(شبكة الرحمة الإسلامية) – كشفت صحيفة إسرائيلية عن زيارة وفد أمني إسرائيلي لمصر بعد الانقلاب العسكري، في حين واصلت أوساط سياسية وعسكرية وإعلامية إسرائيلية إطراء الجيش المصري لدرجة اعتباره جيشا مهما بالنسبة لإسرائيل.
فقد كشفت صحيفة معاريف أن وفدا أمنيا إسرائيليا زار القاهرة عقب عزل الجيش المصري الرئيس محمد مرسي، والتقى قيادة الجيش للتأكد من تواصل التعاون الأمني بين الجانبين.
وأضافت أن اللواء نادر العصار مسؤول العمليات في جهاز المخابرات العامة المصرية هو الذي يتولى عملية التنسيق مع إسرائيل من الجانب المصري.
واعتبرت الصحيفة أن التعاون الأمني بين إسرائيل والجيش المصري “أصبح من العمق والاتساع” بشكل لم يسبق له مثيل.
تعاون أمني
ونقلت معاريف عن محافل عسكرية إسرائيلية قولها إن التعاون الأمني الذي يبديه الجيش المصري قد أسهم بالفعل في تحسين الأوضاع الأمنية في جنوب إسرائيل بشكل كبير، منوهة إلى إن إسرائيل ومصر تحاولان خفض مستوى الاهتمام الإعلامي بالتعاون الأمني القائم.
وأكدت أن تصفية الخلية الجهادية قبل ثلاثة أسابيع في شمال سيناء بواسطة طائرة استطلاع بدون طيار جاءت نتاج تنسيق كامل ومتواصل بين الجيش المصري والمؤسسة الأمنية الإسرائيلية.
في سياق متصل، وصف النائب السابق لرئيس هيئة أركان الجيش الإسرائيلي الجنرال موشيه كبلينسكي الجيش المصري بأنه حليف مهم لإسرائيل، مضيفا أن مصلحتها الإستراتيجية تقتضي تعزيز قدرته على استعادة الاستقرار والهدوء في مصر.
وخلال مشاركته في برنامج “الأسبوع” الذي بثته قناة التلفزة الإسرائيلية العاشرة مساء الجمعة، شدد كبلينسكي على أن الجيش المصري بصفته حليفًا لإسرائيل مهتم بعدم تحول سيناء إلى نقطة انطلاق لتنفيذ عمليات ضد إسرائيل، علاوة على إدراك قيادة الجيش المصري أهمية الحفاظ على اتفاقية كامب ديفد.
وقلل كبلينسكي من أهمية الانتقادات التي توجهها أطراف أميركية وأوروبية للانقلاب العسكري الذي أطاح بحكم الرئيس محمد مرسي، معتبرًا أن الأميركيين والأوروبيين يدفعون “ضريبة كلامية” في هذا الشأن، وأن المصالح الأميركية والأوروبية تقتضي مواصلة العمل مع قيادة الجيش المصري.
من ناحيته قال الدبلوماسي الإسرائيلي ألون بنكاس إنه على الرغم من تراجع دور مصر الإقليمي، فإن الولايات المتحدة ترى في العلاقة مع قيادة الجيش إحدى أهم الضمانات للحفاظ على مصالحها في المنطقة.
وأضاف -خلال مشاركته في نفس البرنامج- أن انسحاب الولايات المتحدة من أفغانستان والعراق وتوجهها لتركيز اهتمامها على منطقة جنوب شرق آسيا جعل الأميركيين أكثر حاجة للمساعدات التي يقدمها الجيش المصري.
وهم الديمقراطية
ونوه بنكاس -الذي عمل قنصلاً في عدد من المدن الأميركية- إلى أن المساعدات المالية التي تقدمها الولايات المتحدة للجيش المصري أكثر أهمية من المساعدات التي قد تقدمها السعودية لمصر.
ويضيف الدبلوماسي الإسرائيلي أن عزل مرسي وعمليات قتل المتظاهرين لا يمكن أن تكون سببًا يدفع الإدارة الأميركية للتضحية بعلاقاتها الإستراتيجية مع قيادة الجيش المصري.
في سياق متصل حث أستاذ الدراسات الأميركية في جامعة “بارإيلان” أبراهام بن بتسفي، الرئيس الأميركي باراك أوباما على التوقف عن مطالبة وزير الدفاع المصري عبد الفتاح السيسي بالشروع في عملية ديمقراطية عبر إجراء انتخابات عامة وتشكيل حكومة ائتلاف وطني.
وحذر في مقال نشره موقع صحيفة “إسرائيل اليوم” من أن أية دعوة لإعادة مصر إلى الخيار الديمقراطي ستشكل مصدر قوة لمؤيدي الرئيس المصري المعزول محمد مرسي.
كما حذر من عودة أوباما إلى نفس الخطأ الذي أقدم عليه بعيد اندلاع ثورة 25 يناير، حيث طالب بتنحي الرئيس المخلوع حسني مبارك.
ودعا بن تسفي الإدارة الأميركية إلى التخلي عن ما سماه وهم إمكانية خلق نظام ديمقراطي في مصر، مشددا على ضرورة تركيز الولايات المتحدة جهدها من أجل “بلورة شرق أوسط جديد، أقل راديكالية وأكثر ولاءً للغرب”.
المصدر:الجزيرة,الصحافة الإسرائيلية