(شبكة الرحمة الإسلامية) – الملحق التفسيري الموثق للبيان ([1])
الحمد لله رب العالمين، والعاقبة للمتقين ولا عدوان إلا على الظالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، وأشهد أن محمداً رسول الله، الرحمة المهداة والنعمة المسداة، والسراج المنير، وعلى صحابته وآله أجمعين .
بين يدي هذا التفسير الموثق أحب أن أكرر هنا ما قاله الدكتور علاء (لؤي السقا) في بيانه الذي برأ فيه أبا مصعب من نهج تنظيم الدولة في الشام .. فأقول :ما كان هذا منهج أبي مصعب وما كان هذا هديه؛ فلم يسجل التاريخ أن أبا مصعب رد التحاكم لشرع الله، ولم يسجل أنه سفك دماء المجاهدين الأخيار، وما أزرى بقادتهم الأبرار بل حفظ لأهل السبق سابقتهم، ولأهل الفضل فضلهم ..
أما تمحك هؤلاء بالشيخ أسامة وبأبي مصعب تقبلهما الله فما هو إلا من قبيل التسلق على أكتاف الأبطال ليس إلا .
***
أولا: في ردهم للنصائح
وصلني عن طريق أحد الإخوة أن تنظيم الدولة كره المناصحة العلنية التي جاءت في مقالتي ” الإنصاف حلة الأشراف “، وأن التنظيم يهتم بنصائحي ولكنه يرغب بأن تكون سرية، ثم ذكر لي اهتمامهم بكتبي وأنهم يعتمدون عليها في تدريس طلابهم، وكلام من هذا القبيل، وأبدى استعداده لإرسال أي مناصحة للبغدادي مباشرة .. فقلت هذا الذي أرغب، وفعلا كتبت مناصحة بعد أن أثنيت على جانب لهم في العراق كنت أعتقده، وفي نهاية الرسالة قلت له: حبذا لو أمرت أنصارك بإلغاء كلمة مولانا التي تتصدر كلماتكم لما لها من إيحاءات ومدلولات ..
هذه الرسالة كان من المفترض أن يرد عليها البغدادي كما وعد صاحبنا الوسيط، لكن يبدو أنه لم يرق لهم حتى المناصحات السرية والتي ابتدأتها بثناء يلطف الأجواء .. ثم رد علينا شرعيوهم بأجوبة في غير محل المناصحة، ثم وعدوا بالرد .. ومنذ ثمانية أشهر لم يأت رد على مناصحتي كما وعدوا، مع أنهم أرسلوا أربعة رسائل بعد رسالتي الأولى تتعلق ببيان حالهم .
ويا ليتهم اكتفوا بذلك، بل ردوا على مناصحتى بلسان حالهم وبالتعمق فيما حذرتهم منه والتمادي فيه، بل لم يجاملوني مجرد مجاملة بإلغاء كلمة مولانا التي يستفتحون بها كلمات البغدادي، فأسررت في نفسي أن القوم لا يرفعون بنصائحنا رأسا .
فمن شح بالقليل الحقير فر من الكثير الخطير .
***
ثانيا: في ردهم مشروع الصلح والتحكيم
بعد أن تطورت الأحداث في الشام وانزلقت إلى منزلق خطير سحيق .. وبعد تفجيرات مقرات المجاهدين .. وبعد مقتل أبي خالد السوري رحمه الله، جاءني خبر بأن أبا محمد الجولاني توعد تنظيم الدولة برد كاسح إن لم يخضعوا لمحكمة شرعية ترد الحقوق إلى أهلها .. واقترح اسمي ضمن هذا المشروع، وأمهل الدولة أياما لترد على هذه المبادرة ..
فيسر الله إخراج كلمة صوتية لي وللشيخ أبي قتادة تنهى الجولاني عن مثل هذا، وتحث البغدادي على قبول التحكيم بلا قيد أو شرط .
بعد هذا اقترح علي بعض الفضلاء أن أتدخل في حل النزاع عن طريق مشروع للصلح والتحكيم أراعي فيه شروط الدولة من باب التنزل مع القوم .
وقبل أن أشرع في مشروع التحكيم هذا، نظرت إلى مبادرات التحكيم التي مضت، فوجدت أن الدولة لم يلتفتوا إلى مبادرة الشيخ يوسف الأحمد مجرد التفات، ووجدت رفضهم لأوامر أميرهم الشيخ الدكتور أيمن الظواهري في وجوب إنشاء محكمة مستقلة، ووجدت أنهم يوم أن يكون لهم الحق يأتوا اليه مذعنين ويرتضون بالشيخ المحيسني مرجحا، ولما يكون عليهم الحق يتملصوا بعدة طرائق .. فإما أن يرفضوها علانية أو أن يهملوا الرد – وهذا أكثرها – وإما أن يعدوا دون أن يفوا، وإما أن يتسجيبوا لمحكمة صورية لا تتيح لحَكَم الخصم أن يرى الشهود فضلا أن يسمعهم ويسألهم، بل لا يتيحون له مجرد رؤية المتهمين وتكليمهم، ثم يكون لحَكَمهم الترجيح والحُكم وإن عارض حكم الخصم وناوءه؛ كما في قضية البنشي.
ثم كانت مبادرة المحيسني، فرأيت استجابة الفصائل ونكول الدولة باشتراط الإجابة على أسئلة في التوحيد والبراءة من الطواغيت، وهذا لو اشترطوه على القاضي لما أنكرناه، لكن اشترطوه على المستقضي وصاحب الحق الذي يطالب بدماء وأموال وحقوق، فهلا وسعهم ما وسع الصحابة في حادثة القسامة ؟!! .
ومع ذلك قلت أقدم مشروعي للصلح والتحكيم وفقا للشروط التي وضعتها الدولة .. حكما من عندها وحكما من عند النصرة المحققة لشرط الدولة، ومرجحا – عند الاختلاف – قضى أكثر عمره مناوئا للطواغيت، يوم أن كان أكثر شرعييهم في مرحلة الحبو، وهو من أبرز طلابي المحايدين في الخارج.
وبالفعل راسلت البغدادي واستحلفته من أجل قبول المبادرة، وأعلمته أن المبادرة عند شروطهم التي وضعوها، وحذرته أن عدم قبولهم للمبادرة سيؤدي إلى نزع شرعيتهم والإفتاء بذلك …
وجاء الرد، ومن خلال هذا الرد لا من خلال ما تقدم، أفتيت بما جاء في البيان ..
وأنا هنا أسرد مقتطفات من ردودهم – مع مناقشتها – كانت كافية للحكم عليهم أنهم ناكلين عن التحاكم لشرع الله تعالى – ومن فمهم أدينهم لا من أفواه خصومهم كما يزعم البعض ظنا وهوى.
فبعد أن أرسلت للبغدادي برسالة جاء فيها :
(أيها الأخ الكريم إني والله ناصح لكم ولسائر إخواني المجاهدين ولست بنائحة مستأجرة وما أنا بالأم الدعية بل أنا النائحة الثكلى التي تبكي على أحوال المجاهدين والأم الحريصة على ولدها وترضى بأن تنفى عنه وتكذب وتشوّه كي لا يشق أو يمزق أو يتضعضع .. ولذلك لا أكل من مناصحتكم والمحاولة معكم ومع غيركم من أجل توحيد المجاهدين وحقن دماء المسلمين ..
وأنا هنا أضع المسؤولية في رقابكم بين يدي مبادرة سأدعو إليها قريبا إن شاء الله بعد فشل مبادرة المحيسني بسبب التعنت واشتراط شروط لا يصح تعطيل الاحتكام بسببها .. وسأحاول قدر الإمكان تضييق أسباب الخلاف كلها حتى لا يبقى عذر للمستنكف عن هذه المبادرة ليتحمل بعد ذلك المسؤولية أمام الله وأمام الناس مسؤولية فشل مشروع التمكين لراية التوحيد في سوريا ومسؤولية تشويه الجهاد ومسؤولية حرفه عن غايته النقية ومسؤولية دماء المجاهدين والشهداء وعموم المسلمين المتشوقين والمحتاجين أمس الحاجة إلى تمكين دولة الإسلام والحكم بشريعته ..
وقد بادرت بإرسال هذه الرسالة مناصحة لكم أولا ولكي لا تتفاجأوا بالمبادرة ثانيا عسى الله أن يفتح بها آذانا صما وأعينا عميا وقلوبا غلفا وأن يصلح بها بين المجاهدين ويحقن دماء المسلمين فأسألكم بالله الذي لا إله غيره والذي خرجتم للجهاد في سبيله ولإعزاز رايته ورفع كلمته أن تكونوا عوناً على إنجاحها حقنا لدماء المسلمين وإقرارا لعيون الموحدين وإغاظة للكافرين والملحدين واتقوا الله أن تضعوا الشروط والعقبات التي تصد عن الإصلاح( اهـ .
وأرسلت أيضا رسالة – من خلال أحد الفضلاء – إلى الشرعي المبرز فيهم أحثه فيها على تسهيل المبادرة والعمل على إنجاحها وأعلمته أنه سيأتيهم تفاصيلها ..
وبعد هاتين الرسالتين جاء رد من أحد شرعييهم المبرزين ؛ قال فيه :
“شيخي الغالي، أنت وغيرك من الشيوخ تتكلمون عن الخصم والحكم، وأنت يا شيخي كنت ذلك الرجل لا سيما في رسائلك ! حيث صدقت عددا من التهم غيابيا ثم سارعت إلى إنشاء مبادرة وإعلانها دون التأني والتثبت والتحقيق ! بينما الدولة هي الدولة، وهل سمعت قط أن دولة النبي صلى الله عليه وآله وسلم أو دولة الخلفاء الراشدين أو دولة بني أمية أو دولة بني العباس أنها تحاكمت إلى شخص مستقل ؟! أم أن محاكمها هي التي تحكم في الأشخاص المستقلين وغيرهم ؟! أليس القضاء في الشرع جهة مستقلة ؟! ” اهـ بحروفه واستفهاماته وتعجباته .
قلت : كذب وجهل واستبداد وتزوير
أما الكذب…
فهو في قوله أني أعلنت مبادرتي، والصحيح أنهم سربوها عن طريق ذراع من أذرعهم الإعلامية، والذي بدروه نشر ردا لأحد أنصارهم يسخر ويستهزء في المبادرة قبل نشرها .. ()
أما الجهل…
فهو في قوله: (.. إنشاء مبادرة وإعلانها دون التأني والتثبت والتحقيق .. )، والصحيح أن مبادرات التحكيم هي من أجل التثبت والتحقيق، ثم رد الحقوق لمن يثبت له حق، وأخذه ممن وقع في الظلم والبغي .
وأما الاستبداد والتزوير …
فهو في زعمه بأنهم دولة خلافة ! كالعباسيين والأمويين لا بل كدولة النبوة !!! وكخلافة أبي بكر وعمر !! .
وأنا أدينهم من أفواههم، وأبطل ادعاءهم من خلال رسائل شرعييهم؛ فقد أرسل لي قبله أحد شرعييهم برسالة جاء فيها: (.. ولم نعتبر من لم يبايعنا عاص أو باغ يجب قتاله ولم نعلنها بيعة خلافة فهذه ليست سياسة الدولة ولا اعتقادها ولا منهجها وقد صرح العدناني تصريحا لا لبس فيه) اهـ .
فلماذا تلزمون الخصوم بما لا تلتزموه ؟!!
فلماذا تلزمون الخصوم بما تزعمون أن دولتكم لا تلتزمه ؟!!
ثم رتب على تزويره جهلا خالف به الإجماع ..
قال: “وهل سمعت قط أن دولة النبي صلى الله عليه وسلم …. أنها تحاكمت إلى شخص مستقل .” اهـ
وأقول إن كان مفتيهم المبرز يجهل الفرق بين التقاضي والتحكيم !! فكيف لهؤلاء أن يقيموا دولة خلافة ؟!!.
فإن استدركت على نفسك بعد دراسة الفرق وقلت إن التحكيم في حالتنا يفتقر إلى الرضا بالحَكم . قلتُ : أنتم رددتم أصل التحاكم الذي أجمع عليه.
ويكفيك قوله تعالى (( وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا … الآية ))
فالمخاطب في هذه الآية بصيغة الأمر الذي يقتضي الوجوب هم المسلمون من غير المقتتلين، وأولى الناس دخولا في هذا الخطاب هم العلماء وطلبة العلم .
قال شرعيهم المبرز: ( شيخي الحبيب، إني أراسلك خوفا عليك أن تواكب أصحاب المبادرات فتنشر مبادرتك بعد فوات الأوان ! تلك المبادرات التي لم تطرح على الدولة الإسلامية إلا في العلن ! أما تساءلت يا شيخي عن سبب ذلك ؟! ولم لم تطرح عليها سرا بادئ ذي بدئ، حتى يتم الحوار فيها ومناقشة بنودها ؟! أم هو الإحراج فحسب ) اهـ .
قلت : وهل مواكبة الفضلاء بمعروف أمر الله تعالى به منكر يُنكر ويُخاف على صاحبه ؟!!
ثم وهل دعوة المقتتلين للجلوس لشرع الله تعالى يسن فيها الكتمان والسرية !!! .
مع أني لم أعلن .
ثم ثالثة الأثافي … قوله – وتأمل هذا جيدا – : ( .. أم هو الإحراج فحسب ) اهـ .
فهل دعوة المتنازعين المتناطحين المقتتلين إلى التحاكم لشرع الله فيها حرج ؟!!!
قال تعالى :
((فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ))
قال شرعيهم المبرز: ( شيخي الحبيب إن أيسر وأسهل مبادرة هي التي أطلقها أمير المؤمنين أبي بكر البغدادي حفظه الله فقال: ( كفوا عنا نكف عنكم ) اهـ .
قلت : إذا كان مفتيهم يجهل أن الواجب المحتم عند التنازع والشح بالحقوق المدعاة هو التحاكم لشرع الله تعالى لاستيفاء الحقوق ورد المظالم .. ويستبدله بمطالبة خصوم يطلبون دماءا وأموالا وحقوقا بالكف عن مطالبتها !!
فهل يصح هذا مع طالب حثيث لها يشح بها ؟!!
فكيف لهم أن يحكموا الشرع الحنيف وهم يجهلون أبجدياته ؟!!!! .
ثم كانت الطامة الكبرى، وذلك بما أورده في رسالته بقوله: ( غير أن هذه المبادره ” يقصد كفوا عنا لنكف عنكم ” لم يسمع لها من أحد! وراح الجميع يتسابقون في مضمار ما يسمى بالمبادرات البدعية !! )
قلت: تأمل كيف اضمحل فقهه وانتكس قياسه .. يتعجب من انفكاكهم عن مبادرة يلزمونهم بها بإسقاط دمائهم وأموالهم وأراضيهم التي يدعونها، ثم يسمي دون خجل دعوة الصادقين لتحكيم شرع الله في هذه النوازل العظام عبر محاكم شرعية مستقلة ترد المظالم .. بمبادرات بدعية !!! فهل تحقيق أمر الله تعالى عند التنازع بدعة ؟!!
ثم بعد ذلك أرسل المشرف على منبرنا ردا عليه جاء فيه:
( … ثم كيف لكم أن تلزموا الناس بما لا تلتزمه الدولة … فالدولة لا تقدم نفسها لغاية الآن على أنها خلافة، فكيف تلزمون خصومها بالتحاكم لديها كونها دولة خلافة وتشبهونها بدولة النبوة ودولة أبي بكر وعمر وبخلافة الأمويين والعباسيين ؟!
كما أن الشيخ يدعوكم إلى دراسة الفروقات بين القضاء والتحاكم.
وأحسب أن شيخنا المقدسي سيعمل على نزع الشرعية من كل من يرفض النزول لحكم الشرع، وما أظن أن مثله يلتفت لتشغيب أعلام فضلا ان يلتفت لتشغيب مجاهيل جهال …) أهـ.
فجاء في رد شرعيهم المبرز على هذا الرد أثناء مناقشة جرت بينه وبين مشرفنا، أنقل طرفا منها مع ذرائع أخرى تذرع بها ليرد المبادرة:
(والذي رفع السماء بغير عمد نحن دولة، فكيف توجبون علينا التحاكم لمحكمة مستقلة؟! )
وقال أيضا: ( ألا تعلمون أن المحكمة المستقلة تعني دولة أخرى؟! ) !!!
ثم قال المشرف: ( بالله عليك أخبرني … هل ينتقص من الدولة أو من هيبتها أو من شرعيتها أن تجيبوه لمبادرته ؟ )
فأجابه الشرعي المبرز: ( أخي الحبيب ينبغي أن يكون القاضي محايدا ليس له قول مسبق… وشيخنا ليس كذلك بل قال ارجعوا للعراق!! )
وقال أيضا شرعيهم المبرز :( أتريد أن تحل دولة حاكمة بشرع الله على أرض أكبر من دولة النبي وأكبر من دولة الشيخ محمد بن عبد الوهاب لحكم شخص واحد؟! )
فأجابه المشرف حفظه الله: ( يا أخي … هو لم يقل ذلك … بل قال :
” فلا بد من حل لهذا البلاء ولو بالجلاء، فإذا أغلقتم السبل أمام التحكيم والإصلاح، ورفضتم التوحد والاندماج، وأبيتم واستنكفتم عن التعاون والاعتصام الذي يقر عيون الموحدين ويغيظ الأعداء، فأي شيء يحول بينكم وبين قبول نصح إخوانكم بالانحياز إلى العراق والعمل على التنكيل بالروافض الأنجاس والسعي في تحرير أسارى المسلمين وغير ذلك من الأعمال التي ” … )
وهذا الذي اقتصه أخونا المشرف هو جزء من رسالتي إلى البغدادي .. وتأمل كيف تقولوا علي ما لم أقله !
ثم قال مشرفنا :( يا أخي … أنت عاقل … فكيف لا ترضون بمبادرة شيخكم ؟ وحتى متى تستمر إراقة الدماء .. إن كنتم لا تثقون بشيخكم … فبمن إذن ؟)
قال الشرعي المبرز: (لكن المسألة أكبر من أن يقضي فيها شخص واحد لاسيما وإن كان له أقوال سابقة معارضة لمشروع إقامة الدولة ..والله إننا نثق بشيخنا .. وأنا أكثر الناس في الدنيا ثقة فيه ..ولعلك تحسبها مبالغة)
قال المشرف: (يا أخي … وهل تظنوه يحيف عليكم ؟)
فأجابه الشرعي المبرز: (سيحكم بنحو ما يسمع)
فأجابه مشرفنا :( نعم … سيسمع منكم)
فقال الشرعي المبرز : (وهم ألحن بالحجة منا فهم يحسنون الخداع والكذب ليت شيخنا يسمع منا)
ثم بعد مناقشات قال مشرفنا :( إذن … هل أنقل لشيخنا رفضكم للمبادرة أخي . حتى لا يبقى ينتظر ردكم ؟)
قال شرعيهم المبرز :(أخي بالله عليك كيف يتم قبول أو رفض مبادرة لم نطلع عليها؟؟؟! () أم هو الإحراج فحسب .. فقط تريدون بشيخي أن يواكب بقية الشيوخ؟)
المشرف : (سبحان الله … وكيف تسمعون بها دون أن تشعروه بالإيجاب، فيرسل لكم من يعرضها عليكم كما سيرسل للنصرة.
لكن السؤال هل تقبلون بفكرة المبادرة وأن يكون الشيخ قائما عليها، ثم لما تبدأ إن رأيتم حيفا عليكم شنعوا على القائمين عليها )
قال شرعيهم المبرز : (سأسأل الإخوة بعون الله) اهـ
ثم انتظرنا جوابا فلم يجب، وراسلناه فابتعد … ثم خرج العدناني بكلمته التي قطع بها قول كل خطيب ..فرفض التحاكم بعلة أخرى – غير التي ساقها الشرعي – ساقطة متهافتة.. واستبدل التحاكم بأمر أولى دخولا في علته، رفض التحاكم بحجة عدم وجود من يصلح لذلك ويتفق عليه، ثم دعا للاتفاق على خليفة يعين القاضي !!! ()
وهنا أسجل عليهم اللف والدوران والتخبط والتشغيب و مخالفة لبديهيات الشرع والجهل بها .
أما التخبط والتهرب واللف والدوران ..
فهو أنه كلما كشفنا لهم علة أو حققنا لهم شرطا قفزوا إلى شرط آخر أو علة أخرى دون ضابط .
فمثلا جعلوا العلة في رفضهم التحاكم – كما في مبادرة المحيسني – أن الخصم غير واضح العقيدة والمنهج، فاشترطوا بيانه لذلك وإثباته على أرض الواقع، فلما أتيناهم بما يشترطون – خصم ومرجح يحقق ما اشترطوه –
قالوا : أنهم دولة خلافة لا تتحاكم لمستقل .
فلما ذكرناهم أنهم أرسلوا لنا بخلاف ذلك .. وأنهم لم يعلنوا ذلك بعد ولم يلتزموه .. فكيف يريدون أن يلزموا الخصوم بما لا يلتزموه ..
تذرعوا أن لنا أحكاما مسبقة عليهم بإخراجهم ..
فلما بين لهم المشرف أنه تقول علينا، إنما توعدنا من لم يلتزم الشرع بأن نفتي بإخراجه ..
قالوا : أنهم لم يطلعوا على تفاصيل المبادرة …
قلت : وهذا باطل فقد قلنا لهم: سنطلعكم على التفاصيل، فردوا برفض المبدأ ككل .
ثم قالوا : أن الامر أكبر من أن يحكم به رجل!!!
ثم قالوا : أنه سيقضي بنحو ما يسمع !!!
ثم قالوا : نشاور الإخوة.. ثم خرجت كلمة العدناني بذريعة جديدة عجيبة أسدلت الستار وقطعت كل الخطاب .
أما مخالفة الشرع والجهل ببديهياته
فهو في قوله مجازفة منه وجهلا :
أنه سيقضي بنحو ما يسمع !!! .
وهل في ذلك منكر من القول وزور .. وهل المسلمات في القضاء والتي قال بوجوبها الجمهور و جاء بها صريح المنطوق وصريح المعقول بقوله صلى الله عليه وسلم ” إنما أقضي على نحو ما أسمع ” متفق عليه، تكون ذريعة لرد التحاكم لشرع الله !! ..
والثانية بقوله : أن الامر أكبر من أن يحكم به رجل ..!!!
قلت :وهل في شرعنا يحكم العشرة والخمسة عشر !!
لأن القضية أكبر من أن يحكم بها رجل !!!.
أم ان الذي ورد.. قضاء الرجل وله أن يستشير .. وحكم الرجلين وعند الاختلاف الترجيح .. سبحان الله ..جهل حتى في بديهيات القضاء.
***
ثالثا: في كذبهم علي
في إحدى الرسائل التي أرسلوها ليذبوا بها عن أنفسهم ويتهجموا بها على النصرة، كتب إلي أحد شرعييهم التالي : ( .. لكن إن طال بكم عمر ستعرفون حقيقة قيادة جبهة النصرة حاليا والمسار الذي تتبعه والذي ستؤول إليه وستعلمون أنها مخترقة وظيفيا من حاكم المطيري ومن هم وراءه وبعض شرعييها بل وقاضيها العام أبو حسن الكويتي هم من جماعته، وستعلمون حقيقة أبي ماريا شرعي الجبهة والدور الذي لعبه وغرضه من ذلك قد لا تصدقون وتقولون أنكم تخونوهم لأنهم انشقوا عنكم ونحن ليس كذلك بحمد الله ونعوذ بالله أن نغامر بديننا لمجرد خصومة شخصية بل نتكلم بناء على معلومات يقينية ثابتة .. .
قلت :
يقول أنهم ينطلقون من معلومات ثابتة يقينية .. وهل الثابت اليقيني أن أبا حسن الكويتي هو قاضيهم العام ؟!!! .
لما تتبعت ما أخبرني به وجدت أن أبا الحسن الكويتي ليس بالقاضي العام بل هو شرعي من شرعييهم الكثر له مدونة في الشبكة العنكبوتية ينشط فيها.. وإن كانت له خلفية سابقة مع المطيري فلا يعني البتة ارتباطه تنظيميا أو منهجيا به، بل ارتباط ابي حسن الكويتي ومن على شاكلته ممن كانت له خلفية مع باقي الجماعات العاملة على الساحة بالقاعدة ينسخ تلك العلاقات.. ولا تزال القاعدة وباقي الجماعات المقاتلة تُرفد بأمثال هؤلاء دون نكير من العلماء والعقلاء بل هي ظاهرة صحية ما دام أنه ينخرط متعلما في صفوفها.
ثم بنى على معلومته الكاذبة – التي أسماها ثابتة يقينية – أمرا جللا قال : ( مخترقة وظيفيا من حاكم المطيري ومن هم وراءه ) فمن الذي وراءه؟!! أهكذا يكون النهج العلمي التوثيقي لدولة ستكون نواة خلافة ؟!
وكرروا المعلومة الثابتة اليقينية !!! هذه (أن القاضي العام لجبهة النصرة هو أبو حسن الكويتي)، فقالوا لي في رسالة أخرى أتت على أنها لأحد شرعييهم لكن هذه المرة دون توقيع : (… أما جبهة النصرة فالحديث عنها ذو شجون، فهذه الجبهة فيها الكثير من الصادقين جنودا وأمراء، إلا أن الخلل في المتحكمين بالقرار فيها: حيث المتحكم الفعلي إنما هو حاكم المطيري ( زعيم حزب الأمة !! وأنت تعلم خبره ) ويده في الجبهة القاضي العام أبو الحسن الكويتي، أما ابو مارية الجبوري المسؤول الشرعي فهو رأس الفتنة في الشام …..)
قلت : يقول أن المتحكم الفعلي بالقاعدة في الشام حاكم المطيري !!! .
ثم في نفس الرسالة قال : ( ..ومن الكذب أيضا أنهم استباحوا دماء كل الفصائل المخالفة والمقاتلة لها وأنها تفجر مقرات الفصائل بعمليات استشهادية ونحو ذلك..)
قلت : ثم بعد ذلك أراد أن يوهمني أن قتالهم وتوعدهم هو للمجلس الوثني والمجلس العسكري .
وأنا أجيب هنا بما خطه لي شرعيهم المبرز في رسالته التي رد بها على مبادرتنا .. قال تعليقا على نهيي لهم قتال النصرة والأحرار وباقي الفصائل: ( كيف تنكر على الدولة الإسلامية قتال المرتدين من أرباب الديمقراطية التي حاربتها طوال عمرك؟! )
وهذا إقرار لقتالهم لمن نهيتهم عن قتالهم .
وجاء في رسالة أخرى لأحد شرعييهم : (… شيخنا الفاضل يقولون لكم أن القتال قتال فتنة وأن على الدولة إيقاف القتال مع فصائل الجبهة الإسلامية ولكن الذي لا يذكرونه لكم – إما جهلا أو غفلة أو عمدا – أن هذه الجبهة مرتبطة بالمخابرات السعودية والقطرية مباشرة (.
وهذا إقرار آخر بقتالهم للجبهة الاسلامية .. ورميها بما هو كفر بواح يبيح قتالها .
وقال الشرعي في موضع آخر من رسالته يشرح لي وقائع قتالهم مع النصرة والأحرار: ( فاستغل أحرار الشام وجموع تابعة للنصرة الوضع للأسف ونصبوا حواجز وحاولوا اعتقال الشباب والسيطرة على مقرات الدولة وضرب الدولة هناك مع أن الدولة هي التي تحكم …)
ثم ذكر جانبا من إحسانهم للأحرار والنصرة ثم قال: ( فما كان منا الا أن واجهنا ذلك ورددنا عدوانهم وأسرنا منهم من أسرنا وقتل منهم ومنا من قتل ..)
فهذا إقرار منهم آخر .
قال أحد شرعييهم في إحدى الرسائل التي أرسلت لي : (ويكفيكم شيخنا أن جميع المحللين السياسيين وقادة الغرب والشرق أطبقوا أن هذه الحرب المقصود منها القضاء على الدولة الإسلامية ليتيسر لهم تبرير مشروعهم في جنيف لتصفية الجهاد في الشام على الأرض)
قلت : فهل فعلا أن جميع المحللين وقادة الغرب والشرق أطبقوا على ذلك .. وهل جبهة النصرة والأحرار الذين تقاتلوهم وباعترافكم يمهدون لجنيف !!!.
لماذا لم تذكروا لي أيها الشرعيون !! أنهم أعلنوا براءتهم من مؤتمر جنيف وفضحوه .
أما شرعيهم المبرز فكتب لي في رسالته الأولى:
(وأحب أن أبين لك أن جبهة الجولاني كانت تمنع نشر كتبكم من باب المحافظة على الحاضنة الشعبية . بينما على العكس من ذلك تجد الدولة الاسلامية في العراق والشام تتبنى طباعة كتبكم ورسائلكم، بل ما دخلت مقرا إلا وجدت كتابا من كتبكم فتأمل .) .
قلت : أسلوب تحريش لا يليق بمجاهد فضلا أن يكون طالب علم فضلا أن يكون كبير من كبار شرعييهم، والأدهى والأمر أنه افتراء وبهتان .
ثم من فيكما رد مبادرتي وسخر منها ومن وقرها ؟!! .
وقال شرعيهم المبرز في نفس الرسالة :
(ومن ذلك ما وصل لك شيخنا من زعمهم أن الدولة استحلت مقراتهم في درعا حينما كانوا في الثغور مع العدو النصيري !! وهذا من الكذب الواضح البين إذ أنه لا تواجد أبدا للدولة الإسلامية في درعا فكيف يسيطرون على مقراتهم ! .)
قلت: لم يصلني أنهم استحلوا مقراتهم في درعا بل الذي وصلني أنهم استحلوها في الشرقية .. فلماذا تفترض واقعا هشا ساقطالم يقل به أحد ثم ترد عليه .. ولا ترد على الواقع الوارد إلينا والظاهر الواضح ؟
وقال أيضا شرعيهم المبرز: (أما موضوع بيعة الشيخ أبي بكر البغدادي للشيخ أيمن الظواهري فلم تكن ثم بيعة رسمية .
الأمر عبارة عن توقير شيوخ العراق لشيوخ خرسان الذين سبقوا في الجهاد أن بينهم رسائل في استشارتهم واستفتائهم في مسائل، ووصفهم بشيوخنا وأئمتنا (.
قلت: جاء في كلمة أخينا الشيخ أيمن الظواهري التي أَشهد الله على صحتها وأقرها العدناني بقوله (إنّ كل ما ذكرتَ من شهادتك صحيح ) :
(أرسل الشيخ الشهيد كما نحسبه أبو حمزة المهاجر رحمه الله رسالة للقيادة العامة يبرر فيها إنشاء الدولة ويؤكد فيها على ولاء الدولة لجماعة قاعدة الجهاد وأن الإخوة في الشورى قد أخذوا العهد على الشيخ الشهيد كما نحسبه أبي عمر البغدادي بأن أميره هو الشيخ أسامة بن لادن رحمه الله وأن الدولة تابعة لجماعة قاعدة الجهاد ولكن رأوا أن يُعلموا الأخوة بذلك ولا ينشروه لبعض الاعتبارات السياسية التي رأوها في العراق حينئذ .)
قلت: وهل أخذ العهد بأن أميره هو الشيخ أسامة بن لادن رحمه الله من عبارات التوقير والاحترام !!! .. وهل يشترط للتوقير أخذ العهد ؟
وجاء أيضا في رسالة الدكتور حفظه الله :
( .. فأجاب مندوب شورى دولة العراق الإسلامية في غرة ذي القعدة 1431 بما يلي : ( …. أجمع الأخوة هنا وفي مقدمتهم الشيخ أبو بكر حفظه الله ومجلس الشورى على أنه لا مانع من أن تكون هذه الإمارة مؤقتة وأن إرسال أي شخص من قِبل المشايخ عندكم إن رأوا أن ذلك من تمام تحقيق المصلحة ليتسلم الإمارة فلا مانع لدينا وسيكون الجميع هنا جنوداً له عليهم واجب السمع والطاعة وهذا الالتزام مجمع عليه من مجلس الشورى والشيخ أبو بكر البغدادي حفظهم الله)
قلت: وهل استلام الإمارة التي توجب السمع والطاعة من لوازم الاحترام والتوقير ؟!!!
وجاء أيضا في رسالة الدكتور حفظه الله نقلا عن رسالة أرسلتها الدولة له :
(…وهو يسأل عن المناسب من وجهة نظركم عند إعلان الأمير الجديد للتنظيم عندكم هل تجدد الدولة بيعته علناً أم تكون سراً كما هو معلوم معمول به سابقاً وهذا لتعلموا أن الإخوة هنا سهام في كنانتكم.. )
قلت : وهل التوقير والاحترام يفتقر إلى تجديد البيعة ؟!!
وجاء أيضا في رسالة الدكتور حفظه الله :
( .. بعد أن توليت الإمارة خلفاً للشيخ أسامة رحمه الله كان الشيخ أبو بكر البغدادي الحسيني يخاطبني بصفتي أميره حتى آخر رسالة لي منه حفظه الله في 29 جمادى الأولى 1434 والتي بدأها بقوله (فإلى أميرنا الشيخ المفضال) .. )
قلت :فأين الى شيوخنا في خراسان .
وجاء أيضا في رسالة الدكتور حفظه الله :
( وكذلك أرسل الشيخ أبو محمد العدناني بشهادة لي ختمها بقوله: (كتبها العبد الفقير أبو محمد العدناني في 19 جمادى الأولى 1434 معذرة إلى الله تعالى ثم إلى الأمة ثم إلى أمرائه الشيخ الدكتور أيمن الظواهري ثم إلى الشيخ الدكتور أبي بكر البغدادي حفظهما الله) .
قل لي بربك هل جمعه للظواهري مع تقديمه والبغدادي مع تأخيره في لفظ أمرائه للاحترام والتوقير ؟!!!
***
رابعاً: في تحريضهم لي على الشيخ الظواهري زورا وبهتانا
لا أدري إلى ماذا يهدف هؤلاء .. لماذا هذا الإصرار على إسقاط رموزنا وكبراءنا .. لماذا يدفعوننا لنحر الذات وجلدها ؟!! .
وهل تظنني سهما في كنانتك تنخز به الكبار وسيفا في جفنك تعض به العظام .. خبت إذا وخسرت ..بل نحورنا دون نحورهم وأنفسنا وقاء لأنفسهم نتلقى بصدورنا وظهورنا عنهم سهام المغرضين والشانئين
قال شرعيهم المبرز محرضا :
وأخيرا أدعوك يا شيخي للتأمل في خطابات الشيخ أيمن الظواهري وخاصة الأخيرة منها.
( فتامل شيخي في قول الشيخ أيمن عن أوباما أو بوش ” مستر ” ) اهـ
ثم سكت ..
وأقول له: ارفع يدك وأكمل العبارة ….
(( : “مستر أوباما”، عسى أن يكون قصم ظهوركم على أيدى مجاهدى أمة الإسلام بإذن الله حتى تستريح الدنيا ويستريح التاريخ من إجرامكم وصلفكم وكذبكم. )
وقال أيضا : ( وتأمل في شكره للطاغوت هنية !)
قلت : ساقها دون دافعها .. تعزية هنية للشيخ أسامة .. وهذا لي لمعناها وإخفاء لمرادها
وقال أيضا شرعيهم المبرز: ( وتأمل في ثنائه على الطاغوت مرسي ! )
أجمل بمجمل يذهب بالمعنى.. وعنون دون تقييد ولا تبيين .. وهذا أقبح التدليس ..
ووضع يده كعادته على الموضع المبين والمفسر وهو قول أخينا الدكتور أيمن الظواهري : (( وأنصحك مخلصًا لك النصيحة وراجيًا لك الهداية والتوفيق والتثبيت، فأقول لك: لقد تعاملت مع العلمانيين ووافقتهم، ومع الصليبيين وتنازلت لهم، ومع الأمريكان وأعطيت لهم الضمانات، ومع الإسرائيليين وأقررت بمعاهدات الاستسلام معهم، ومع عسكر مبارك الذين تربوا على مساعدات أمريكا فوافقتهم، ومع جلادي الداخلية فطمأنتهم، فماذا كانت النتيجة؟ وأنت اليوم في امتحان عظيم، إما أن تتمسك بالحق غير متزلزل ولا متذبذب ولا متزحزح، فتطالب بحاكمية الشريعة في وضوح وجلاء، وترفض القضاء الفاسد، والقوانين العلمانية، والدستور العلماني، وتصر على تحرير كل شبر من ديار الإسلام المحتلة، وتأبى الاعتراف بأية معاهدة أو اتفاق يتنازل عنها، وتعاهد ربك أنك ستجهر بالحق الذي يفرضه عليك شرعه، ولا تتنازل قيد أُنملة عن ذلك، فحينئذ أبشرك بأنك ستكون من أبطال هذه الأمة، ورموزها البارزة، وقادتها العظام، وستحشد الأمة في مصر والعالم الإسلامي خلفك في معركتها مع أعدائها، وإن توفاك الله مخلصًا على ذلك فأبشر بحسن الخاتمة وعظيم الثواب فيها في آخرتك. .)
قال شرعيهم المبرز: (وتأمل في توجيهاته الأخيرة وأننا لا بد أن نتعايش مع البوذيين والمشركين وغيرهم في سلام ودعة !! .) .
قلت : إخراج للكلام عن سياقه وسرده دون شرطه .
عدم التعرض للنصارى والسيخ والهندوس في البلاد الإسلامية، وإذا حدث عدوان منهم، فيُكتفى بالرد على قدر العدوان، مع بيان أننا لا نسعى إلى أن نبدأهم بقتال، لأننا مشغولون بقتال رأس الكفر العالمي، وأننا حريصون على أن نعيش معهم في سلام ودعة إذا قامت دولة الإسلام قريبا إن شاء الله.
قال شرعيهم المبرز :
(وتأمل في مصطلحاته ومشابهته للديمقراطيين في كثير منها ومغازلاته ولكثير من الجماعات الاسلامية المنحرفة .)
قلت :
وكم من عائب قولا صحيحا وآفته من الفهم السقيم
ومن يك ذا فم مر مريض يجد مرا به الماء الزلالا
قلت : هذه هي نبرة الغلو.. تضخيم المسائل و تسمية الأمور بأكبر من مسمياتها و إعطائها أكبر من حجمها ثم ترتيب ما لا يترتب عليها والتشديد فيها وتضييق ما وسع الله… هذه نبرة غلو واضحة جدا لا ينتطح فيها عاقلين.
وأخيرا هذا بعض ما نقل لي بعض شرعييهم :
(ونعلم أن في جنودنا وشرعيي الدولة من هم خوارج أو أقرب الى الخوارج، ولكن ليس هذا هو السمة الغالبة على الدولة بحمد الله وليس فيها أحد من كبار القادة أصحاب الرأي فيها، وأمثال هؤلاء لا يملكون قرارا الا في واقعهم المحدود وهو ما يسيء لنا أحيانا، نحاول الاصلاح ما استطعنا، لكن المعركة قاسية قاسية وصعبة )
وقال أيضا : ( لتعلموا شيخنا كما في صفوفنا من هم خوارج، فإن في صفوف جبهة النصرة من هم شبيحة ومرتزقة ….. )
وختاما، قال شرعيهم المبرز : (فلا بد من وقفة لله يا شيخي كما عهدناك ولا يزال العالم يذكر وقفتك مع الشيخ مصطفى ابي اليزيد وبالله التوفيق) .
قلت : هذه هي الوقفة قد أتتك .
وكتبه: أبو محمد المقدسي
منبر التوحيد والجهاد
* * *
http://www.tawhed.ws
http://www.almaqdese.net
http://www.abu-qatada.com
http://www.mtj.tw