إن العالم أجمع يمر في حالة تغير كبير وليس للدول سوى أن تتسيس معها أو تتعايش فيها وفي كلتا الحالتين لن يطول الوفاق إن كان هناك وفاق لأن سرعة الأحداث الصانعة لنفسها بعد قدر الله أو المصنوعة من غيرها لا تجعل العالم يستطيع أن يضع له سياسة ينتهجها في التعاملات الدولية وكما هو مشاهد اليوم صديق اليوم عدو الأمس والعكس, والمقبول بالأمس مرفوضاً اليوم والعكس.
وقد تتغير الأعراف الدولية (المزعومة) إلى أحلاف تقوم على ركيزتان هما :
الأولى: العقيدة وهي سياسة العالم القادم (مسلم ، نصراني ، يهودي ) وغيرهم من الديانات على حسب العداء والخطر قربه وبعده
الثاني: القوة (الاقتصادي..العسكري) وهذا ما سيحدد كل حلف وأهدافه و إستراتيجيته معا.. ومن.. الديانات الثلاث.
وقد تكون الدول القائدة للنصارى في الواقع القريب هي (فرنسا ، إيطاليا ، بريطانيا ،الدانمارك ، وأمريكا تابعة ومتبوعة) وقد تبرز بعدها إنجلترا والسويد وإسبانيا
واليهود (فلسطين ، أمريكا ، هولندا )
والإسلام (اليمن ، الشام ، مصر)
و ما يحدث اليوم في صنعاء والشام هو مرحلة تجديد للقيادةٍ الإسلاميةٍ ، وهذه البلدان لها مميزات جغرافية واجتماعية وسياسية ودينية , قد دعا لهما رسول الله صلى الله عليه وسلم بالبركة فقال (اللهم بارك لنا في شامنا اللهم بارك لنا في يمننا قالوا يا رسول الله وفي نجدنا قال اللهم بارك لنا في شامنا اللهم بارك لنا في يمننا قالوا يا رسول الله وفي نجدنا فأظنه قال في الثالثة هناك الزلازل والفتن وبها يطلع قرن الشيطان) .
وتخصيص اليمن من الجزيرة العربية بهذا الحديث وغيره يجعلنا ننظر إلى أمل قد اقترب تحقيقه على أرض اليمن وخاصة إذا جمعنا معه حديث يخرج من عدن أبين اثنا عشر ألف…. الحديث
ويظهر فقه هذان الحديثان إذا جمع معها حديث ( تَغْزونَ جَزِيرة العَرَبِ فَيَفْتَحُها الله ثُمَّ فارِسَ فَيَفْتَحُها الله ثُمَّ تَغْزَونَ الرُّومَ فَيَفْتَحُها الله ثُمَّ تَغْزُونَ الدَّجَّالَ فَيَفْتَحُها الله) فهذا التسلسل في الغزو والفتح يعطي صورة عن واقع يتهيأ ويترابط بنظم عملي على الأرض .
فمن كان يظن ويتوقع أن الرافضة أصحاب المهدي المنتظر في سرداب سامراء الذين لا يرون القتال مع أحد سواه يصبح لهم دولة في إيران الفارسية و تكون من الدول الأقوى في المنطقة بل هي الأقوى وبدون مهديهم المزعوم ويتعدى المنهج الرافضي المشرك الحدود الفارسية و يصل إلى قلب الجزيرة العربية ممتداً من شرق الجزيرة إلى غربها ومن نجدها إلى جنوبها وهذا ترابطا عجيب بين الجزيرة وفارس في الغزو, والفتح الذي ذكر في الحديث وكأن إيران الفارسية هي ظهر الجزيرة الرافضية بعد احتلالها وهذا يعني سقوط الأنظمة الخليجية وعلى مقدمتها نظام آل سعود الهش الذي لم يعد يستطيع البقاء على أقل إمكانياته وقدراته على السيطرة على المجتمع (الوهابي) الذي يهدد أمريكا والعالم ولكن هل سترضى أمريكا وما دورها وهذا سؤال يطرح بكثرة؟
نعم لقد تغير النظام العالمي جذرياً عما كان عليه بعد مروره بمرحلتين كبيرتين :
11 سبتمبر 2001 وما فيها من حدث عظيم لصالح الإسلام .
وثورة التنين الإسلامي المخيف ذو الماضي القوي المنيع .
هذا ما سيجعل النظام الرأسمالي العالمي (أمريكا وحلفائها) يعود تدريجياً نظاماً دفاعياً عسكرياً يقوم على البديل في الأطراف البعيدة والناظر إلى مجموعة الدول الثمانية وكيف تغير الآراء ومن أبرزها الرأي الروسي من مخالف إلى مؤيد وكيف بدأ يوظف مصالحه وحلفائه الخاصين لمصلحة أمريكا وشركائها وكما بدأ يلعب دور الوسيط في القضية الليبية وسيلعب وسيطاً في القضية الخليجية الإيرانية خاصة وقد بدأت أمريكا تنفذ ما تعلمته في أفغانستان والعراق من وضع البديل من بداية الأمر قبل أن تتورط هي في المواجهة وهي اليوم تعد البديل العسكري لها في الخليج وهو درع الجزيرة المزعوم حتى يكون البديل في حفظ المصالح الأمريكية في المنطقة وكما قلت في مقال سابق أن أمريكا ستقلل وجودها على البر وتبقى في البحر حفاظاً على نفسها.
ثم ما نراه اليوم في العراق وباكستان من مظاهرات ضد الوجود الأمريكي على الأرض يدلل على رغبة أمريكا في الانسحاب من البر وخاصة أن من يقوم بالمظاهرات هم من الأغلبية الرافضية .
ولكن هل سيكون دخول إيران براً من طريق العراق حتى تتجنب التصادم مع أمريكا أم سيكون دخولها بحراً وتكون أمريكا بين خيارين إما الحياد أو ردة الفعل الباردة كما حصل مع اليهود في حرب غزة من ردة الفعل الأمريكية .
وقد تكون أهمية إيران عند أمريكا والغرب مثل اليهود في فلسطين حيث المعتقد اليهودي والرافضي متقارب في العداء للإسلام .
وأما الشام وما يحدث فيه اليوم من ثورة مباركة بعد ما كانت الشام نقطة انطلاق إلى دولة الإسلام في العراق وكان هذا العمل مقدمة لأن ينتشر الوعي بالجهاد في سبيل الله وبسياسة نظرة قيام الدولة وهذا الفكر لم يكن ليتحرر على أرض الواقع ويكون له فتيل الاشتعال إلا بهذه الثورات التي سخرها الله سبحانه وتعالى ولتكون مقدمة للعصائب المباركة في الشام .
قد نشاهد في الأيام القريبة القادمة تكثيف الوجود النصراني في الشام بعمل استخباراتي عسكري تحت مظلة الحقوق الانسانية وسنشاهد بعدها تكثيف الوجود العسكري تحت مظلة منظمة حفظ السلام النصرانية وهذه السياسة النصرانية للشام مرتبطة في هذه الفترة بمعتقد النصارى بما يسمى حرب هرمجدون وما سمعناه وشاهدناه في جنوب لبنان من الصدام مع منظمة اليونيفل لحفظ السلام في المرة الأولى قبل ستة أشهر تقريباً عندما انتهت مدة إقامتها و ما حدث وقتها من الرافضة حزب الله أن حرشوا سفهائهم برشق الحجارة حتى كان سبباً في تجديد المدة في بقائهم لأن بقاءهم في هذه السنة بالذات التي يعتقدونها هم أنها سنة الحرب المقدسة المزعومة في هذه السنة وأن فتيلها نبتة الشيطان وهم اليهود .
سيدفع النصارى اليهود إلى الحرب مع المسلمين كما سيدفع بالحرب بين الرافضة والمسلمين , والشام قد وعدت بملحمة عظيمة تكون سببا ًلفتح الإسلام والمسلمين ولا يكون بعدها إلا الدجّال ولكن لا يعلم وقتها إلى الله ولعله قد اقترب فما هو الواجب علينا تجاه هذه الأحداث العظام ؟
أولاًً: يجب علينا الدعوة والتوعية داخل صفوف الثوار لتوجيه هذه الثورات من الداخل إلى تحكيم الشريعة.
ثانياً: توعية الثوار إلى القيادة القادمة ومن هم .
ومن أبرز صفات هذه القيادة ,أنها قيادة ربانية لا ترضى بغير منهج القرآن والسنة كسياسة تنتهجها ,ومن صفاتها أن تحمل الكتاب والسيف لا أن تحمل مسمى الكتاب وميثاق الأمم المتحدة معلماً لسياستها عياذاً بالله ومن صفاتها أنها لم تخن ولم تضعف ومن صفاتها أنها لم تطرق أبواب الشبهات حتى تصل إلى السلطة بصناديق الاقتراعات والديمقراطية …بل تعمل بقوله تعالى (وقاتلوهم حتى لاتكون فتنه..).
ثالثاً: توعيتهم بحقوقهم كشعوب لما لهم من ثروات لا يعلم بعظمها إلا الله وأنهم أهلها ولن يوصلها لهم إلا من كان حكم الله قائده .
رابعاً: توحيد الجهود في توضيح طابع كل أرض من الأراضي الثلاث اليمن والشام ومصر وكيف نستطيع أن نغطي شيء من أبواب التوعية هناك .
خامساً: التواصل مع الأخوة العاملين هناك بنصح وتسديد والمحاولة لسد الثغرات على قدر الاستطاعة .
والله الموفق لكل خير وهدى والحمد الله رب العالمين
كتبه الفقير إلى عفو ربه :
أبو أسماء الكوبي
1ـ رجب
شموخ الإسلام / الميثاق © 1432-2011