مفكرة الإسلام: قالت صحف أمريكية: إن واشنطن تواجه تحديًا صعبًا في حربها على أفغانستان, وإن الرئيس باراك أوباما يغرق في المستنقع الأفغاني، مؤكدة أنه من الصعب الانتصار فيما أسمته بحرب العصابات هناك.
ونسبت الصحف لمسؤولين أمريكيين قولهم: إن الإستراتيجية الجديدة لبلادهم في أفغانستان تتطلب التفاوض مع أمراء الحرب، وخطف “الإرهابيين” في أي دولة معادية كانوا. وفق تعبيرها.
صعوبات متعددة:
وقالت صحيفة بوسطن غلوب الأمريكية إن التحدي في أفغانستان هو أشبه ما يكون بالمستنقع الفيتنامي، وأضافت أنه لا يبدو أن أي انتصارات تتحقق على ما أسمته بقوات حرب العصابات هناك.
ومضت بوسطن غلوب تقول: إن الرئيس الأميركي أوباما تنتظره صعوبات متعددة على الأرض الأفغانية، وإن قواته ستواجه حربًا لا نهاية لها في آسيا الوسطى.
وأوضحت أن القوات الجديدة التي ينوي أوباما إرسالها إلى أفغانستان والبالغة 17 ألفًا ربما تسهم في تقديم العون للقوات الأجنبية المتورطة في المستنقع هناك، مستدركة أن التحدي الأكبر يكمن في الخشية من سيطرة حركة طالبان، ومن ثم تأمين ملاذ آمن لتنظيم القاعدة.
أخطاء جسيمة:
وأنحت بوسطن غلوب باللائمة على إدارة الرئيس الأمريكي السابق جورج دبليو بوش باقتراف أخطاء جسيمة في أفغانستان، ذكرت من بينها الإخفاق في دعم مشاريع إعادة الإعمار من خلال حكومة الرئيس الأفغاني حامد كرزاي.
وأضافت أن من بين الأخطاء الأخرى عدم القدرة على إقناع أمراء الحرب بنزع سلاح المليشيات، فضلاً عن الإخفاق في تدريب قوات الأمن القادرة على حماية المدنيين، وتوفير الحوافز للمزارعين الأفغان الكفيلة بإبعادهم عن زراعة وتجارة الخشخاش وغيره من المخدرات.
استمالة العملاء بالمال والنفوذ السياسي:
ودعت الصحيفة أوباما إلى انتهاج سياسية تختلف عن تلك التي اتبعت في العراق، موضحة أن البلدين يختلفان كثيرًا من الناحية الجغرافية ومن حيث التنوع العرقي والتاريخ السياسي.
وحثت على الاستفادة من بعض الدروس في العراق، مؤكدة ضرورة حماية المدنيين أثناء محاولة دحر قوات طالبان، كي لا ينقلبوا إلى التعاطف مع الحركة “المتطرفة” ـ وفق تعبيرها ـ واستمالة أمراء الحرب وزعماء القبائل عن طريق الدعم المالي والوعد بالنفوذ السياسي.
أوباما: لا نحقق أي نصر في أفغانستان:
من جانبه قال أوباما في مقابلة مع صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية: إن بلاده لا تحقق أي نصر في الحرب على أفغانستان، مضيفًا أن الباب مفتوح لعملية مصالحة عسكرية، رأى أن من شأنها الوصول إلى عملاء وعناصر معتدلة من طالبان، قياسًا على ما جرى مع المليشيات السنية في العراق. في إشارة إلى مجالس الصحوات التي كانت تسيطر عليها أمريكا بالرشاوى والعمولات.
خطف وبلطجة سياسية:
وقالت الصحيفة: إن الرئيس الأمريكي لا يستبعد خيار خطف أشخاص من بلاد معادية يشتبه في كونهم “إرهابيين”، وحتى دون تعاون تلك الدول، مضيفة أن أوباما يرى أن الوضع معقد جدًا في أفغانستان.
وأضافت الصحيفة أن زعيم حركة طالبان الملا محمد عمر متهم بتوجيه أمراء الحرب في جنوب أفغانستان من قاعدته في كويتا الباكستانية، وأنه يجمع التبرعات ويقدم العون العسكري للمقاتلين في الميدان.
وأشارت نيويورك تايمز أن هدف أوباما من وراء إرساله قوات إضافية إلى أفغانستان يأتي في محاولة منه لوقف نزيف الجهود المبذولة في الحرب هناك، وأنه كلف ريتشارد هولبروك بالشأن الأفغاني والباكستاني على أمل أن يتمكن الأخير من تحقيق ما كان قد حققه في البوسنة.
………………..