(شبكة الرحمة الإسلامية) – بيان هام بشأن استشهاد الأمير حكيم الله محسود رحمه الله وتعيين مجلس الشورى العليا للأمراء الجدد
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدُ لله القائل: {مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا} [الأحزاب : 23]
والصلاة والسلام على رسول الله القائل: “والذي نفس محمد بيده، لوددتُ أن أغزو في سبيل الله فأُقتل، ثم أغزو فأقتل، ثم أغزو فأقتل” (مسلم)
والقائل أيضًا: “لأن أقتل في سبيل الله أحب إلي من أن يكون لي أهل المدر والوبر” (المستدرك)
نهنئ الأمة المسلمة بمناسبة استشهاد قائد من قاداتها وجنرال من جنرالاتها؛ الأمير/ حكيم الله محسود، تقبله الله.
ففي ليلة الجمعة المباركة، في السادس والعشرين من ذي الحجة، من عام أربعة وثلاثين وأربعمائة وألف للهجرة، الموافق 1 نوفمبر 2013م؛ استشهد أميرنا المكرَّم مع أربعة من إخوانه(ولي الرحمن،سميد الله،جلال ، ولي بادشاه) وعمِّه (خير محمد)عندما قُصفت سيارته بثلاثة صواريخ أثناء دخوله بها إلى منزله.
ونحن هنا نُكذِّب الأنباء المنشورة في وسائل الإعلام الناطقة بلسان أعداء الإسلام عن استشهاد النائب الأمير عبد الله (بهار) . ونُؤكد عبر هذا البيان أن القائد عبد الله (بهار)لم يكن موجودًا في مكان الهجوم وأنه لم يستشهد.
إن شهادة الأمير المكرم لهي مأساةٌ كبيرةٌ للأمة المسلمة، لكن المؤمنين لا يتأسَّفون على هذه الشهادة بل يهنئون بعضهم بها، وذلك شأنُ أمة المسلمين؛ أن قادتها لا يموتون على الفُرُش، بل مَكرمة الأمة وانتصارها هو في استشهاد قادتها، لأننا من أمة لا تموتُ بالتضحيات بل تنتصر وتعيش وتحيا؛ لأن الموت عندها حياة.
إن الأمير المكرم حكيم الله محسود كان يتمنى الشهادةَ منذ الصغر عن طريق الجهاد في سبيل الله، وبسبب صغر سنه وقتها كان الأمراءُ لا يصطحبونه معهم إلى الجهاد في أفغانستان؛ فأوامر أمير المؤمنين الملا عمر مجاهد -حفظه الله- أن من لم تنبت لحيته لا يخرج إلى الجهاد. وعندما شنت أمريكا الهجمة الصليبية وسقطت الإمارة الإسلامية قام أميرنا بتقديم الخدمات وإيواء المهاجرين القادمين من أفغانستان، كما شارك مع إخوانه في العمليات الجهادية ضد القوات الأمريكية الصليبية والجيش الأفغاني المرتد على جبهات بكتيا، وبكتيكا، وخوست، وننغرهار، وكونار، ثم ذهب إلى وسط أفغانستان وشارك في القتال هناك في عدة جبهات جهادية.
وعندما قامت القوات الباكستانية بالعملية العسكرية في مناطق القبائل لإنقاذ قوات الناتو من هجمات المجاهدين فإن القائد حكيم الله محسود كان أحد المؤسسين الرئيسيين لحركة طالبان باكستان.
وقد قام مؤسس حركة طالبان باكستان بيت الله الشهيد -رحمه الله- بتعيينه أميرًا على مقاطعات مهمند، وأوركزائي، وكرم ايجنسي، حيث قام بأداء دور بارز في تقوية الجهاد الباكستاني. وفي ذلك الوقت ورغم وجود الصعوبات الكثيرة فقد قام بشجاعة وجرأة وأسلوب مميز بترسيخ أقدام المجاهدين في تلك المناطق.
وقام الأمير حكيم الله محسود بعمليات جهادية قاصمة لردع عدوان الجيش الباكستاني -الذي هو الحليف والخط الأمامي في الحرب الصليبية لأمريكا- في أرض القبائل، وهزمهم عدة مرات شر هزيمة.
وقاد الأمير حكيم الله محسود المجاهدين لشن الهجمات المدمرة على خطوط التموين المارة من باكستان إلى أفغانستان لقوات حلف شمال الأطلسي الصليبية، وقطع عدة مرات خطوط الإمداد العسكري واللوجستي للقوات الأمريكية المحتلة.
وعندما رأى تصاعدَ أنشطة الروافض الشيعة ضد الإسلام والمجاهدين في مقاطعة كرم ايجنسي؛ شنَّ الغارات القوية عليهم وشدد الخناق حولهم. وأما ما تم من تطبيق للشريعة في مقاطعة أوركزئي ايجنسي فكل الفضل يعود إليه بتوفيق الله عز وجل وفضله.
وبعد استشهاد المؤسس لحركة طالبان باكستان بيت الله مسعود -رحمه الله- تم تعيينه أميرًا لحركة طالبان باكستان، فقاد مجاهدي الحركة بثباتٍ واستقامة، وقام بتصعيد مسيرة الجهاد إلى الأمام، وترسيخ فكرة الجهاد العالمي والخلافة في المجاهدين؛ فالأمير المكرم لم يقم بهجمات قاسية على القوات الأمريكية وحلفائها في باكستان فقط، بل تحت إمرته وإشرافه قام المجاهدُ الشهيد الدكتور أبو دجانة الخراساني -رحمه الله- بـغزوة “بيت الله محسود رحمه الله” والتي أدى فيها عملية استشهادية على القاعدة العسكرية الأمريكية في خوست أسفرت عن هلاك كبار ضباط الاستخبارات المركزية الأمريكية سي آي إيه.
وقد أعلن الأمير عن استهداف رأس الكفر أمريكا في عقر دارها، وأرسل أحد مجاهديه فيصل شهزاد إلى تايم سكوير بنيويورك لأداء عملية تستهدف الأمريكيين.
وقام بأخذ الثأر لإمام الجهاد الشيخ أسامة بن لادن -رحمه الله- بإرساله الفدائيين المجاهدين لاستهداف القاعدة العسكرية مهران في كراتشي والثكنات والمراكز العسكرية في أنحاء البلاد.
وعندما عجز أعداء الله أمريكا وحليفها النظام الباكستاني عن مطاردته بوضع الجوائز المالية، ومحاولات اغتياله بهجمات الطائرات بدون طيار؛ لجأ هؤلاء الطواغيت إلى عمل السِّحر ضده لإيقاف تصاعد المد الجهادي الذي ينتشر تحت قيادته، مما أصابه بصداع وألم شديد في جسمه.
ولقد قضى الأمير حكيم الله محسود -رحمه الله- أكثر حياته بعد تولى الإمارة معانيًا من المرض الشديد بسبب السحر، مع أنه لم يكن يعاني قبلها من أي مرض. وفي الأيام الأخيرة من حياته قام بمعالجة نفسه عند أحد الشيوخ العرب المجاهدين بالعلاج الروحاني، مما أدى إلى تحسن حالته بحمد الله كثيرًا، وبدأ مرة ثانية بتصعيد النشاطات الجهادية، وعندما وصل الخبر إلى الحكومة الباكستانية المرتدة وأمريكا اغتالوه بهجمات الطائرة بدون طيار. وكل ما يدَّعيه النظام الباكستاني الآن من تصنع للبراءة يطابق حال ذلك المخادع الخائن الذي يحمل السكين تحت الإبط ويردد بالفم: السلم.. السلم..
وهكذا رحل فارس من فرسان التوحيد والجهاد، وجنرال من جنرالات الأمة الإسلامية، الذي قضى أكثر عمره في القتال والجهاد، ليجعل من رحيله وشهادته نورًا ينير طريق الجهاد للمؤمنين ونارًا على أعداء الله، ولتستمر قافلة الجهاد يحدوها إيمان راسخ ويقين ثابت بوعد الله الحق.
وبحمد لله فإن المجاهدين لم يضطربوا بسبب شهادة الأمير المكرم بل ازدادوا انضباطًا وعزمًا على مواصلة الجهاد لإعلاء كلمة الله.
ونبشر الأمة المسلمة عامة والمجاهدين خاصة أن مجلس الشورى العليا التابعة لحركة الطالبان باكستان قامت بتعيين القائدوالمفتي الشيخ مولانا فضل الله حفظه الله أميرا للحركة، والقائد المفتي الشيخ خالد حقاني حفظه الله نائب الأمير ، واللذان سيمضون بإذن الله على خطى الأمير السابق حكيم الله محسود رحمه الله في تصعيد مسيرة الجهاد إلى الأمام حتى تكون كلمة التوحيد هي العليا التي رسمه لنا الأمراء والقادة بدمائهم الزكية.
فأبشري يا أمتنا الغالية، لقد لاح فجر النصر وسيهزم جمع أعداء الإسلام ويولون الأدبار بإذن الواحد القهار.
ونقول لأمير المؤمنين الملا عمر مجاهد وشيخنا أيمن الظواهري -حفظهما الله- : لن يؤتى الإسلام بإذن الله من قبلنا، وإننا نعاهدُ الله على المضي في طريق الجهاد لتحرير هذه المنطقة من المحتل الأمريكي وأنظمته العميلة، وإقامة شرع الله على أرض باكستان أو نهلك دون ذلك.
ونقول لأعداء الله أمريكا وحلفائها: إن دماء أميرنا الملا حكيم الله محسود -رحمه الله- لن تذهب هدرًا، وسنأخذ الثأر له ولدمائه في أسرع وقت بإذن الله، وهذا عهدٌ علينا ودينٌ في أعناقنا، لا نقيل ولا نستقيل منه بإذن الله حتى نؤديه. فالحرب بيننا وبينكم سجال، وسترون أيها الكفار بأم أعينكم أن العاقبة والفوز سيكون لمجاهدي الإسلام.
والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون.
رحم الله الأمير المجاهد الملا حكيم الله محسود وجميع إخوانه الذين استشهدوا معه .
الله أكبر
{وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لا يَعْلَمُونَ}
المُؤسَّسةُ الرَسْمِيةُ للِإنْتَاجِ والْنشر
مُؤسَّسةُ عُمر للإنتَاج الإعلامِي
حَركةُ طالبان باكستان
السبت 6 محرم 1435 هــ
09/11/2013
المصدر : (مركز صدى الجهاد للإعلام)
الجبهة الإعلامية الإسلامية العالمية
رَصدٌ لأَخبَار المُجاهِدين وَ تَحريضٌ للمُؤمِنين