(شبكة الرحمة الإسلامية) – بسم الله الرحمن الرحيم
الله أكبر، الله أكبر، لا إلهإلا الله، والله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد.
الحمد لله وحده، نصر عبده، وأعزّ جنده، وهزم الأحزاب وحده، لا إله إلا الله، ولا نعبد إلا إياه، مخلصين له الدين ولو كره الكافرون، والصلاةوالسلامعلی من لا نبي بعده، وعلیآلهوصحبه أجمعين،وبعد:
قال الله جل وعلا: }وَاذْكُرُوا إِذْ أَنْتُمْ قَلِيلٌ مُسْتَضْعَفُونَ فِي الْأَرْضِ تَخَافُونَ أَنْ يَتَخَطَّفَكُمُ النَّاسُ فَآوَاكُمْ وَأَيَّدَكُمْ بِنَصْرِهِ وَرَزَقَكُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ{ (الأنفال:26).
إلی الشعب الأفغاني المؤمن المجاهد، إلی المجاهدین السالكین درب العزّ والحریة، إلی جمیع المسلمین في العالم، أُهنئكم جميعاً بحلول عید الأضحی المبارك وتقبّل الله طاعاتكم وتضحیاتكم في سبیل الله تعالی.
أیها الشعب المجاهد،
إن جهادكم وتضحیاتكم العظیمة ضد الاحتلال قد هزمت -بفضل الله تعالى- الأمريكيين وحلفاءهم الغربيين وعملاءهم المحلّيين، وأفشلت جميع مخططاتهم في أفغانستان، كما أن جهودهم السياسية قد باءت جميعها بالفشل الذریع، ولم یجنوا منها سوی الفضائح المخزیة، وما مجلس قمّة الحلف الأطلسي العقيم بقيادة أمريكا في (ويلز) البريطانية، وفضيحة مسرحية الانتخابات الأخيرة في أفغانستان، والانتصارات المتتالية لمجاهدي الإمارة الإسلامية في هذا البلد؛ إلا أدلة واضحة على هزيمة أمريكا وفشل سياساتها في أفغانستان.
أيها المواطنون الأعزّاء،
لعلكم أدركتم الآن جيداً، مدى فقدان الحكام الذین سلّطهم الغزاة الأمريكيون علی هذا البلد، للأهلية، ومدى إخلاصهم ووفاءهم لمصالح الأجانب، وقد شاهدتم خلال الثلاث عشرة سنة الماضية كم من الجرائم والمجازر والمظالم ارتُكِبت بيد المحتلين وعملائهم المحلّيين ضد أبناء هذا الشعب. لقد بات من الواضح، أنّ المحتلین یخسرون اعتبارهم بمرور كل یوم من عملیة الانتخات الطویلة، المتنازع فيها، والتي أُجريت في ظل الاحتلال الأمریكي. لقد شاهد العالم والمواطنون أنّ عملیة الانتخابات التي روّج لها الإعلام، لم تكن سوى محاولة جديدة لخداع الشعب الأفغاني، كما تنبّأنا بها قبل إجرائها، وأنّ التصویت باسم الشعب الأفغاني، لم یكن سوی مسرحیة معلومة النتائج مُسبقاً.
إن الأمريكيين اليوم في أفغانستان متورطون في أطول حرب في تايخ أمريكا، وما النفقات الباهظة التي قصمت ظهر أمریكا وما سقوط هیبتها في العالم؛ إلا ملامح جليّة على قرب زوال أمریكا.
إنّ حكام البیت الأبیض يبذلون قصارى جهودهم، وهم في حالة من اليأس والعجز، من أجل كسب المعركة في أفغانستان، إلا أنهم -بفضل الله- فقدوا جميع فرص الانتصار في هذه المعركة، كما أن عملاؤهم المحليين الذین یُستخدمون في الحرب ضدّ المجاهدین، قد تضاءلت روحهم القتالیة، وأصبح كيانهم عرضة للخلافات الداخلية العميقة.
أيها المجاهدون الأبطال، إنه لأجل أن تتحقق الأهداف المرجوّة من جهادنا، ونُحكِم الخِناق علی العدوّ في جميع المجالات الجهادية؛ عليكم أن تلتزموا، بجديّة، بالإرشادات الآتية:
حافظوا علی وحدة صفكم الجهادي، وحافظوا علی تأييد الشعب واحتضانه لكم بالتحلّي بحسن الخُلُق والرحمة والعطف علی الناس وتقوية الأواصر مع عامّة الشعب؛ لأنُ جميع انتصاراتنا ومكتسباتنا الجهادية، بعد نصر الله تعالی لنا، إنما هي ثمرة حماية الشعب للمجاهدين. وقد ذكّر الله تعالی نبيّه بهذه النعمة، إذ أنزل عليه قوله عز وجل: {هو الذي أيّدك بنصره وبالمؤمنين} (الأنفال:62). ويبدو واضحاً للعيان، من هذه الآية الكريمة، أنّ كسب نصرة عامّة المسلمين، يُعدّ عنصراً هاماً من عناصر الانتصار علی العدوّ؛ ولذلك ذكر الله تعالی هذه النُصرة، كإحدی النعم الخاصّة علی نبيّه صلّی الله علِه وسلّم. وإذا توفّرت وحدة الرأي، والعمل المشترك بين المجاهدين والشعب في تطبيق وتسيير الأمور الجهادية، فإنّ مؤشّر النصر سيتصاعد بإذن الله تعالی، وسيكون أثر هذه الوحدة كبيراً في هزيمة العدوّ.
وبما أنّ المحتلّين قد واجهوا الهزيمة النكراء على الصعيد العسكري في هذا البلد، فهم الآن يبذلون جهودهم الحثيثة للثأر لهزيمتهم من الشعب الأفغاني، عن طريق إشعال نار الخلافات الحزبية، والقومية، والطائفية. ولذلك يجب علی الشعب وعلی المجاهدين أن يُحبِطوا مؤآمرة العدوّ هذه، بالحفاظ علی وحدتهم، وتجنّب جميع الأعمال التي تضرّ بوحدة الشعب الأفغاني المسلم.
إنّنا نهدف من جهادنا ضدّ المعتدين الأمريكيين وحُلفائهم، إرضاء الله تعالی، وإقامة النظام الإسلامي، وإنهاء الاحتلال، والدفاع عن البلد، وتوفير الأمن للجميع بدون استثناء. فعلی المجاهدين أن يحرصوا في جميع برامجهم وخططهم على تحقيق الأهداف المذكورة بشكل عملي.
ولكي يكون النجاح حليف المجاهدين في جميع فعالياتهم الجهادية والعسكرية؛ فعليهم مواصلة الجهود والمساعي الرامية لشدّ عود صفّهم الجهادي. وليحرصوا على جعل اختراق صفوف العدوّ الأجنبيّ والمحليّ، بزرع العناصر المجاهدة فيها، ودعوة الشخصيات العسكرية رفيعة المستوی إلی ترك صفوف العدو؛ من أولويات أعمالهم. وعليهم أن يهتمّوا اهتماماً خاصاً بالمجاهدين المتسللين في صفوف العدوّ، وبأسرِهم، وأولادهم. وأن يوفّروا الأمن، والحياة الكريمة، قدر المستطاع، لمن يترك صفّ العدوّ.
إنّ الإمارة الإسلامية تبذل مساعيها لتحقيق الأهداف السالفة الذكر بتوطيد العلاقات الإيجابية بالجهات العالمية. وقد أبلغت الإمارة رسالتها للعالم، فيما يتعلق بسياساتها المستقبلية، عن طريق وسائل إعلامها، وعن طريق مكتبها السياسي. ویجدر بالذكر أنّ إقامة العلاقات، على الصعيد السياسي، بالجهات الخارجية، والداخلية، تنحصر بالمكتب السياسي للإمارة الإسلامية، ولا يحق لأيّ شخص أو جهة إقامة علاقات سياسية باسم الإمارة الإسلامية بأيّة جهة خارجية أو داخلية دون إذن قيادة الإمارة الإسلامية.
إنّ العالم كلّه – سوی الأمريكيين الذين ينتهجون تعاملاً خاطئاً تجاه قضيّتنا- يُدرك أصالة موقفنا وعدالة قضيتنا، وقد ظهر له أنّ الإمارة الإسلامية اضطرّت لحمل السلاح دفاعاً عن معتقداتها وبلدها، وأنّ هذا حقها المشروع.
إنّ حرب التشوية والإشاعات المغرضة، التي تنتهجها أمريكا ضدنا، لتحقيق أهدافها المشؤومة، لم يعُد يصدّقها الآن سوى الجهات المرتبطة بها. وإنّنا سنواصل جهودنا العسكرية والسياسية؛ من أجل الدفاع المشروع عن قضيّتنا، وإنّ إنهاء الاحتلال، وإقامة الحكومة الإسلامية القويّة، وتوفير الأمن والاستقرار، لهي من الأهداف الأساسية لهذه الجهود. وإنّنا -بنصرالله تعالی- ثمّ بتضحيّات شعبنا المسلم، سنحقّق هذه الأهداف، وفي سبيل تحقيقها نتوكل علی الله تعالی، ومنه وحده سبحانه، نستمدّ التوفيق.
إنّ المقاومة الفذّة للشعب الفلسطيني، ضدّ الهجوم الوحشيّ للقوات الصهيونية المعتدية، وانتصاره فيها، ليُعدّ مفخرة لجميع المسلمين، وأسأل الله تعالی أن يمنّ علينا وعليهم، بالوحدة والنصر دوماً.
إنّ التدخّل الأمريكي المتكرّر في العالم الإسلامي، هو تكرار للسياسات الخاطئة والفاشلة التي تنتهجها أمريكا في المنطقة، وهذه السياسات الفاشلة، لا تعود إلا بالضرر على جميع الجهات.
وختاماً، استغلّ هذه الفرصة، لأهيب بجميع المسلمين، أن لا ينسوا في أيام العيد المباركة ،الفقراء، والمساكين، والمجاهدين، والمهاجرين، وأُسر الشهداء، والأسری، والأيتام، والأرامل من مساعداتهم، وأن يتشاركوا معهم فرحة العيد بمساعدتهم قدر المستطاع. وإنّي أشكر المحسنين، وأهل الخير، الذين ساعدوا المحتاجين في مثل هذه المناسبات في الماضي، ولازالوا يواصلون مساعداتهم لهم، فأسأل الله تعالی أن يُجزل لهم مثوبتهم.
أهنّئكم مرّة أخری بحلول عيد الأضحی المبارك، وبانتصارات المجاهدين الأخيرة، وأرجو الله تعالی أن يجعل هذا العيد، عيد سعادة، ورفاهية لأفغانستان، ولجميع الأمّة الإسلامية، وأن ينجي المسلمين المستضعفين من ظلم المعتدين في العالم أجمع. آمين. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
خادم الإسلام، أمير المؤمنين الملّا محمد عمر المجاهد
۱۴۳۵/۱۲/۸ هــ ق
2014/10/2
(muhib al majdi/arrahmah.com)