فما بلكم تعجبتم من سبّ أحدهم لعائشة رضي الله عنها ، ألم تكونوا تعلمون أنّهم يسبونها و يسبون أباها رضي الله عنهما ، بل و يكفرّون سائر أصحاب رسول الله صلّى الله عليه و سلّم ، بل و يشكّكون في القرآن ؟ ، ألم تكونوا تعلمون ذلك و أنتم تدافعون عنهم لمّا تصدّ المجاهدون لمكرهم ؟ ، ألم تكونوا تعلمون ذلك و أنتم تنادونهم للحوار و التقارب ، لمّا أعلن المجاهدون جهادهم ؟ ، ألا تعلمون ذلك و حكامكم في هذا الوقت يستقبلون المالكي و العلوي و الحكيم و الصدر ، مجموعة الإجرام على أهل السنة في العراق ؟ .
ثمّ أقول متعجبا من موقف كثير من هؤلاء المعمّمين من سبّ عائشة رضي الله عنها ( أقول : و هو موقف لا بأس به إلاّ في شيء واحد فهو مخالف للشرع و هو رفع دعوى قضائية في بريطانيا نعرف نتائجها ضدّ السفيه الفاجر ياسر الحبيب بل الخبيث ، و الصواب هو تحريض شباب التوحيد لاغتياله و اغتيال كلّ من تطاول على حرمات الإسلام بسبّ أو استهزاء ) ، موقف لم نر مثله لمّا سُبّ نبيّنا صلّى الله عليه و سلّم ، و أُحرق المصحف من طرف الصليبيين ، بل رأينا هؤلاء المعمّمين من يدعو إلى ضبط النفس ، و الحوار ، حتّى أنشئوا مجالس حوار الأديان ، بل بعض السذج من أهل السنة من بدأ يُقدّم التبريرات لصليبيين :
منها أنّ الغرب لا يعرف الإسلام فلابدّ من التعريف بالإسلام .
و منها أنّ الإرهابيين كانوا السبب الرئيس من ردّة أفعال هؤلاء الّذين سبّوا نبيّنا صلّى الله عليه و سلّم و أحرقوا المصاحف .
من هنا تعلمون أنّ ردّة فعل كثير من هؤلاء المعمّمين من أهل السنة على من سبّ أمّنا عائشة رضي الله عنها هو إلاّ خدمة لأجندة الغير بإيعاز من الحكام المرتدّين .
ما أغفلكم يا أيّها المعمّمين من أهل السنّة ، و ما أسفهكم .
إذا سُئلتُ فما هو المطلوب ؟ :
أقول مستعينا بالله العظيم :
/ أن يتبرّأ هؤلاء المعمّمين من حكامهم الّذين أمدّوا العون للأمريكان في احتلالها للعراق و أفغانستان .
/ أن يُعلنوا توبتهم إلى الله بما اقترفوه ضدّ المجاهدين ، حتّى استقووا على الأمّة الأعداء من الأمريكان و الصهاينة و الصفويين .
/ أن يحذّروا الأمّة من الخطر الدّاهم ، خطر الجهمية مرجئة العصر ( دين حكام الردّة ) ، كما يحذّرون من دين الرافضة ، و أنا عندي خطر الجهمية أعظم من خطر الروافض عند التأمل .
/ أن يقفوا صفّا واحدا مع المجاهدين لصدّ المؤامرات الجسيمة الّتي تُحاك ضدّ أمّة الإسلام .
/ أن يحوّلوا قنواتهم للتحريض على الجهاد في سبيل الله تعالى ، و الدعوة إلى التوحيد الخالص ، و الإتباع الصادق ، و التحذير من الكفر و الإلحاد الّذي يدعوا إليه الحكام .
ثمّ أوجّه نداءا إلى أمّتنا :
” أمّتي الحبيبة ، أما آن لك أن تبصري السبيل و تستبيني الرّشد ، و تقرئي الحقيقة الكامنة وراء سُدف الظلام ، و غبار الكذب و دخان الدّجل الّذي يُطلقه أعداء الله تخذيلا لك و تحذيرا ، حتّى لا تثيبي وثبة الأبطال ، و لا تنهضي نهضة الرّجال ، لأنّهم يدركون أنّ المارد الإسلامي إذا استيقظ فلن يقف دون أبواب روما و واشنطن و باريس و لندن .” ( من كلمات الشيخ أبي مصعب الزرقاوي في الخطاب نفسه ) .
أمّتي الحبيبة إنّ المجاهدين في سبيل الله و خصوصا في العراق بقيادة أمير مؤمني العراق أبي بكر البغدادي حفظه الله و نصره ، أخذوا العزم أن يواصلوا جهداهم متوكّلين على الله ، فهم ماضون بعون الله في قتل أئمّة الكفر و الزندقة من الرّوافض ، و حصد رؤوسهم كما فعلوا بمحمد باقر الحكيم ، غضبا لأبي بكر و عمر و عثمان و علي و الحسن و الحسين و عائشة ، و ثأرا للدّماء المسفوحة ، و الأعراض المُنتهبة ، و المساجد السّليبة .
فكونوا يا أمتنا الحبيبة عونا لإخوانكم و أبنائكم المجاهدين في العراق و أفغانستان و القوقاز و الصومال و المغرب الإسلامي ، فهم حماة دين الأمّة و عرضها و كرامتها و عزّها ، و أنصحكم بسماع الخطاب الثالث لأمير الاستشهاديين أبي مصعب الزرقاوي قدّس الله روحه في العليين بعنوان :
إلحق بالقافلة .
اللّهم أحفظ عبادك أهل السنّة ، دينهم و دنياهم ، يا منان يا ذا الجلال و الإكرام ، أحفظ رجالهم و أعراضهم و أبناءهم و أموالهم ، و قيهم يا ربّنا مكر الروافض الحاقدين ، و شرّ عملائهم الخونة المجرمين ، و ألّف بين قلوبهم ، و أصلح ذات بينهم ، و أهدهم سبل السّلام .
اللّهم مكّن للمجاهدين في سبيلك في الأرض ، اللّهم مكّن للموحّدين في الأرض ، اللّهم جيّش جيوشهم ، و ابعث سراياهم ، و خلّص نواياهم ، و خذ العيون عنهم ، اللّهم يسّر لهم كلّ خير ، اللّهم قوّ شوكتهم و آنس وحشتهم ، و كن لهم العون و النصير ، فهم أقوياء بك يا ربّ العالمين ، اللّهم تقبّل شهداءهم ، و داو جراحهم ، و فُك أسراهم ، اللّهم ارفع رايتهم ، اللّهم ارفع رايتهم و مكّن لهم ، يا منّان يا كريم .
اللّهم إنّ الصهاينة و الصليبيين و الصفويين و المرتدين و من عاونهم من المنافقين جاءوا بخيلهم و خيلائهم يحادّون الله و رسوله ، اللهم فأحمهم الغداة ، اللّهم فأحمهم الغداة ، اللّهم كما مزّقت ملك الفراعنة و القياصرة و الكياسرة من قبلهم فمزق ملكهم ، اللّهم شتّت شملهم و فرّق جمعهم ، و اجعلهم غنيمة للمسلمين .
اللّهم ألعن طواغيت العرب و العجم ، اللّهم عليك بالحكام المرتدّين ، اللّهم أحصهم عددا ، و اقتلهم بددا ، و لا تغادر منهم أحدا . اللّهم ءامين .
أخوكم : أبو مسلم الجزائري
أبو مسلم الجزائري
27 شوّال 1431 هـ
06 / 10 / 2010 م