقاومة لمحاربة الكفار في البلاد”، في إشارة إلى قوات حفظ السلام الإفريقية (أميصوم) الموجودة في البلاد.
يذكر أن قوة حفظ السلام الإفريقية الموجودة في الصومال يبلغ قوامها 3200 عنصر، وتتكون من قوات من أوغندا وبوروندي، ويخطط الاتحاد الإفريقي للوصول بهذا العدد إلى 8 آلاف عنصر.
وترى فصائل المعارضة الصومالية المسلحة أن الوجود العسكري الإفريقي في الصومال إنما هو وجود احتلالي، ويعتبر امتدادا للاحتلال الإثيوبي للصومال، والذي أنهى وجوده العسكري في البلاد في 25 يناير الماضي.
وأضاف مهدي أنهم لن يلقون السلاح حتى يتم تحقيق الهدف الذي حملوه من أجله؛ وهو تطبيق الشريعة الإسلامية، وذكر أن التحالف الجديد اختار الدكتور عمر إيمان أبو بكر، أحد قيادات جناح أسمرة في المحاكم الإسلامية، رئيسا لهذا الحزب، في حين اختاروا الشيخ حسن تركي رئيس معسكر رأس كامبوني، وهو فصيل صومالي مسلح معارض للعملية السياسية، نائبا له.
والجبهات المتحالفة المنضوية تحت لواء الحزب هي: المحاكم الإسلامية- جناح أسمرة، ويرأسه الشيخ طاهر عويس، والجبهة الإسلامية، ومعسكر رأس كامبوني، ومعسكر عانولي، وهو فصيل مسلح صغير ينشط في مناطق وسط وجنوب البلاد.
بينما لم تكن حركة الشباب المجاهدين التي تعتبر أهم فصيل مناوئ لشيخ شريف ضمن أسماء الفصائل التي أعلن مهدي انضمامها للتحالف الجديد.
وتسيطر حركة شباب المجاهدين على مناطق شاسعة ومدن وموان رئيسية في وسط وجنوب الصومال، ومن بينها مدينة بيداوة، مقر البرلمان الانتقالي، ومدينة جوريعال الرئيسية، وميناءا ماركا وقيسمايو الإستراتيجيان.
المصدر: إسلام أون لاين